-ترجمة عماد الدين السيد حازم صلاح أبو إسماعيل، مرشح الرئاسة الذي ينتمي للمدرسة الإسلامية القديمة، يريد أن يلغي معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية، ويرى في إيران مثلاً ناجحاً لدولة استطاعت أن تستقل عن الولاياتالمتحدة، لديه بعض التحفظات على الاختلاط في العمل وعلى عمل المرأة، ويعد بتحقيق تنميةً ورخاءً كبيراً إذا أدارت مصر ظهرها للتعامل التجاري مع الغرب. أصبح هو المرشح الأبرز في سباق الرئاسة، فأعاد تشكيل خيوط اللعبة السياسية في مصر، شعبيته الكبيرة هذه ربما تكون هي التفسير الوحيد للموافقة الصامتة التي أبدتها الولاياتالمتحدة على ترشيح جماعة الإخوان المسلمين ل"خيرت الشاطر" بعد أن وعدت من قبل بعدم ترشيح أياً من أفرادها. يبدو صراع الرئاسة في مصر والذي سيبدأ التصويت له في منتصف مايو، يبدو وكأنه صراع بين الإسلاميين بشكل أساسي؛ فقد وعدت جماعة الإخوان المسلمين من قبل—وهي التي تسيطر على البرلمان الآن—بعدم ترشيح أياً من أعضائها لمنصب الرئيس خوفاً من استفزاز العسكر والولاياتالمتحدة، لكن الصعود المذهل لشعبية أبو إسماعيل جعل هناك احتمالاً قوياً لفوز إسلامي أصولي للحكم وليس شخصية ليبرالية أو علمانية. بالتالي سيختلف أبو إسماعيل كثيراً مع سياسية الجماعة البراجماتية في الحفاظ على علاقات مستقرة مع الولاياتالمتحدة وإسرائيل، والحفاظ على سياسة تحرير السوق الإقتصادية. يمثل أبو إسماعيل خطراً على جماعة الإخوان المسلمين، من ناحية أنه ينازعهم على مكانتهم في كونهم الصوت الإسلامي الرئيسي في مصر، ومن ناحية أخرى أنه قد يدمر حملتهم التي بدأوها لإزالة مخاوف الغرب من الإسلام السياسي، لهذا قررت الجماعة المغامرة وترشيح أحد أعضائها ضده حيث أن فوز أبو إسماعيل بالرئاسة كان قد صار مؤكداً. بالتالي، وفي تطور ملحوظ، أصبح صانعو السياسة الأمريكية الذين كانوا يتخوفون من وصول الإخوان إلى السلطة لا يجدون مشكلة في ترشيح الجماعة لأحد أعضائها ويرونها حليفاً لهم لا غنى عنه في مواجهة الإسلام المحافظ متمثلاً في أبو إسماعيل. الدبلوماسيين الأمريكيين الذين تفاجأوا بالنجاح الكبير للسلفيين في البرلمان أصبحوا يدقون جرس الإنذار من النجاح الذي يحققه أبو إسماعيل، يوم الأحد الماضي، قال أحد مسئولو وزارة الخارجية الأمريكية مشترطا عدم ذكر اسمه أنهم غير منزعجين من ترشيح الجماعة لخيرت الشاطر، بل ربما يرون في هذا أمراً جيداً. خيرت الشاطر، رجل الأعمال المليونير والمؤثر الأهم في قرارات الجماعة السياسية، يعد معروفاً للدبلوماسيين الأمريكيين وكذلك لمن يتصلون بهم في المجلس العسكري، وسواء كان داخل أو خارج السجن كان هو نقطة الإتصال الرئيسية للجماعة مع جهاز مبارك الأمني، والآن مع المجلس العسكري. التقى الشاطر مع كبار المسؤولين في وزارة الخارجية الأمريكية ومع المشرعين القانونيين الأمريكيين أثناء زيارتهم للقاهرة، ويتصل بانتظام بالسفير الأمريكي في القاهرة " آن باتريسون " وكذلك مع عدد كبير من المديرين التنفيذيين للشركات الأمريكية في مصر، والمسئولون الأمريكيون كثيراً ما يمدحون اعتداله وذكائه وجهده الكبير. رفضت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية، أثناء زيارتها لاسطنبول يوم الأحد الماضي أن تعلق على خبر تراجع الجماعة في قرارها وترشيح الشاطر، بدلا من ذلك قالت إن الولاياتالمتحدة تتابع كل المرشحين ووعودهم لضمان الدفاع عن الحريات الأساسية. أضافت: " نحن نريد أن نرى مصر وهي تتقدم نحو الديمقراطية، وهذا يعني أنه لا يجب أبداً أن يحدث اعتداء على الأقليات الدينية والنساء والخصوم السياسيين. سيبدأ هذا بالانتخابات التي ستدعم تحقيق بقية هذه المباديء فيما بعد أياً كان المرشح الفائز، وهذا هو ما نتمناه لمصر". في استطلاع أجراه مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، قال ضياء رشوان الباحث في المركز إنه تم عمل استطلاع عشوائي منذ أسابيع قليلة على 1200 مصري، فوجدنا أن أبو إسماعيل قد قفز للمركز الثاني، بعد أن كان في المركز الرابع أو الخامس في استفتاء سابق أُجري في العام الماضي. لم يشمل الاستطلاع وجود اسم خيرت الشاطر، وحصل عمرو موسى على المركز الأول بنسبة تصل إلى 33% بينما حصل أبو إسماعيل على المركز الثاني بنسبة تصل إلى 22% وجاء عبد المنعم أبو الفتوح بالمركز الثالث بنسبة 8% تقريباً والعوا رابعاً بنسبة 4% تقريباً. تزداد فرص الإسلاميين في الفوز بالرئاسة،فإذا لم يحصل أحد المرشحين على الأغلبية في شهر مايو، فإن الإعادة ستتم بين إثنين منهما في شهر يونيو، وسيجد وقتها أي مرشح علماني كعمرو موسى منافسة شرسة مع المرشح الإسلامي، باعتبار أن الإسلاميين قد حصدوا ثلاثة أرباع مقاعد البرلمان تقريباً. المتحدث الإعلامي لحملة أبو إسماعيل قال إن ترشح خيرت الشاطر سيجعل أبو إسماعيل يأخذ أصواتاً إضافية كانت ذاهبة إلى عبد المنعم أبو الفتوح، القيادي الإخواني السابق الذي يحظى بشعبية جيدة. فيما يتوقع ضياء رشوان، الباحث بمركز الأهرام للدراسات، مواجهة يصعب منعها بين خيرت الشاطر وأبو إسماعيل، فكما أن خيرت الشاطر يستند إلى قوة جماعة الإخوان الهائلة، فإن أبو إسماعيل لديه كاريزما أكبر، ولديه مساندة كبيرة ممن يفضلون الإسلام المحافظ، كذلك يدعم أبو إسماعيل شعبيته الكبيرة عند الفقراء والمهمشين بينما على العكس، فإن خيرت الشاطر رجل أعمال ثري وسياسي، فهو من الصفوة على حد تعبير رشوان. يضيف رشوان إن أعضاء جماعة الإخوان استفادوا من التعاطف والتقدير لهم لأنهم كانوا ضحايا في عهد مبارك عندما كانوا هم خصومه الأساسيين، لكن وسائل الإعلام المصرية تُلقب خيرت الشاطر دوماً " برجل الجماعة القوي" وهو ما يبعث على الخوف لا التعاطف. اللافتات الدعائية لحماية أبو إسماعيل أغرقت الجدران ونوافذ السيارت، وتم استقباله يوم الثلاثاء الماضي في جامعة القاهرة كنجم كبير، ويوم الجمعة الماضي انطلقت حافلات عديدة تضم أنصاره وتنظم مسيرة كبيرة في القاهرة لتسليم توكيلات ترشيحه، مما أدى ألى تعطيل المرور في المدينة. في حديث له الأسبوع الماضي قال أبو إسماعيل إن الولاياتالمتحدة وإسرائيل يدفعون أموالاً طائلة للسيطرة على المجتمع بأسره، فلا ينبغي أن تشغلنا أمور الحياة اليومية عن الوقوف في وجه سيطرتهم. رابط المقال بالإنجليزية : http://www.nytimes.com/2012/04/02/world/middleeast/attacking-the-west-is... تعقيب المترجم: - على ضوء المقال لا نستبعد أبداً تأكيد خبر حصول والدة أبو إسماعيل على الجنسية الأمريكية. - المقال لم يتحدث بشيء من قريب أو بعيد عن أن دفع الإخوان بالشاطر كان للرد على أزمة سحب الثقة من الحكومة بين البرلمان والعسكر.