مع دخول شهر رمضان تحرص كل أم وربة منزل على تعويد أبنائها على الصيام، وكثيرا ما يدور ببالها تساؤل حول السن المناسب لصيام صغيري، وماهو السن الذي يحاسب عليه على ترك الصيام ؟ وحول هذا الامر يقول الدكتور عبد الغفار هلال ،أستاذ الفقه بجامعة الأزهر وعميد كلية اللغة العربية الأسبق : الصلاة هى عماد الدين ولذا كان الرسول حريصا على أن يتعلمها الأطفال في سن صغيرة ولكن في حالة الصوم ، فالطفل غير مفروض عليه الصوم إلى أن يبلغ أو يحتلم، والطفلة إلى أن تبلغ أو تأتيها الدورة الشهرية ولكن يفضل تدريبه أو تدريبها على الصيام تدريجيا ما لم يؤثر ذلك على الصحة العامة . ويقول الشيخ مصطفى العدوي يستحب تدريب الأبناء الصغار على الصيام، وقد أحسن من قال: وينشأ ناشئ الفتيان منا على ما كان عوده أبوه وفي الصحيح عن الربيع بنت معوذ رضي الله عنها قالت: (أرسل النبي صلى الله عليه وسلم غداة عاشوراء إلى قرى الأمصار: من أصبح مفطراً فليتم بقية يومه، ومن أصبح صائماً فليصم، قالت: فكنا نصومه بعد، ونصوّم صبياننا ونجعل لهم اللعبة من العهن، فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذاك حتى يكون عند الإفطار). أي: أن الطفل كان يصوّم فيدرب على الصيام، فإذا جاع وبكى أعطوه لعبة من الصوف يلعب بها وينشغل بها حتى يؤذن المؤذن للمغرب فيفطرون ويفطر، وقد ورد أن عمر رضي الله تعالى عنه قال لرجل سكران في رمضان: (ويلك! كيف تفطر وصبياننا صيام؟!)، فضربه عمر رضي الله عنه. فالشاهد: أن هذا الأثر يفيد أن الصبية كانوا يصومون زمن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي عهد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم. وعن كيفية ربط الطفل بروحانيات رمضان تقول وفاء أبو موسى المستشارة التربوية، هناك يجب على الأمهات إتباعها لتحبيب الاطفال في هذه الفريضة وهي على سبيل المثال: - لا تجبري طفلك على الصوم, فالإجبار أسلوب قمعي سلبي لا يُنتج إلا العناد ولكن عوديه الصيام تدريجيا فالتدرج مهم في التعامل مع الطفل لإكسابه سلوك معين , ولتكن البداية عند بلوغه 7 سنوات اتباعا لقول الرسول "ص" " علموهم لسبع " فعند السبع سنوات تكتمل المدارك المعرفية للطفل وتزداد قدرته على الاستيعاب - عندما يكمل الطفل عامه العاشر, فلابد وأن يتدرب على الصيام الكامل تمهيدا لصيام المكلفين، وعلى الأم استغلال سمات هذه المرحلة أيضا في تشجيعه على الصوم وأهمها محاولة إثبات الطفل لذاته حتى ينال رضا الآخرين. - حببي أطفالك في الصيام بالحديث معهم عن أهمية الصوم في تحقيق الأماني والتقرب إلى الله والإحساس بالفقراء والمساكين، وذلك بأسلوب سهل وجذاب ومناسب لمرحلتهم العمرية ومستوى تفكيرهم من خلال قصة أو رسم أو شيء من هذا القبيل. - عند اتصالك بالأهل قبل رمضان عليك دعوة طفلك لمشاركتك هذه المكالمات التليفونية وحثه على قول " كل سنة وأنت طيب " لكل أقاربه وجيرانه وأصدقائه ليعرف أن رمضان ممارسة وسلوك ومنهج . - نظمي وقت طفلك خلال ساعات الصوم وراعي تخصيص وقت كاف للعب وتوفير أنشطة منزلية مختلفة مثل القصص والألوان وذلك للتسلية وشغل وقته ومساعدته على اجتياز ساعات الصوم دون ملل أو إرهاق. - إذا اكتشفت إفطار طفلك دون أن يبلغك ,لا تحرجيه أو تكشفي كذبه وخداعه لأنك بذلك تصدميه وتقللي من ثقته بنفسه، وبدلا من ذلك عليك توجيهه بشكل غير مباشر كأن تقولي له أثناء الإفطار " برافوا عليك - لقد أحسنت اليوم "، وهنا يحس الطفل بفعلته وخطأه ولن يكررها مرة أخرى. - احرصي على دعوة طفلك للمشاركة في العادات الرمضانية.. بحثه على التصدق بجزء من مصروفه، أو إرساله بطبق حلويات للجيران، وبذلك نحقق له حكمة الصوم في التقرب والتواصل الاجتماعي. - اهتمي بغذاء صغيرك في هذا الشهر وقدمي له الأطعمة التي تحتوي على عنصر الحديد، وحضرى له الأطباق والأصناف المفضلة له كنوع من التحفيز مع الإكثار من العصائر والزبادي، مع تأخير وقت سحوره لتجنبيه الإحساس بالعطش أو الجوع نهارا . - لا تجبريه على تناول مزيد من الطعام بما يفوق طاقته عند الإفطار بحجة أنه صائم، ولكن عليك إتباع أسلوب المداعبة والملاطفة وتركه يأكل قدر طاقته مع إعطائه مزيد من العصائر والأكل على فترات بعد الإفطار. - اعملي على توعيته بأن الصوم ليس فقط امتناعا عن الطعام والشراب وإنما أيضا امتناع عن كل ما يغضب الله وعن أي سلوك سيء ومشين، وهنا عليك تشجيع طفلك على تكرار قراءة ما يحفظه من آيات قرآنية وحثه على مشاركتك كل صلاة، ومحاولة إصلاح سلوكه كالابتعاد عن الكذب وتقليل الشجار مع إخوته وغيرها من السلوكيات غير المرغوبة وبذلك ينتقل إليه الإحساس بروحانيات رمضان ومن ثم الحرص على الصيام.