كان هذا في شهر يوليو الماضي (2011)، وبعد ساعات من اتهام حركة 6 أبريل على لسان المجلس العسكري، كتبت يومها عدة مقالات ونشرتها في العديد من الصحف والمواقع الإلكترونية: دفاعاً عن الحركة، ومطالباً المجلس العسكري أن يأتي بالبينة علي مايقول أو ليصمت. وعاتبت بعض أطياف التيار الإسلامي على الانسياق وراء الاتهامات المفبركة وقبول الظلم ولو لمن تخالفهم في الرأي. وقد هوجمت من الكثير من أطياف التيار الإسلامي برغم أنني أحد أفراده قلباً وقالباً. وكان منها مقال يحمل نفس هذا العنوان: "نخون، نخون، ويفنى الوطن"، حدث هذا رغم أنني لم أنتمِ يوماً تنظيمياً لحركة 6 أبريل وإن كنت قد عملت معهم وتأثرت بحراكهم قبل الثورة بكل تأكيد! اليوم أقول نفس ماقلته في المقال تعقيباً علي اتهام الإخوان المسلمين بال"الخيانة"، قلت ساعتها آهٍ من مرارة التخوين، الخيانة كلمة قبيحة بها ألف صفة سيئة، واليوم صارت تهمة جاهزة في حق من يخالفك الرأي"!! فلتتهم الإخوان بما شئت، ولتقل عن خياراتهم الخاطئة ماشئت، ومن حقك أن تلومهم وتعاتبهم وتهاجمهم وتنتقدهم كيفما تريد، أما الإتهام بالخيانة، فهو مالا أقبله لهم ولا لغيرهم ممن كانوا معنا في أيام وليالي الثورة. كيف أتهمهم بالخيانة وأنا أعرف منهم الكثير والكثير من الشباب والشابات المخلصين المحبين للوطن والمستعدين للتضحية والفداء؟! كيف أتهم ملايين من شعبي الذي أنتمي إليه بالخيانة لمجرد أنهم ينتمون للإخوان! كيف أتهمهم بالخيانة وقد كانوا بجانبي بأعداد كبيرة في الميدان في أقسى الظروف وأصعب الأحداث على البوابات بمنتهى الشجاعة والتضحية، هم وباقي جموع الشعب الطيب المضحي؟! أذكر صباح يوم الخميس التالي لموقعة الجمل أن الميدان كان في أغلبه من الإخوان، كانوا في كل مكان وهم معروفون بسهولة لكل من عاش في وسط التيار الإسلامي وتعامل معهم! كانوا هناك مع شباب الثورة ورجالها ونسائها علي استعداد تام للتضحية بالنفس في معركة لانعرف نتائجها، ولا يضحي "خائن" بنفسه! أقول هذا للإنصاف، وأنا لم أنتمِ يوما للإخوان في أي مرحلة من حياتي، وأنا -بفضل الله- قد شاركت في الثورة من أول أيامها، وفي معظم الجمع، وفي أحداث محمد محمود وكل الأحداث الفاصلة، أقوله وأنا ساخط على أداء الإخوان الحزبي والحركي وآخرها تشكيل الهيئة التأسيسية للدستور، والتي هي مهزلة ومثال صارخ على التضارب والتناقض وفقدان المصداقية، أقوله وأنا قد حذرتهم وغيرهم من أطياف الحركة الإسلامية من الركون إلى العسكر في أكثر من مناسبة! أقوله وأنا أيضاً ألتمس العذر لمن يهاجمهم ولكن قل ما شئت بلا "تخوين"! أما أنا شخصياً، فأنا ضد العسكر طوال الوقت، فلم ولن أثق بهم، وسأساند أي فصيل وطني يعمل بشكل «سلمي» للوقوف في وجه مخططاتهم للوصاية على الديمقراطية، يستوي عندي في هذا «حركة 6 أبريل» أو «كفاية» أو «الإخوان المسلمون» أو «سلفيو كوستا» أو «الألتراس»، وعند الخطر أنا معهم ولنتعاتب ونتخاصم ونتجادل بعد أن تهدأ المعارك وينقشع الغبار. هذا ما أدين به لربي وخالقي .. وهذا ما أرجوه لوطني الذي أحببته وحلمت به .. وشاهدته يولد مرةً أخري في التحرير!