ظهر بقوة الأمير نايف بن عبد العزيز على الساحة الدولية منذ تعيينه كولى للعهد فى عرش آل سعود ووزيرا للخارجية فى مواجهة العدو الموروث للمملكة : إيران الفارسية الشيعية وحليفتها السورية،إذ يسعى رجل المملكة القوى إلى توحيد الصف العربى. حيث وضعت المملكة العربية السعودية بالرغم من عدائها للسلطة فى بغداد حدا أمام توتر العلاقات الثنائية بين البلدين بعد استمرار دام أكثر من 22عاما من خلال استئناف العلاقات الدبلوماسية فى فبراير الماضى وأشارت صحيفة "لوموند" الفرنسية إلى أن السعودية والعراق لم يتبادلا سفارئهما منذ حرب الخليج عام 1990،حيث تسبب الغزو العراقى للكويت فى قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. إذ كانت تلوم الرياض على الرئيس العراقى الراحل صدام حسين بأنه كان يعمل على تهديد الإستقرار الإقليمى ومحاولة السيطرة بالقوة على احيتاطات النفط فى الشرق الأوسط. فيما لم يغفر النظام البعثى فى العراق قيام السعودية بتوفير مظلة للحشد العسكرى الأمريكى الضخم على رأس قوات التحالف الدولى الذى طرد الجيش العراقى من الكويت فى أعقاب عملية "عاصفة الصحراء" فى يناير-فبراير عام 1991 إلا أن العراق عقب الغزو الأمريكى فى عام 2003 باتت ساحة لبسط النفوذ السياسى والدينى بين المملكة العربية السعودية وبين إيران الشيعية فخلال الإنتخابات التشريعية العراقية فى عام 2010 أيد السعوديون قائمة "عراقية" لإياد علاوى المنافس الأساسى لرئيس الوزراء العراقى نورى المالكى الذى تمكن من المكوث على رأس الحكومة العراقية بفضل مساعدة طهران.حيث قامت المملكة العربية السعودية بالإنتقام من خلال عرقلة استضافة بفداد للقمة العربية للمرة منذ عام 1990 وذكرت "لوموند" أن السعودية بحاجة إلى الحياد العراقى بشأن الملف السورى لذلك عمدت إلى تعزيز العلاقات الثنائية بينها وبين جارتها الشقيقة. حيث عينت الرياض سفير لها غير مقيم فى العراق وهو السفير السعودى الحالى لدى الأردن الذى سيتولى أعمال الدولتين.كما توجه وفد عراقى رفيع المستوى إلى الرياض من أجل تسوية ملف المسجونيين السعوديين فى العراق بتهم الإرهاب ومبادلتهم بالمسجونيين العراقيين فى السجون السعودية.