للمرة الأولى يعرب الشعب عن إرادته، ويكتشف أنه يستطيع التعبير عن تلك الإرادة، ويوم غاب العادلي ورجاله، شعر المصريون للمرة الأولى بمعنى كلمة الأمن والأمان، أدركوا أن أجهزة "الأمن" كانت المصدر الرئيسي للرعب والخوف، وساد الأمن والأمان رغم تحرير الداخلية للمساجين ومسجلي الخطر لينتقموا من الشعب الثائر. وكان يوم "جمعة الغضب" 28 يناير 2011، اسما على مسمى؛ حيث توافق جميع المصريين على مبادىء الثورة الشهيرة "عيش حرية..كرامة ..عدالة اجتماعية"، ورغم إعلان الإخوان والتجمع والوفد عدم مشاركة القيادات رسميا، وإحجام مشايخ السلفيين عن النزول، إلا أن جميع تيارات المجتمع المصري كانت ممثلة بميدان التحرير، وانتهى يوم الغضب بإعلان اعتصام مفتوح بميدان التحرير لحين إسقاط نظام مبارك. ولم تفلح استعدادات نظام مبارك لليوم المشهود في تخويف المصريين وثنيهم، ففي حدود الساعة الواحدة ليلاً بدأت موجة من الاعتقالات الواسعة لعشرات من النشطاء السياسين بصفة عامة، لا سيما في صفوف الإخوان المسلمين بصورة غير مسبوقة، وفي صباح اليوم أصدرت وزارة الاتصالات أمرا بوقف خدمة الإنترنت والرسائل القصيرة (sms) والاتصال عبر الهواتف المحمولة في جميع أنحاء الجمهورية المصرية. يسقط يسقط حسني مبارك وبعد صلاة الجمعة ، تفجرت المظاهرات الشعبية الواسعة وكان الهتاف الأكثر شيوعًا: يسقط يسقط حسني مبارك، الشعب يريد إسقاط النظام ، استبشارًا بما حققته ثورة تونس، وخرج الملايين في أغلب المدن المصرية كالقاهرةوالإسكندريةوالسويس والمنصورة وطنطا والإسماعيلية ودمياط والفيوم والمنيا ودمنهور والشرقية وبور سعيد وشمال سيناء، وغيرها ،مطالبين بتعديلات سياسية ورافضين سياسة القمع التى اتبعتها الشرطة المصرية خلال سنوات سابقة. وفى عصر هذا اليوم أصدرت وزارة الاتصالات أمرا بوقف خدمة الإنترنت والرسائل القصيرة (sms) والاتصال عبر الهواتف المحمولة في جميع أنحاء الجمهورية. ورغم إطلاق الأمن في القاهرة آلاف القنابل المسيلة للدموع في محاولة لمنع المحتشدين من الوصول إلى ميدان التحرير و الميادين الكبرى ،إلا أن المتظاهرين نجحوا في السيطرة على مدينتي الإسكندريةوالسويس، فتم إحراق معظم مراكز الشرطة في الإسكندرية، واضطرت قوات الأمن إلى الانسحاب من المدينة بعد الفشل في قمع المتظاهرين. أما في السويس –التي أطلق عليها البعض سيدي بوزيد مصر- فقد سَيطَرَ المتظاهرون على قسم شرطة الأربعين، واستخدموا القنابل المُسيلة للدموع ضد رجال الأمن وتم حرق مقر للحزب الوطني الحزب الحاكم الرئيسيّ الواقع في القاهرة. نزول الجيش في حدود الخامسة مساء بدأت قوات الجيش بالظهور في ميادين القاهرة، وفي الخامسة والنصف أعلنت رويترز أن الحاكم العكسري يُعلن عن حظر التجول في القاهرةوالإسكندريةوالسويس، وبالرغم من ذلك تحدت جموع المتظاهرين حظر التجوال، وقد أعلنت السي إن إن تباعاً عن خطاب سيَصدر عن مبارك بخصوص المظاهرات، لكن ثبت بعد ذلك عدم أنه غير صحيح. في نهاية اليوم نزلت مدرعات الجيش المصري إلى شوارع المدن لمساندة قوات الشرطة التي لم تعد قادرة على تحمل الضغط الجماهيري. حماية المتحف المتظاهرون يقفون بالمرصاد لمحاولة سرقة المتحف المصري ويستنجدون بقوات الجيش لانقاذ المتحف المتظاهرون يتجاهلون حظر التجول واستمرار التظاهرات طوال الليل محصلة جمعة الغضب : خروج الأمور عن سيطرة النظام خاصة محافظتي السويس والأسكندرية. خروج المظاهرات من جميع محافظات الجمهورية بلا استثناء بأعداد تقدر بالملايين. تدمير معظم مقار الحزب الوطني وأقسام الشرطة في جميع أنحاء مصر. نزول الجيش المصري محاولاً فرض الأمن علي الشارع المصري ومن ثم فرض حظر التجول. مقتل عدد غير معلوم من المتظاهرين بأعداد بلغت في بعض التقديرات الي 250 قتيل بالإضافة إلي اعتقال الالاف. دهس سيارة تابعة للسفارة الأمريكية العشرات من المتظاهرين في شارع القصر العيني ما أسفر عن 15 قتيلاً علي الأقل وعشرات الجرحي. دهس متظاهرين بسيارات تابعة للأمن المركزي ما أسفر عن مقتل الكثيرين وإصابة العشرات باصابات بالغة الخطورة.