مهنة الطب البيطرى فى مصر تعانى النسيان، وبالرغم من أن كلية الطب البيطرى تعد إحدى كليات القمة وكذلك خريج الطب البيطرى يتميز بقوة معلوماته وغزارتها، إلا أنه ضاعت حقوق الطب البيطرى فى مصر وظل مهملا ومهمشا لا أحد يلتفت إليه إلا لكى يحمِّله المسئولية فقط. وحول مستقبل مهنة الطب البيطرى قال الدكتور محمود الطنيخي الأستاذ في جامعة الأسكندرية ل"التغيير" :" طول ما الطب البيطري ليس له وزارة مستقلة..وظل تابعاً للزراعة..ستحدث كوارث من قبيل الحمى القلاعية". مضيفاً:" الطب البيطري يدير ثروة مصر الحيوانية والسمكية..ومع ذلك لا وزارة له..الأخطر من ذلك أنه طب وقائى يحافظ على صحة الإنسان..حيث يوجد أكثر من ثلاثمائة مرض مشترك بين الحيوان والانسان". وتابع :" كيف لا يكون له وزارة مستقلة وقد سبقتنا دول إلى ذلك كنا نصفها في الماضي بالمتخلفة..أصبح في الخليج وزارات للطب البيطري وفي السودان وحتى في الصومال". وشدد على أن من يشرف على مهنة الطب البيطري في مصر مهندسين زراعيين لا يفقهون شيئا في هذا العلم، مضيفاً أن خريج الطب البيطري ليس له تكليف اسوة بطب بشري أو أسنان، ومهمش ولا يحظى بالتقدير الاجتماعي، مع ان ما يقوم به لا يقل أهمية عن الآخرين بل يزيد عليهم. وقال د.طنيخي أنه تابع في اليابان أثناء زبارة استغرقت 5 سنوات كيف يهتمون بهذا العلم ، قائلاً:" الطب البيطري في اليابان نمبر وان"، مضيفاً:" انشاء الهيئات ليس الحل..الحل هو انشاء وزارة مستقلة للطب البيطري الذى يتحكم في اقتصاد البلد وصحة المواطنين". وقال أن كارثة مثل أنفلونزا الخنازير جعلت المسيحيين يتجهون إلى استهلاك الدواجن واللحوم البلدي، ما جعل ذلك عبئا على الاقتصاد، ثم جائت كارثة الحمة القلاعية وارتفعت معها اسعار الدواجن مرة ثاني، واكد أنه لو كانت هناك وزارة وتحكم فيما يحدث لما ارتفع كيلو الدجاج من 7 جنيهات الى 30 جنيه، واللحوم من 15 جنيه إلى 70 جنيه الآن. ان لمن لا يعلم لها فى المقام الأول أبعاد اقتصادية من حيث تحقيق الاكتفاء الذاتى من البروتين الحيوانى بجميع مصادره، وكذلك كطب وقائى يحافظ على صحة الإنسان من الإصابة بالأمراض الوبائية المشتركة، حيث يوجد أكثر من ثلاثمائة مرض مشترك بين الحيوان والانسان! وقد اتجهت أغلب الدول العربية الي إنشاء وزارة مستقلة للطب البيطرى لاستغلال مواردها واستثماراتها الحيوانية والداجنة و تصنيع اللقاحات ومراقبتها وتشجيع الإستثمار فى مختلف قطاعات الثروة الحيوانية و الداجنة، فخصصت لها وزارة مستقلة. ففي السودان وزارة الثروة الحيوانية والسمكية وفي الصومال وزارة الأسماك والاقتصاد البحري، وفي عمان وزارة الثروة السمكية، وفي موريتانيا وزارة الصيد والاقتصاد البحري وفي اليمن وزارة الثروة السمكية . وبطبيعة الحال فإن مصر ليست أقل من إنشاء وزارة للثروة الحيوانية وهو إتجاه بالفعل يجرى دراسته داخل أروقة الحكومة و يكفى أن إستثمارات القطاعات الإنتاجية الداجنى و الحيواني والسمكي فى مصر – حسب تقدير الخبراء - يتجاوز 100 مليار جنيه وهو ما يستدعى تجهيز كيان قادر على إدارتها وحماية استثمارتها و تنميتها ! ويوضح الدكتور إبراهيم احمد الكفراوى، مدرس الاقتصاد البيطرى بكلية الطب البيطرى بجامعة المنوفية، أن مهنة البيطرة هى مهنة اقتصادية وقائية وأن نهضة مصر لابد وأن تبدأ من الطبيب البيطرى إحدى أهم ركائز وأعمدة الإنتاج الحيوانى، ففى كل وجبة يتناولها المواطن المصرى يرى فيها صورة وأهمية الطبيب البيطرى، وأشار الدكتور إبراهيم الكفراوى أنه لا اكتفاء ذاتى من البروتين الحيوانى بدون قناعة الحكومة المصرية بدور الطبيب ،فيا حكومة مصر إن كنتم تتجاهلونا فمن الأولى إما أن تصوموا أو تحرموا أنفسكم من طعام يخرج من تحت أيدينا وإشرافنا. ويضيف الدكتور أحمد داود إسماعيل، مدرس الإنتاج الحيوانى بكلية الطب البيطرى بجامعة المنوفية، أن إنتاج الطعام ذى الأصل الحيوانى يتطلب مجهودا جبارا من جيش للأطباء البيطريين، حيث إن الطبيب البيطرى يقف فى خط الدفاع الأول عن حياة الكائن البشرى، حيث إنه يكافح ويمنع الأمراض المشتركة كإنفلونزا الطيور والسل فى الحيوان وأيضا يمنع تداول الأطعمة المصابة بها من لحوم وأسماك، ولذلك فإن دور هذا القطاع العريض من الأطباء ذو أهمية قصوى فى تقدم الثروات ومنع الأمراض ولقد آن الأوان أن يجدوا ظلا يحتمون به تحت الحكومات الجددة على شكل وزارة مستقلة للطب البيطري. ومن ناحية أخرى طالب الدكتور محمد طلخان أبوالروس، المنسق العام لحركة "بيطريون بلا حقوق" بضرورة إنشاء وزارة مستقلة للطب البيطرى تختص بالاهتمام وتنمية صناعة الثروة الحيوانية وتنمية صناعة الثروة الداجنة والثروة السمكية . ويشير الدكتور محمد طلخان أبوالروس إلى ضرورة الاهتمام بصناعة الثروة السمكية، حيث الاستغلال الأمثل للبحيرات والبحار ونهر النيل، وكذلك بحيرة السد العالى، وكذلك جميع الترع والقنوات المائية. وأوضح الطبيب البيطرى نبيل مسك أن الطبيب البيطرى يمد المجتمع بالغذاء السليم، يشمل البروتين الحيوانى بجميع أشكاله وجميع منتجاته ويجب على الطبيب البيطرى ان يقدم غذاء ذا المنشأ الحيوانى السليم للإنسان فى صورة لحوم ودواجن وألبان وأسماك ، كما أن مهنة الطب البيطرى مهمة فى خدمة المجتمع والبيئة من خلال منع التلوث البيئى من مخرجات الحيوان وجثث الحيوانات قد تسبب أمراضًا للإنسان.