لجأ باحث أمريكي إلى زيت البندق لتطوير نوع جديد من الحليب الصناعي، والذي يمتاز بأنه أقرب بخصائصه الكيميائية إلى حليب البشر. وتمكن البروفيسور كاسيمير أكوه، المختص في مجال تقانة وعلوم الأغذية من جامعة جورجيا الأمريكية، من تطوير صيغة غذائية جديدة لحليب صناعي مخصص للرضع تعتمد على زيت البندق، وبمحتوى دهني شبيه بما يتوافر في حليب الثدي عند الأمهات، وهو ما يزيد من فوائده الغذائية للطفل الرضيع. وطبقاً لما أفاد الباحث فعلى الرغم من أن كلا من حليب البشر والحليب الصناعي يحتوي على دهون مشبعة وغير مشبعة، إلا ان التركيبة الكيميائية لجزيئات الدهون في حليب البشر يسهل امتصاصها بشكل أكبر مقارنة مع الجزيئات المناظرة في الحليب الصناعي، حيث تتألف الأولى من دهون مشبعة محاطة بدهون غير مشبعة. فيما ينعكس الأمر بالنسبة لجزيئات الدهون في الحليب الصناعي، وهو ما يجعل هنالك فروقاً بينها في عملية استقلابها وإمكانية الإفادة من خصائصها الغذائية. وتتالف الصيغة الغذائية للحليب الصناعي الجديد من حمض الدوكوساهيكسانويك، وهو من الأحماض الدهنية أوميغا-3، وحمض الآراكيدونيك، من الأحماض الدهنية أوميغا-6، اللذان يتوافران في حليب الثدي عند الأمهات، والضروريان لنمو الدماغ والأعضاء في الشهور الثلاثة الأخيرة من الحمل وخلال فترة الرضاعة. وطبقاً لما أشار الباحثون فإن الصيغ الغذائية لحليب الرُضع تصنع باستخدام زيت الخضروات مع حمض الدوكوساهيكسانويك والآراكيدونيك المشتقين من الطحالب، إلا أن الرضع قد لا يتمكنون من امتصاص تلك الأحماض الدهنية الطحلبية المنشأ. في حين تتوافر تلك الأحماض في شكل قريب لما يحويه حليب البشر في الصيغة الغذائية للحليب المطور، وهو ما قد يعني زيادة الفائدة التي يجنيها الطفل الرضيع. وفي هذا السياق أشار البروفيسور أكوه إلى أن ما يحويه حليب الأمهات من أحماض دهنية يشكل المعيار الذهبي عند تحضير الصيغ الغذائية المخصصة للرضع، إذ "أن التركيبة الفريدة لدهون حليب البشر تزيد من هضم وامتصاص الأحماض الدهنية وتحسن امتصاص الكالسيوم"، وفقاً لقوله.