قالت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأمريكية إن رئيس الوزراء العراقي "الشيعي" نوري المالكي يسعى للاستيلاء على السلطة في البلاد في أعقاب رحيل القوات الأميركية عنها، وذلك عبر محاولته عزل خصومه السياسيين من قادة السنة. وأوضحت أنه ما أن غادر الأميركيون البلاد حتى وجه رئيس الوزراء العراقي اتهامات بالإرهاب إلى خصمه السياسي "السني" طارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية في محاولة لعزل خصوم المالكي. وقالت الصحيفة الأمريكية: أما العراق فأصبح يشهد أزمة حقيقية راهنة، إذ بعد أقل من أسبوع من حلول الموعد الرسمي النهائي للانسحاب العسكري الأميركي وانتهاء الحرب على العراق، سرعان ما وجه المالكي تهما بالإرهاب إلى الهاشمي. كما أن المالكي يسعى لإبعاد صالح المطلك النائب "السني" لرئيس الوزراء العراقي، بل إنه هدد بالاستيلاء على المقاعد التسعة في الحكومة التي تعود للكتلة العراقية ذات الأغلبية السنية وإحلال وزراء جدد محلهم في تلك المقاعد من كتلته. وأشارت الصحيفة إلى موقف الهاشمي الذي يمثل التيار السني وأنه يرأس الحزب الإسلامي العراقي وأنه عضو في الكتلة العراقية، مضيفة أن عددا من أقاربه تعرضوا للقتل خلال الحرب الأهلية في البلاد، كما أنه لجأ إلى إقليم كردستان العراق مخافة تعرضه للاعتقال، مضيفة أن المالكي هدد الإقليم في شمال البلاد بالتعرض للمشاكل في حال عدم تسليم الهاشمي إلى القضاء العراقي في بغداد. وفي حين أعلن وزراء منتمون إلى الكتلة العراقية مقاطعة حكومة المالكي، هدد الأخير بأن يستبدل بهم آخرين من جانبه بشكل وصفته الصحيفة بأنه خطوة غير دستورية، مضيفة أنه طالما تم تجاهل الدستور في العراق ما لم يكن يخدم أغراض المالكي. وفي حال استمرار رئيس الوزراء العراقي المالكي في تضييق الخناق على الكتلة العراقية، فتقول الصحيفة إن ذلك ينذر بشكل قوي بانزلاق البلاد إلى أتون الحرب الأهلية الطاحنة. وأرجعت الصحيفة بعض أسباب الأزمة العراقية الراهنة إلى خطأ اقترفه الرئيس الأميركي باراك أوباما يتمثل في عدم إصغائه لتوصيات القادة العسكريين الأميركيين، التي تتلخص في ضرورة إبقاء بعض القوات العسكرية الأميركية في العراق للحيلولة دون عودة البلاد إلى مستنقع الصراع الطائفي والسياسي.