النقرس هو التهاب يحدث في جسم الانسان بسبب تجمع وتركز حامض البوليك (يوريك) في اجزاء معينة من الجسم، خاصة المفاصل. وهو يصيب الرجال أكثر من النساء، وغالباً ما يرتبط بزيادة الوزن أو الإفراط في تعاطي الكحول. ينشأ مرض النقرس بسبب عوامل وراثية، واستخدام عقاقير مدرة للبول، أو قصور في وظائف الكلى. وتربط مصادر التراث العربي النقرس بالإفراط في أكل اللحوم، ولذا سمي بداء الملوك. النقرس هو نوع من التهابات المفاصل، يحدث لدى ترسب أملاح اليورات بأنسجة المفاصل، وما يحيط بها من غضاريف وعظام وعضلات، مما يؤدي لحدوث تفاعل يسمى التهاباً. يحدث الترسب بمناطق معينة كأصابع اليد والقدم، وأحيانًا الركبة والكاحل، لكنه في نصف الحالات يظهر في إصبع القدم الكبير. نوبات ألم وتورم تأتي نوبات ألم النقرس الشديد في المفاصل على فترات، مع تورم واحمرار وتصلب، ويشتد الألم صباحاً، مع ألم خفيف بين النوبات. وباستمرار المرض، يظهر نوع من العُقد الصغيرة المزمنة، وتسمى (Tophi). توجد هذه العقد في الكفين والقدمين وباقى غضاريف وعضلات الجسم، خاصة غضروف الأذن. وللنقرس علاقة مباشرة بوظيفة الكلى لأنها مسؤولة عن طرد أملاح الجسم. يبدأ النقرس عادة بإصابة مفصل واحد، وقد يسبب ألماً وتضخماً بمفاصل الأرجل، والركبتين، والكاحلين، واليدين، والمرفقين، والمعصمين. وغالباً ما يفاجئ ألم النقرس المريض ليلاً، ويستمر لنحو أسبوع ثم يتوقف. وقد يبدأ النقرس ويستمر لأسابيع أو شهور دون الشعور بأي آلام في المفاصل. لكن بعض المرضى ينتابهم ألم النقرس دورياً، وفي عدد أكبر من المفاصل، ويصاب قليل منهم بحصوات في الكلى. عند الشعور بألم شديد مفاجئ في المفاصل، ينبغي استشارة الطبيب حتى لو لم يتجاوز الألم يوماً أو يومين، لأن إهمال علاجه يؤدي لتفاقم المرض وزيادة الألم وخلل بالمفاصل. ولدى استشارة الطبيب سيكون ضرورياً قياس مستوى حامض البوليك في الدم، ويمكن أيضاً أخذ عينة من السائل الموجود في المفصل المصاب لاختبار وجود الحامض. علاجات وتغذية نظراً لعدم وجود دواء لعلاج النقرس، تركز العلاجات المتاحة على خفض مستوى حامض البوليك، ومعظم هذه العلاجات تؤخذ بعد انتهاء نوبات الإصابة، لأن تناول العقاقير أثناء نوبات الألم يفاقم المرض. وهناك ثلاث فئات من العلاجات: عقاقير مضادة للالتهابات من غير الكورتيزونات (Non-steroidal)، وعقاقير مضادة للالتهابات من الكورتيزونات (Steroidal)، وعقار كولشيسين شائع الاستخدام. ينصح الأطباء وخبراء التغذية مرضى النقرس بتجنب الأطعمة الدسمة والدهون، وحساء اللحوم والأسماك. وأثناء النوبات الحادة، ينبغي تجنب البقوليات كالفول والفاصوليا والعدس والحمص، وكافة أنواع اللحوم، وخضروات كالباذنجان والقرنبيط والبازلاء والسبانخ والخرشوف، والفاكهة المحتوية على بذور كالتوت والفراولة والتين، والتوابل والبهارات والمخللات أيضاً. كما ينصح الإخصائيون المرضى بتناول أغذية تفيد في علاج النقرس وتخفيف حدته وأسبابه، كعصير الليمون لقدرته على إذابة الأملاح المترسبة بالمفاصل؛ والأناناس المفيد لحالات السمنة والتهاب المفاصل؛ وعصير العنب كمخفض لمستوى حامض البوليك بالدم؛ والتفاح وعصيره المطبوخ. كما ينصح بتناول خضروات مفيدة في خفض أسباب المرض وتخفيف أعراضه كالخيار، وورق الكراث، والفجل، ونقيع الجرجير المر، وعصير الكرفس بمعدل نصف كوب أو 125 مليلتر لمدة 15 إلى 20 يوماً. كما يستخدم نقيع الزنجبيل قبل وجبات الطعام، كعلاج قوي المفعول للنقرس.