أعلن رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو أن بلاده لن تتفاوض مع حكومة فلسطينية تضم حركة المقاومة الإسلامية حماس, بينما استبعد وزير الخارجية أفيجدور ليبرمان التوصل إلى تسوية. ونقلت وسائل إعلام عبرية عن نتنياهو قوله -خلال اجتماع لسفراء الكيان الصهيوني حول العالم بالقدس المحتلة- "إذا انضمت حماس إلى الحكومة الفلسطينية فإننا لن نجري مفاوضات مع السلطة الفلسطينية". وقال نتنياهو للسفراء الصهاينة الإسرائيليين "لست مستعداً لأن تتحول الدولة الفلسطينية إلى ما حدث في غزة ولبنان", في إشارة إلى إطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل عقب الانسحاب من قطاع غزة ومن جنوب لبنان. وذكر نتنياهو أنه "يتعين على الفلسطينيين الاعتراف بدولة إسرائيل على أنها الدولة القومية للشعب اليهودي"، معتبراً أن هذا "ليس شرطا مسبقا للمفاوضات". وفي الوقت نفسه، أبدى نتنياهو استعداده للالتقاء مع الفلسطينيين "في كل زمان ومكان"، لكنه قال إن "التقدم في عملية السلام سيكون من خلال الحفاظ على ترتيبات أمنية باتت أصعب في ضوء الوضع الإقليمي". ومن جهته واصل وزير الخارجية الصهيوني أفيجدور ليبرمان نغمة التشدد, ورأى أنه ليس بالإمكان التوصل إلى اتفاق سلام بين الكيان الصهيوني والفلسطينيين، واصفاً المصالحة الفلسطينية بأنها خدعة. وقالت وسائل إعلام عبرية أن ليبرمان تطرق -خلال اجتماع السفراء- إلى بيان وزارة الخارجية الصهيوني الأسبوع الماضي الذي اعتبر أن الدول الأوروبية الكبرى فقدت مصداقيتها بعدما انتقدت الاستيطان واعتداءات المستوطنين. وقال إنه "ليس ثمة ما ينبغي أن نعتذر عنه، ولا يوجد للديمقراطية الإسرائيلية ما تخجل به أمام أي من الديمقراطيات الأوروبية، ولا حتى أمام الديمقراطية البريطانية المرموقة ولسنا بحاجة إلى نصائح". واعتبر ليبرمان أن على الدول التي نشرت البيان أن تدرك أن البناء بمستوطنات الضفة الغربية ليس عقبة أمام السلام، وأن "من يفشل المفاوضات واحتمال التوصل لسلام هم الفلسطينيون برفضهم إجراء مفاوضات". وقال ليبرمان للسفراء "لقد أثبتنا من خلال اتفاقيات السلام مع مصر والأردن أن الاستيطان اليهودي ليس عقبة، والفلسطينيون أثبتوا العكس تماماً، والاستيطان بالنسبة لهم هو ذريعة وحسب". وتطرق ليبرمان للمصالحة الفلسطينية, وقال "ما ينبغي أن يكون واضحاً للجميع هو أنه لا يوجد جهد فلسطيني لتحقيق السلام، وإنما هناك جهدهم لفرض وقائع على الأرض والدفع نحو تدويل الصراع، وهذا يعني عدم إجراء محادثات مباشرة بكل ثمن وإنما بواسطة مؤسسات وهيئات دولية فقط". واعتبر ليبرمان أن أي تنازل إقليمي لن يحل القضايا الحقيقية، وهي اللاجئين والترتيبات الأمنية والقدس، "والتغيير الوحيد الذي سيحدث هنا -إذا عدنا إلى حدود عام 1967- هو أن إطلاق صواريخ القسام وغراد لن تصل من قطاع غزة باتجاه بلدات جنوب إسرائيل فقط وإنما من قلقيلية باتجاه وسط إسرائيل".