يبدو أن ليبيا بدأت أولى خطوات تنفيذ تهديداتها ضد المصريين، فبعد اعتراض مصر على بث قناة «الجماهيرية» على قمر النايل سات، أعقبت تصريحات غاضبة بطرد المصريين العاملين هناك والبالغ عددهم مليوناً ونصف المليون. ما حدث فى برج مغيزل بكفر الشيخ يؤكد ذلك حيث تم احتجاز ما يقرب من «100» مصرى فى سجون طرابلس وبنغازى ومصراتة وتوجيه تهمة دخول المياه الاقليمية دون ترخيص مع قيام السلطات الليبية بإطلاق أيدى عساكرهم على المصريين في السجون الليبية. «الوفد الأسبوعى» التقت أهالى المحتجزين داخل السجون الليبية حيث أكد السيد درويش صاحب مر مركب «أبودرويش» ولديه ثلاثة محتجزين قائلاً:والله احنا مش عارفين نعمل ايه فالمركب كان على متنها «16» شخصاً وكانت طالعة «تسرح» من اجل لقمة العيش وفوجئنا بالقبض على أفراد المركب وحاولنا مع وزارة الخارجية دون فائدة ومفيش حد «عبرنا» من المسئولين ويذكر درويش اسماء الطاقم المحجوز فى ليبيا قائلاً: هناك اكثر من «16» فرداً منهم ايهاب محمد مصطفى الطحان ومحمد مصطفى الطحان واحمد درويش واحمد السيد درويش ومحمد حسن رشيد واحمد البهلوان، وليد الصاوى. ويؤكد محمد شحاتة ان ابنه اسحاق محمد تم احتجازه فى سجن ليبيا بطرابلس ويبلغ «19» عاماً وكان على مركب اسمه «حسن حسين» وانقطعت الأخبار عنه منذ شهرين والى الآن لا نجد دوراً فعالاً لوزارة الخارجية للافراج عن ابنائنا المحبوسين داخل السجون الليبية. بينما انخرطت الحاجة رضا الشاذلى فى البكاء عندما كانت تحدثنا عن ابنها احمد احمد ابوهيكل الذى تم اسره مع طاقم مركب «محمد الأزلى» وتقول عايزة اشوف ابنى واطمن عليه فقد أمضى مايقرب من «35» يوماً ولم أسمع عنه أخباراً سوى انه فى سجن ليبيا ويريدون الف دينار ليبى بما يوازى «5»آلاف جنيه مصرى وآخر أخبار وردت عنه تؤكد أن المساجين الليبيين هناك قاموا بمواجهة الشرطة الليبية ولذلك يدفعون بالمساجين المصريين لمواجهة الليبيين وحدثت اصابات. ويتحدث محمد نصار عن شقيقه عمرو قائلاً: «أخى كان على مركب يدعى د. على حسين، كان خارج للشغل وتم القاء القبض على افراد المركب عد ادعاء السلطات الليبية ان المركبى اخترق حدود المياه الاقليمية رغم ان القانون البحرى يؤكد انهم لم يقتربوا من حدودهم حيث ينص على مسافة «15» ميلاً بعيداً عن الحدود وقد تم القاء القبض عليه وايداعه سجن «طرابلس تاجورا» وهناك أنباء عن مواجهات بين الثوار وفول القذافى يستخدم فيها المصريون كدروع بشرية وهناك اصابة لأحد المصريين وأنباء عن وقوع «7» حالات أخرى. ويروى عبدالسلام عبدالموجود والد ايهاب قائلاً مر «18» يوماً على ابنى فى السجن وطالبنا السفارة المصرية بالتدخل ودون جدوى ولولا «الحاجة» ما فرطت فى ابنى فى رحلة تؤدى الى الهلاك. وتقول ام السعد على شحاتة والدة أشرف نصار: لقد عانينا ظلماً كثيراً ومازلنا نعانيه حتى بعد الثورة فاضطر ابنى للعمل لسد نفقات علاجى وعلاج والده وبعد خروجه فى مركب للصيد تم القاء القبض عليه من قبل السلطات الليبية ومنعرفش عنه حاجة. وتلتقط زوجة اشرف طرف الحديث قائلة: الحكومة «مقصرة» جداً حيث تم حجز مراكب تونسية وايطالية فى نفس يوم احتجاز المراكب المصرية وبعد تدخل مسئولياها تم الافراج عنهم فى نفس اليوم ولم يتم حبس أى واحد منهم داخل السجون الليبية. عفاف ابراهيم تطالب المجلس العسكرى والقائمين على أمور البلاد بسرعة الإفراج عن المحبوسين داخل السجون الليبية ومنهم زوجها شعبان حجازى حيث تم احتجاره فى أوائل شهر نوفمبر الماضى. نفس الحال تكرر مع الحاجة منصورة عبدالقادر التى خرج ابنها سيد ناصر لمساندتها فى الانفاق على أسرة مكونة من «8» أفراد وبدلاً من توفير «لقمة العيش» تم اقتياده الى سجن طرابلس ب«تاجورا». وفى اتصال هاتفى مع اشرف على سيد نصار رئيس المركب والمحتجز بسجن جديدى بطرابلس قال ل«الوفد الأسبوعى« منذ «4 ديسمبر» الماضى كنا نبحر فى ساحل تونس وبعد «14» يوماً كنا نتجه الى القاهرة فاستوقفنا خفر السواحل الليبية وقبضوا علينا ووجهوا لنا تهمة الدخول فى المياه الليبية وقبل إلقاء القبض علينا فتشوا المركب بحثاً عن أسلحة ومخدرات فلم يجدوا وعندما وجدوا معنا حصيلة الصيد قالوا لنا «معكم ثروة من الحوت يعنى الأسماك واصطحبونا الى السجن وذهبنا الى المحكمة التى قضت بحبسنا ستة أيام ثم «15» يوماً ثم «15» يوماً أخرى ثم «10» أيام. وعن اقعهم داخل السجن قال:حدث تمرد من بعض المساجين الذين اعتمدوا على حرس السجن فقادتهم السلطات الليبية وأطلقت النار فأصيبت زميلنا اسحاق شحاتة برصاصة فى قدمه وتم نقله الى المستشفى ولا نعلم عنه شيئاً.. ويضيف: آخر بهدلة فى السجن حيث تتم معاملتنا مثل العبيد حيث نقوم ب«الكنس« والمسح..وعن رد فعل السلطات المصرية قال: اتصلنا بالسفير المصرى فى ليبيا قال لنا «مش شغلنى» لكن هناك مندوباً من السفارة يدعى حسن جمعة هو الذى يتابع ملف احتجازنا لكن دون جدوى، قائلاً: لا قيمة للخارجية المصرية فى ليبيا ولا وزن لها ولا كرامة، ممنوع عنا الزيارة