بدأ الغرب وإيران يجهزان لبدء حرب دولية على الأراضي السورية، مع اقتراب نهاية النظام السوري الحاكم، وبشائر النصر التي ظهرت اليوم بمقتل وزير الدفاع داود راجحة ونائبه آصف شوكت صهر بشار الأسد وزير الداخلية محمد الشعار. فقد كشفت القوى الكبرى النقاب خلال الساعات القليلة الماضية، عن مؤامرة خطيرة للدخول إلى الأراضي السورية، بزعم الوقوف بجوار الثوار، من خلال خلال إصدار مجلس الأمن الدولي لقرار غدا، بشن حرب ضد نظام بشار، تحت البند السابع، وهو أمر تم التلميح له اليوم من جانب وليام هيغ وزير خارجية بريطانيا الذي صرح أمس أنه يجب عدم استبعاد أي خيار للتعامل مع الأزمة السورية ، معربا عن اعتقاده بأن خطة المبعوث الدولي كوفي عنان للسلام في سورية قد فشلت حتى الآن، وأن هناك حاجة لأن يعزز مجلس الأمن ضغوطه بشكل أكبر. وتبدو فرص تنفيذ الغرب لسيناريو التدخل العسكري في سورية قوية جداً، على ضوء بعض نداءات الاستغاثة التي يطلقها عدد من أعضاء الجيش السوري الحر، من أجل مشاركة قوات دولية في الدفاع عن الشعب السوري، في ظل وجود أوامر من بشار باستخدام أسلحة كيميائية، وهو ما تجد فيه الولاياتالمتحدة وحلفاؤها ذريعة للتدخل السريع في البلاد. لكن مهمة القوات الدولية لن تستهدف في الأساس التواجد فقط للقتال ضد نظام بشار كما سيبدو من قرار مجلس الأمن، بل أنها تشمل في حقيقة الأمر البقاء إلى أجل غير مسمى لحماية المصالح الإسرائيلية التي قد يهددها نظام سوري جديد قائم على الروح الثورية، الأمر الذي يشكل خطرا حقيقياً يستوجب تواجد أممي أو بالأجدر حماية أمريكية. وبطبيعة الحال، فإن استمرار المؤامرة الغربية بهذا السيناريو يستلزم، ذريعة جديدة للبقاء، بناء على رغبة النظام السوري الجديد، وهو أمر يبدو أنه بدأ يتحقق على أرض الواقع في ظل توارد أنباء عن دخول أعداد كبيرة من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله إلى دمشق، لدعم نظام بشار الذي يمثل حليفاً شيعياً هاما في المنطقة. وقد يبدو من المشهد الحالي أن مهمة هذه القوات هي دعم بشار الأسد بعد وصول المعارك إلى قلب دمشق ومقتل عدد من أخطر قادته، بل أن المهمة الأساسية تكمن أيضاً في مرحلة ما بعد بشار، من خلال مخطط "عرقنة سورية"، الذي يهدف إلى إحداث فوضى ودمار يمنعان قيام نظام سني مستقر يطيح بالمصالح الإيرانية التي تعززت في المنطقة بسقوط نظام صدام حسين عام 2003 وتولي قوى شيعية الحكم هناك. وما بين مؤامرتي الغرب وإيران لإسقاط النظام السوري الجديد قبل ميلاده، يلوح في الأفق سيناريو آخر قد يقطع الطريق أمام المخططات الخارجية، وهو: مقتل بشار قبل إصدار قرار مجلس الأمن غدا لإغلاق الباب أمام الذريعة الأساسية للتواجد الدولي، إلى جانب تدخل عسكري تركي وعربي سريع لمواجهة مخططات ضرب الاستقرار من جانب إيران وحزب الله، وكلا الأمرين يتطلب جهدا مكثفا للجيش السوري الحر خلال الساعات القادمة لإسقاط نظام بشار نهائياً، ويقظة إسلامية وعربية تعيد إلى سورية أمجادها وتبث الرعب في نفوس الأعداء.