أقام مئات المحتجين المتاريس وأحرقوا إطارات للسيارات في شوارع باماكو عاصمة مالي، مغلقين المدينة احتجاجا على طريقة تعامل الحكومة مع حركة تمرد استولت على بضع بلدات في شمال البلاد. وجاءت المظاهرة وسط تقارير بأن متمردين يغلب عليهم الطوارق يقاتلون من أجل استقلال شمال مالي، سيطروا على بلدة ميناكا بشمال شرق البلاد. وأبدل رئيس مالي وزير الدفاع مساء الخميس استجابة لمطالب المتظاهرين الذين يتهمون الحكومة بالتقاعس عن تزويد قواتها بأسلحة ومعدات كافية. وذكرت تقارير أن عشرات الأشخاص قتلوا وفر آلاف المدنيين من منازلهم بعدما شن المتمردون هجوما منتصف يناير الماضي. واتهمت باماكو المتمردين بارتكاب فظائع والتواطؤ مع جماعات محلية مرتبطة بالقاعدة، لكنها لم تقدم أي رقم رسمي للضحايا. وقالت مصادر عسكرية إن المتمردين سيطروا على بلدة ميناكا بعد انسحاب قوات الجيش منها. وفي أول بيان علني منذ بدء التمرد تعهد رئيس مالي أمادو توماني توري الأربعاء بعدم الإذعان للمطالب الانفصالية، لكنه دعا الماليين إلى الامتناع عن شن هجمات على أي طائفة بعينها. وقال توري على شاشات تلفزيون الدولة "لا تخلطوا بين أولئك الذين يطلقون النار على قواعد الجيش، وأولئك الذين يعيشون بيننا والذين هم جيراننا". والتقى وزير الخارجية المالي سومايلو بوباي مايجا الخميس في العاصمة الجزائرية وفدا من الطوارق من تحالف 23 مايو كان عناصره يقاتلون في صفوف الحركة الوطنية لتحرير أزواد ضد جيش مالي. ويعتبر تحالف 23 مايو منظمة متمردين طوارق سابقين شهرت السلاح مجددا في مايو 2006 قبل التوقيع على اتفاقات سلام مع الحكومة المالية بفضل وساطة جزائرية عرفت باسم "اتفاقات الجزائر". ومنذ 17 يناير الماضي تشن الحركة ومتمردون طوارق آخرون هجمات على شمال مالي تهدف -حسب الناطق باسم الحركة- إلى "تحرير شعب أزواد من احتلال مالي غير شرعي للأراضي الأزوادية".