أنّ مسألة المسائل اللبنانيّة اليوم تدور حول قدرة هذا البلد الصغير والمتضارب على التكيّف مع الواقع الجديد الذي تفرضه الثورة السوريّة، ومن ثمّ مع الانهيار المرجّح للنظام الأسديّ. وفي المعنى هذا تندرج الانتخابات الفرعيّة الأخيرة في السياق الذي تندرج فيه أحداث عدّة لا يخلو بعضها من العنف (طرابلس، عكّار، بعض المناطق الحدوديّة في البقاع). فإذا ما عُمّمت نتيجة مواجهة الكورة على صعيد وطنيّ عامّ، أمكن القول إنّ أكثريّة جديدة سوف تحكم لبنان في الانتخابات العامّة التي ستُجرى بعد بضعة أشهر، وإنّ القابليّة لذاك التكيّف قائمة، بل ربّما كانت كبيرة. يضاعف هذا الاحتمال أنّنا لا نتحدّث عن انقلاب، بل عن تطوّر يملك أصوله ومقدّماته: ذاك أنّ الأكثريّة التي فرزتها الانتخابات العامّة الأخيرة كانت لقوى 14 آذار أصلاً، وهي ما كانت لتتغيّر لولا العنف الفعليّ الذي مورس في 2006، ثمّ العنف الرمزيّ في ليلة القمصان السود الشهيرة. http://alhayat.com/OpinionsDetails/419026