بينما يحبس المصريون أنفاسهم انتظارا للحكم الذي من المقرر أن يصدر بحق المخلوع الذي ذاق بسطاء المصريون في عهده جوعاً ليس كمثله جوع، أدلى الطباخ الخاص بالمخلوع بشهادة تكشف حقيقة "السفه" و"البذخ" الذي كان المخلوع يعيش فيهما. لن نبدأ بالحديث عن طعام الطاغية وأفراد أسرته، فلكي تتضح المفارقة ننقل شهادة طباخ الرئيس عن طعام "كلب" السيد الرئيس، فقد كان سعادة الكلب يأكل في الغذاء بحسب شهادة الطباخ "شوربة خضار وفراخ" بينما كان ياكل في العشاء "عسل نحل وزجاجة مياه معدنية". أما مبارك، فقد كان يأكل بحسب شهادة طباخه الحاج سلامة أبو لبن "الإفطار عبارة عن بيض وفول وزبادي، والغداء جمبري بالصوص، والعشاء فول مدمس". لم يبذل الحاج سلامة مجهوداً كبيرا لإخفاء مشاعره تجاه الرئيس المخلوع، بل يشعر بأنه حقه الطبيعي أن يقول "سعادة الرئيس صعبان عليا". ونقلت جريدة "الوطن" عن عم سلامة ذكريات وكواليس عمله الذي غادره قبل الثورة بعام واحد، كان الطعام الذي يعده الحاج سلامة يمر بحلقة من الرقابة تبدأ من الطبيب البيطري، الذي يكشف علي الطعام قبل طهوه للتأكد من خلوه من الميكروبات، وحتى يتذوقه زكريا عزمي، خزينة أسرار الرئيس السابق، والذي يضحك الحاج سلامة عندما يتذكر فيلم "طباخ الرئيس" فقد كان دور عزمي داخل القصر مشابها لدور الفنان لطفي لبيب في الفيلم، وذلك علي حد قوله، فيما أوضح أن باقي تفاصيل الفيلم لا تمت للحقيقة بصلة فلم يكن أحد يجرؤ على التحدث للرئيس. "سعادة الرئيس" كلمة لم تغب عن لسان الحاج سلامة لحظة واحدة طوال حديثه، فهو يذكر جيدا تفاصيل برنامجه اليومي والذي كان يبدأ في الساعة السادسة صباحا لإعداد طعام الإفطار، الذي يضم أصنافا محددة بناء علي تعليمات الطبيب، ومنها "قلب الخس" لفائدته لعلاج أمراض القلب.