قبل أن يجن العقيد الليبي معمر القذافي رسميا ويطرح سؤاله الذي صار نكتة تتحاكى بها الركبان " من أنتم"، قبلها بسنوات أدلى بمقولة صارت "إفيه" مأثورا يفجر الضحك الذي كالبكاء على رأي الشاعر..قال القذافي فض فوه منذ سنوات " مصر أغنى دولة في العالم..لأنها تسرق منذ آلاف السنين لكن شعبها مازال حيا يرزق" ! وكتطبيق عملي لمقولة القذافي، يتحايل المصريون لتظل فاعليات حياتهم قائمة بالعديد من الآليات..منها مثلا عند ما يحدث حاليا بين قطاع كبير من المصريين المنتمين للطبقة الوسطى فما دونها، عندما يتزوجون، حيث يتم الاستغناء عن " الذهب" أو " الشبكة" من باب" مشي حالك حالك يمشي" وهو فن حياتي دأب المصريون على ممارسته منذ القدم ويبدو أنه يريد أن يلازمهم إلى آخر الزمان. لكن هناك من يريد لحياة المصريين ألا تسير وأن يستغنوا عن كل مقومات الحياة نفسها لا الكماليات فقط. * البداية ..محنة عشرات العمال: بداية الدخول إلى دولة منجم السكري، عاشر أكبر وأهم منجم لاستخراج الذهب في العالم ، هي مأساة من فرط تكرارها صارت لاتحرك شهية الصحافة ووسائل الإعلام ولا تلهب خيالهم ولو من زاوية عسى أن يكون لها ماوراءها. عشرات العمال يعتصمون أمام أكبرمنجم لاستخراج الذهي في مصر احتجاجا على فصلم تعسفيا، لتخرج إدارة الشركة – كالعادة- وتعلن أنهم عمال يومية لا حقوق لهم لأنهم بلا عقود، ونظريا هذا الكلام له سند قانوني لكن من قال أن القانون إله لا يأتي نصوصه الباطل من بين يديها ولا من خلفها؟، التطور التالي هو قيام العمال بتصعيد احتجاجاتهم لتطال اتهاماتهم إدارة الشركة وتضىء مساحات مجهولة من المشهد الذي سرعان ما تتشابك خيوطه وتتداخل بصورة مذهلة، وبقليل من التفاصيل الجديدة تصبح الصورة على النحو التالي: مغارة علي بابا مهولة اسمها ( منجم السكري) يمثل أحد أكبر وأهم وأغنى 10 مناجم ذهب على مستوى العالم، وهو أحد 125 منجما اعتمد عليهم الفراعنة في بناءاقتصادهم الأسطوري الذي خدم توسعهم في كل الاتجاهات حتى احتلوا أهم أروقة معبد التاريخ.. وتستمر القصة المنسوجة بخيوط فاقعة من وقائع لا تجدها في أعتى الأفلام الأمريكية: المنجم الذي يطفو على بحر من الذهب الخالص الذي قال شهود عيان من العاملين به ل"التغيير" أن عروقه ترى في جسم جبل السكري بالعين تسيطر عليه شركة استرالية هي ( سنتامين مصر) محاطة بسياج غامض ومرعب من شركات أخرى كمعاول اقتصادية تحفر في آبار ذهب البلد منها ( الفراعنة) و ( السكري) وغيرها، وملفوفة بطبقات من الشركات الغربية المساعدة ،هذه للحفر وأخرى للتعدين وثالثة للتفجير، المنجم المذكور أعلاه والممتذ بجذور كالأوتاد في جسم مصر وتاريخها لا تستفيد البلاد وحكومتها منه إلا ب3%، حسبما سنوضح في هذا الملف، تخيل ، 3 % من ذهب يبدأ التعبير عن إنتاجه بأرقام لا تقل عن 10 مليار جنيه! لكن هل قلنا حكومة؟ هذه قصة أخرى من قصص جبل السكري التى يهدف هذا الملف لكشفها وسردها لحزب الكنبة الذي يلاحق الثوار في الأزقة والحواري بحثا عن ال" إبرة" التى خرموا بها عجلة الإنتاج، فالحكومة حسبما يؤكد شهودنا العيان من داخل وخارج منجم السكري، وبعضهم من جهات أمنية سيادية،شريكة في إهدار ثروة السكري من ذهب مصر..والتفاصيل ولا في حكايات علي بابا والأربعين حرامي : بدءا من خريطة مناجم الذهب الفرعونية التى سربها مسئول حكومي من الوزن الثقيل لأشخاص ذوي صلة بشركة سنتامين مصر الاسترالية، مرورا بسكوت المسئولين عن هذه البقعة المباركة بما تحويه من ثروات، والسماح لشركة غربية باستخراج الذهب والفوز بأغلب عوائده، والصمت إزاء انتهاك حقوق عماله، والسماح بتهريب ذهبه للخارج بحجة الدمغ بالاختام العالمية لكنه لا يعود أبدا لا أحد يدري لماذا وكيف، وصولا إلى إخفاء الحقائق وشل يد الجهات الرقابية عن بسط سيطرتها على مقدرات المنجم لصون حقوق البلاد والعباد، بل وإقالة مسئولين شرفاء مازالت النخوة والوطنية متوهجة في دمائهم أفزعهم أن يروا مقدرات الوطن تسلب تحتسمع وبصر الحكومة وهو عن ذلك ساكتون وأمامه عاجزون لا يتدخلون. ببساطة: السكري جنة تجري من تحتها السبائك الذهبية الكفيلة بجعل المواطن المصري بين أصحاب أعلى الدخول في العالم لكن علية القوم لا يريدون ..كيف هذا..إليك البيان بحول الله: - س سؤال: ما هو جبل السكري؟ جبل السكري هو جبل يقع علي بعد حوالي 15 كيلو مترا جنوب غرب مدينة مرسي علم بالصحراء الشرقية بجمهورية مصر العربية، ويحتوي على منجم للذهب. المنجم يتم استخراج الذهب منه منذ عهد الفراعنة، وقد توقف استغلاله عام 1958 لانعدام الجدوى الاقتصادية لانخفاض تركيز الذهب في العروق الباقية بالنسبة لسعر الذهب، 20 دولار للأوقية آنذاك. ومع ارتفاع سعر الذهب في العقد التسعينيات من القرن الماضي (الأوقية قاربت على 1,000 دولار عام 2008) تقرر إعادة استغلال المنجم في عام 1994 وإستؤنف في عام 2008. ويقدر إحتياطي الذهب الموجود فيه إلى 10 ملايين أوقية في عام 2008. يبلغ الإستخراج اليومي من المنجم بحسب تقارير حكومية واخرى عالمية أكثرمن 100طن صخر، ونسبة تواجد الذهب 21جراما، في الطن بينما المعلن هو 2جرام فقط ، والاحتياطي بجبل السكري حوالي مليون طن ذهب وهو أعلى من احتياطي منطقة حضرموت باليمن . ويعتبر منجم السكرى هو أحدث منجم فى مصر تقوم على تشغيلة شركة ( Centamin Egypt ) المحدودة وتبلغ مساحة المنجم 160 كيلو مترا مربعا ومرخص للعمل لمدة 30 عاما قابلة للتجديد مرة اخرى لمدة مماثلة ومخزون المنجم عبارة عن نطاق هش وسهل التكسير يحوى مخزون الذهب والذي نجده متداخلا مع مركبات شبة جراتينية من بلورات التوناليت الجرانيتة ذات الحبيبات البركانية. وما حكاية الذهب ؟ يقول المهندس الإستشاري للمشروع أن الاحتياطى المؤكد لإنتاج الذهب فى المنجم يقدر ب15 مليون أوقية، بما يعادل 350 مليار دولار تحصل منه الدولة على 50٪، بعد خصم تكلفة الإنتاج والاستخراج والتصنيع وخصم الضرائب المستحقة، وأن وزارة البترول ممثلة فى الهيئة العامة للثروة المعدنية هى الشريك الرئيسى فى الإنتاج. وفي تصريح صحفي عام 2009 قال المهندس مجدى قبيصى، محافظ البحر الأحمر السابق، في عام 2009 أن مشروع إنتاج الذهب بجبل السكرى هو البديل الرئيسى للبترول لتمويل الخزانة العامة للدولة،وأضاف قبيصى أن هناك خمس شركات كبرى تعمل فى الإنتاج والبحث عن الذهب بصحراء مرسى علم، أهمها بمنطقة حمش. إنتاج منجم السكري قبل الثورة كان 10 طن يوميا ، لكن مع بداية مارس 2011 عندما عاد الشعب من ميدان التحرير ليغتسل من الثورة ويتعشى بتصريحات الطبعة الجديدة من النظام القديم ممثلة في المجلس العسكري وينام ، قامت الشركة بشراء معدات تنقيب ثقيلة لزيادة الإنتاج ، والانتاج حاليا تضاعف في غياب الرقابة - أو في وجود التواطؤ - !! اختر أيهما شئت. لماذا الحديث عن الذهب الآن ؟ الحقيقة تقول أن دخل مصر من عائد استخراج الذهب من منجم جبل السكرى وحده يستطيع أن يعول شعب مصر ويجعله يحيا فى ثراء فاحش ولكن هناك تعمية تامة على الموضوع حتى ينهب حق البلد وأهلها، والواقع يقول - كما يذكر بعض العاملين في المنجم - أنه يتم تهريب اغلب الإنتاج من خلال مطار خاص بالشركة الاسترالية وبإشراف كامل من رجال مبارك حتى اليوم ومكان المطارعلى بعد 300 كيلو متر جنوب غرب مرسى علم ، ويتم تهريب كمية بسيطة من مطار مرسى علم على مرئى من العاملين بالمطار . وبعد الثورة تم استيراد معدات اضافية وزيادة معدل الانتاج الذي وصل لعشرين طن في اليوم ، لاتوجد أي رقابة على جبل السكري من أي جهاز بالدولة ويعتبر منطقة شبة عسكرية وممنوع تواجد المواطنين المصريين فيها . وقد قام العمال فى الشركة بإضرابهم الأول عن العمل يوم 16 فبراير بعد أيام من خلع مبارك، وقد صرح أحد العاملين بالمنجم لبوابة الوفد بأن مطالبهم ليست شخصية بالمرة وإنما صرختهم للمسئولين سواء كانت وزارة البترول والثروة المعدنية أو قوات الجيش لتولى أمر المنجم الذى يحتوى على ثروة ربما تضع مصر فى ترتيب الدول الأكثر غنى فى الشرق الأوسط على حد قوله. ما أثار الريبة لدى العاملين هو رؤيتهم لسيارات تأتى ليلا ثم تغادر دون أن يعلموا وجهتها ولا حتى سبب مجيئها, وزاد رعبهم على ثروة مصر من الذهب أن اكتشفوا بالصدفة صورة لمجموعة من العمالة الأسترالية التى تدير المنجم بجوار عرق ذهب ضخم ولا يعلم أى من العاملين المصريين عنه شيئا مما يثير مخاوفهم من وجود عمليات نهب منظم للمنجم . وأضاف أن المنجم بدأ إنتاجه منذ سنتين ويبلغ طول الجبل 500 متر وحفر بعمق 180 مترا بالإضافة إلى الذهب الموجود داخل عمق الأرض وأن الشركة المتعاقدة مع وزارة البترول استرالية وأقل راتب لأى أجنبى لا يقل عن 30 ألف دولار,ومصروف جيب 300 جنيه يوميا وكذلك لهم سلطة الدخول لكل منطقة فى المنجم دون المصريين الذين لا يستطيعون الدخول إلا مناطق معينة لا يتعدوها, وهذا مايثير الشك لدى العاملين المصريين. مع العلم بأن منجم جبل السكري منطقة محظورة على أي مواطن مصري قبل الثورة وبعد الثورة ، والذي لايعرفه الكثيرون أن جبل السكري ليس هو الوحيد الذي حباه المولي عز وجل في مصر بعروق الذهب, بل هناك الكثير,والدليل علي ذلك تلك الخريطة التي عثر عليها أخيرا بمتحف ترينو بايطاليا والتي هي مصنعة من ورق البردي ومحدد عليها125 موقعا للذهب غالبيتها في الصحراء الشرقيةوجنوب مصر ومنطقة العلاقي التابعة لنطاق الصحراء الشرقية أيضا بمحافظة أسوان, ومن بين أهم المواقع التي حددتها هذه الخريطة بنطاق الصحراء الشرقية والتي استغلها الفراعنة منجم جبل السكري الذي يحتوي في باطنه علي نحو20 مليون أوقية من الذهب, منها13 مليون أوقية مؤكدة و7 ملايين تحت التأكيد ومنطقة تسمي سكيب ومنطقة الفواخير علي بعد70 كم من طريق القصير قفط. وهناك مواقع حوضين والحنجلية وأم عود وعنتود والصباحية وهذه المناطق قريبة من جبل السكري وهناك عدة مواقع بوادي العلاقي بأسوان ومنجم البرامية بنطاق مرسي علم بالقرب من طريق مرسي علم ادفو ومنطقة تسمي أبومروان ناهيك عن المواقع الموجودة بالشلاتين.