حذرت بعض الصحف الأمريكية من تخطيط إدارة أوباما للحوار مع حركة طالبان بالنقد والتحليل، وصرحت واشنطن بوست من مخاطر التفاوض مع الحركة، بينما أكدت نيويورك تايمز أن التباحث مع الحركة يبعث على الشك والريبة. وفي افتتاحيتها يوم الخميس أعربت واشنطن بوست عن قلقها من الخطوة باعتبارها "تنطوي على خطر"، وقالت إن سعيا أمركيا سريا جرى من أجل فتح مكتب اتصال للحركة في دولة قطر، وإن إدارة أوباما أجبرت حكومة كرزاي على الموافقة ومباركة الخطوة. وأشارت الصحيفة إلى تصريحات صادرة عن مكتب الرئيس الأفغاني الأربعاء الماضي والمتمثلة في قول كرزاي إن أفغانستان توافق على ما وصفها بالمباحثات في ما بين واشنطن وطالبان، وبفتح مكتب اتصال للحركة في دولة قطر. وقالت واشنطن بوست إن الخشية تكمن في أن تكون مباحثات السلام مع طالبان تأتي في إطار مصالح الإدارة الأمريكية على المدى القصير، في ظل الإستراتيجية الأميركية للانسحاب العسكري من أفغانستان، وبالتالي أن لا تؤدي المفاوضات إلى خدمة المصالح الأفغانية أو إلى سلام دائم في البلاد. وفي حين قالت الصحيفة إن الإدارة الأمريكية تدرس فكرة الإفراج عن قادة طالبان المحتجزين في معتقل جوانتانامو، أشارت إلى تصريح للناطق باسم طالبان ذبيح الله مجاهد، والمتمثل في إشارته إلى الطرفين الرئيسيين في معادلة مفاوضات السلام المزمعة، وذلك بوصفهما الإدارة الأمريكية وحكومة طالبان السابقة، وأنه أهمل ذكر حكومة كرزاي. كما وصفت واشنطن بوست إجراء مفاوضات سلام أمريكية مع طالبان، بأنه يشكل هدية لحركة هي في أضعف أحوالها بالمقارنة مع حالها في الماضي، وأن الحركة طالما رفضت الديمقراطية وحقوق المرأة في البلاد. من جانبها، أشارت نيويورك تايمز إلى مكتب الاتصال لطالبان المزمع افتتاحه في دولة قطر، بدعوى إجراء مفاوضات سلام مع الحركة، وقالت إنه يجب النظر إلى الخطوة الأمريكية بعين الشك والريبة. وأوضحت الصحيفة أن واشنطن تريد أن تجري مفاوضات سلام مع من وصفتها بجماعة المسلحين التي يقودها الملا محمد عمر، وقالت إن تلك الحركة حكمت أفغانستان بقسوة العصور الوسطى. ومن جانبها أشارت نيويورك تايمز إلى أن طالبان سبق وأن وفرت ملاذا آمنا لتنظيم القاعدة، في الفترة ما قبل هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001، وأن طالبان لا تزال تمعن في قتل قوات حلف شمال الأطلسي ناتو في أفغانستان، بل إن الحركة ما فتئت تقوم بإرهاب وقتل الشعب الأفغاني –والقول للصحيفة-. بيد أن الصحيفة دعت إلى ضرورة إشراك كافة الأطراف في عملية السلام المزمعة، بمن فيهم الحكومة الأفغانية، وقالت إنه يجدر بالإدارة الأمريكية تعيين وسيط دولي يرعى العملية برمتها.