كائنةً ما كانت تسمية الحدث السوري الكبير، «انتفاضة» أم «ثورة» أم «حرباً أهلية» أم «أزمة»، وهو خليط من هذا كله، فإن ما يميزه عن أقرانه درجةُ العدوان الذي يُمارَس على المجتمع، ومن ثم مدى الشجاعة التي يُحمل المجتمع على إبدائها رداً على العدوان ذاك. فالتريمسه ليست سوى عنوان دموي ووحشي آخر يهب في مواجهة دعاة التسويات الملفقة. هي تسويات ملفقة لأن من يُنزل هذا العدوان بشعبه المفترض يكون يعلن أنه ليس من هذا الشعب، وأن هذا الشعب ليس منه. ذاك أن العنف الذي تُطلقه السلطة السورية لا يمارسه إلا غرباء غير معنيين بتاتاً بأحوال «ناسهم» و «أهلهم»، لا يعيشون بينهم إلا بشرط أن يعيشوا فوقهم. http://alhayat.com/OpinionsDetails/418246