أجرى الرئيس الجديد ل«المجلس الوطني السوري» عبد الباسط سيدا حديثاً صحفياً مع «منتدى فكرة». وكانت تلك أول مقابلة صحفية واسعة النطاق مع وسيلة إعلام غربية منذ توليه منصبه في 10 حزيران/يونيو. وأجريت المقابلة باللغة العربية عبر برنامج التواصل «سكايب»، من قبل محررة «منتدى فكرة» لورن إيمرسون، وساهم فيها مايا الجبيلي وجهاد صالح. وقد تضمنت النقاط الرئيسية: 1. تأكيد سيدا على أن «المجلس الوطني السوري» لا يتزعم «الجيش السوري الحر»، وقد يؤدي ذلك إلى «استخدام الأسلحة بصورة غير منظمة وعشوائية» و [حدوث] «انقلاب عسكري.... لا يمكن السيطرة عليه»، كما وقع في ليبيا حسب قوله. 2. قوله بأنه لا بأس من «التنسيق» مع المعارضة الكردية وغيرها، بدلاً من محاولة إعادة [هذه الفئات] إلى «المجلس الوطني السوري». 3. قوله بأنه من الممكن قيام حوار مع عناصر من النظام «من بين أولئك غير الملطخة أياديهم بالدماء»، ولكن فقط فيما يتعلق ب «توقيت وعملية سقوط النظام». 4. نفيه بأنه يتعيّن على «المجلس الوطني السوري» أن يفعل شيئاً لإثبات استقلاله عن جماعة «الإخوان المسلمين»، التي هي "فئة أساسية من المعارضة السورية". وفيما يلي نص هذه المقابلة: منتدى فكرة: يبدو أن إعادة هيكلة "المجلس الوطني السوري" هو المشروع الكبير الذي يضطلع به "المجلس" في الوقت الراهن - فما الذي يقوم به "المجلس" حول الاستجابة للأحداث على الأرض، والوضع المتدهور بسرعة في سوريا في الوقت الراهن؟ كيف تحصل على تحديثات التطورات، وكيف يمكنك توجيه وقيادة هذه التطورات بدلاً من الرد عليها مثل بقية العالم؟ عبدالباسط سيدا: شكراً جزيلاً على هذا السؤال. طبعاً أعلنّا عن خطتنا أكثر من مرة. نحن أولاً بصدد إعادة تنظيم «اللجنة التنفيذية» ل«المجلس الوطني السوري». نحاول تفعيل لجان «المجلس» عبر عملية إعادة الهيكلة التراتبية. لقد شكلنا لجنة وقد اجتمعت اليوم في اسطنبول لأن الوقت ينفد ونحن في سباق مع الزمن. سنجعل سير عمليات اللجان أكثر فعالية لكي يتمكن «المجلس» من تحقيق أهدافه بصورة فعالة. نحن على اتصال مع مختلف فصائل المعارضة السورية من أجل حملهم على الانضمام إلى «المجلس» أو التنسيق معنا لمواجهة النظام. بالإضافة إلى ذلك، سنتواصل [مع حركة المعارضة] من أجل تعميق علاقاتنا مع الحراك الثوري في الداخل وتعزيز هذا الحراك. إلى جانب ذلك لا بد من تنسيق وتنظيم علاقتنا مع «الجيش السوري الحر» لكي تصبح أكثر فاعلية وتكون قادرة على الدفاع عن المدنيين السوريين. منتدى فكرة: ما آلية التنسيق مع «الجيش السوري الحر» وهل انتم القيادة السياسية له؟ عبد الباسط سيدا: «المجلس الوطني السوري» هو ليس القيادة السياسية بالنسبة ل«الجيش السوري الحر»؛ ومع ذلك، فهو القيادة السياسية من ناحية التمثيل السياسي للشعب السوري. لقد تأسس «الجيش السوري الحر» قبل نشوء «المجلس»، ونحن لم نتخذ قرارا بإنشاء «الجيش السوري الحر». ومع ذلك، نسعى لتنظيم هذه العلاقة التي تربطنا معهم لكي يكون الوضع العسكري منضبطاً. ففي وضعية مثل هذه القائمة في سوريا إذا كانت هناك عمليات غير منظمة وعشوائية بالنسبة لإستخدام السلاح فهذه مسألة قد تخرج عن نظام السيطرة وبالتالي ستؤدي إلى حدوث إنقلاب أمني كما عانى منه الليبيون بعد الثورة. منتدى فكرة: هل هناك تعهدات من جهات دولية لدعم «الجيش السوري الحر» بالسلاح وخاصة أن النظام زاد من العمليات العسكرية والمجازر بحق الشعب السوري؟ عبد الباسط سيدا: هذه المسائل تخص الفنيين. والحقيقة لدينا مكتب ارتباط يقوم بمتابعة هذه المسائل؛ ومن ثم فإن هذه المسالة هي من إختصاص الفنيين. السؤال الأول يتعلق بفصائل المعارضة وكيفية التنسيق معها. نحن على اتصال مع أغلب فصائل المعارضة ونعمل معها من أجل التوصّل الى رؤية مشتركة حول ملامح المرحلة الإنتقالية والمستقبل السياسي لسوريا – من أجل طمأنة الداخل السوري والقوى الإقليمية والمجتمع الدولي. نحن نتباحث حول هذه المسائل مع مختلف فصائل المعارضة بما في ذلك "المجلس الوطني الكردي". وبطبيعة الحال ندعو هذه الفصائل إلى الانضمام إلى "المجلس الوطني السوري" والمشاركة فيه، ولكن هناك بعض الفصائل أو بعض الجهات السياسية التي لا تريد الإنضمام وتفضل التنسيق. ونحن نقول أننا نستطيع أن نفعل ذلك. هذا على صعيد الحوار مع فصائل المعارضة. أما من ناحية الحوار مع النظام فقد باتت هذه المسألة جزءاً من الماضي ونقول منذ وقت بعيد أن الحوار مع هذا النظام لم يعد ممكناً. كل ما هنالك هو أننا نستطيع أن نتفاوض من أجل الإتفاق حول توقيت وآلية الرحيل. ومثل هذا التفاوض سيكون مع أولئك الذين لم تتلطخ أياديهم بدماء السوريين أو لم يصدروا القرارات بقتل المدنيين السوريين. فيما يتعلق بتسمية زعيم انتقالي، أنا أشرت في مقابلتي التي تستندون إليها أن خطة عنان تنص في الأساس أن بشار الأسد يسلم صلاحياته إلى نائبه فاروق الشرع، لكن يبدو أن الصحفيين أحياناً يريدون المزيد من التفاصيل وحينما لا يجدونها، يضيفون من عندهم. منتدى فكرة: هل هناك محاولات للتواصل مع أركان النظام وقيادات الجيش والمخابرات والحرس القديم للإنضمام للثورة؟ عبد الباسط سيدا: طبعاً هذه مسائل فنية وسرية تقع ضمن نطاق مسؤولية الفنيين المعنيين – وهم الأخوة في مكتب الإرتباط. منتدى فكرة: لقد تعرض "المجلس الوطني السوري" إلى الكثير من الانتقادات في الآونة الأخيرة، وخاصة فيما يتعلق بالشائعات بأن جماعة «الإخوان المسلمين» تهيمن على "المجلس". ما الذي تقوم به أنت شخصياً (وما الذي تعمله "اللجنة التنفيذية" ل "المجلس") لمقاومة هذه الشائعات وطمأنة المجتمع الدولي والمعارضة الداخلية بأن جماعة «الإخوان المسلمين» لا تهيمن في الحقيقة على "المجلس الوطني السوري"؟ عبد الباسط سيدا: جماعة «الإخوان المسلمين» هي فصيل أساسي من فصائل المعارضة السورية. تعرضت إلى القمع من قبل نظام الأسد الأب وقد أُتخذ قرار يقضي بإعدام كل من ينتمي إلى «الجماعة» وهذه حالة ليست غير معهودة، فلها سوابق في التاريخ السوري؛ لذلك نحن نقول إن هذه الجماعة تعرضت للقمع. و «الإخوان» هم اليوم فصيل أساسي من فصائل "المجلس الوطني السوري". ولكن إلى جانب ذلك هناك "إعلان دمشق"، وهناك قوى علمانية وليبرالية وحراك ثوري. وبطبيعة الحال، لدى «الإخوان» دور في هذا "المجلس"، شأنهم في ذلك شأن القوى الاخرى. أما لكي نثبت بأن هذا "المجلس" هو خارج سيطرة «الإخوان» ونبعدهم عن كل الهيئات والمؤسسات، فأعتقد بأننا حينما دخلنا في التحالف معهم لم ندخل على هذا الأساس.