وزارة التربية والتعليم تعلن تكليف لجنة مختصة من الوزارة بإدارة مدارس النيل المصرية الدولية    الوطنية للانتخابات تفصل في التظلمات على قرارات اللجان العامة في انتخابات ال30 دائرة الملغاة    رئيس جامعة بنها يستقبل وفدًا من "هونج كونج" الصينية    بيان حكومي بشأن نفوق 500 رأس ماشة في المنوفية    «التخطيط» تعقد اجتماعًا لمتابعة مخرجات اللجنة العليا المصرية اللبنانية المشتركة    2.3% زيادة في أسعار الذهب خلال أسبوع بدعم التوترات الجيوسياسية المرتبطة بالحرب الروسية الأوكرانية    التموين: خفض فاتورة استيراد الورق بتصنيعه من مخلفات قصب السكر    نتنياهو: عدد القتلى في هجوم سيدني يزداد    عضو التجمع اليساري الأسترالي: هجوم سيدني الأول من نوعه    استشهاد شاب فلسطيني برصاص الاحتلال شمال الخليل واحتجاز جثمانه    سوبر بلا ملعب، أزمة في اتحاد السلة بسبب الأهلي و"السكندري"    هيئة الإسعاف تحذر من مخاطر التدفئة بالمواقد البدائية في الشتاء    إصابة 5 أشخاص باختناق في حريق شقة سكنية بأسوان    محافظ أسوان يتابع جهود مديرية الطب البيطرى لمكافحة مرض السعار    غلق 156 منشأة وتحرير 944 محضرا متنوعا والتحفظ على 6298 حالة إشغال بالإسكندرية    مسلسل "إمام الدعاة" أبرز أعمال الراحل نبيل الغول    لمسات احتفالية بسيطة.. أفكار أنيقة لتزيين المنزل في موسم الأعياد    «الصحة» تنظم ندوة تثقيفية عن «إدارة الأزمات محددات الأمن القومي»    نادين سلعاوي: نسعى لإسعاد جماهير الأهلي وتحقيق لقب بطولة أفريقيا للسلة    «تموين دمياط» يضبط 30 شيكارة دقيق بلدي مدعم    فرق الطوارئ بمرسى مطروح تتعامل مع تجمعات المياه بالمناطق بالمتأثرة بالأمطار.. صور    ألمانيا: إحباط هجوم مخطط له فى سوق لعيد الميلاد واعتقال خمسة رجال    تقارير: غياب مرموش ضربة قوية للسيتي ومصر ثاني المرشحين لحصد أمم أفريقيا    بحضور وزير السياحة والآثار .. إزاحة الستار عن تمثال أمنحتب الثالث بالأقصر    وصلة هزار بين هشام ماجد وأسماء جلال و مصطفى غريب.. اعرف الحكاية    الحكومة تبحث وضع حلول جذرية للمشكلات المالية في «ماسبيرو» والصحف القومية    جون سينا يعلن اعتزال المصارعة الحرة WWE بعد مسيرة استمرت 23 عامًا .. فيديو    نقيب الزراعيين يطالب بتخصيص عام 2026 للزراعة والأمن الغذائى    فيلم «اصحى يا نايم» ينافس بقوة في مهرجان القاهرة الدولي للفيلم القصير    كوزمين أولاريو يحذر من صعوبة مواجهة المغرب في نصف نهائي كأس العرب 2025    وكيل صحة سوهاج ينفي وجود عدوى فيروسية بالمحافظة    الناشرة فاطمة البودي ضيفة برنامج كلام في الثقافة على قناة الوثائقية.. اليوم    موعد مباراة بايرن ميونخ وماينز في الدوري الألماني.. والقنوات الناقلة    السفير محمود كارم: التقرير السنوي لحالة حقوق الإنسان يأتي في ظرف إقليمي بالغ التعقيد    الصحة: لا توصيات بإغلاق المدارس.. و3 أسباب وراء الشعور بشدة أعراض الإنفلونزا هذا العام    ضم الأبناء والزوجة للبطاقة التموينية إلكترونيًا.. خطوة بسيطة لتوسيع الدعم    وزير الكهرباء: التكنولوجيا الحديثة والتقنيات الجديدة دعامة رئيسية لاستقرار وكفاءة الشبكة الكهربائية    الخشت: الدين لم يفرض نظام حكم بعينه والسياسة ليست وحيًا إلهيًا    "الفني للمسرح" يحصد أربع جوائز عن عرض "يمين في أول شمال" بمهرجان المنيا الدولي للمسرح    حكم الوضوء بماء المطر وفضيلته.. الإفتاء تجيب    امين الفتوى يجيب أبونا مقاطعنا واحتا مقاطعينه.. ما حكم الشرع؟    وزارة التضامن تقر قيد 5 جمعيات في محافظتي الإسكندرية والقاهرة    سفراء التحكيم المصري في أمم أفريقيا يتوجهون إلى المغرب    أرتيتا: إصابة وايت غير مطمئنة.. وخاطرنا بمشاركة ساليبا    مصطفى مدبولي: صحة المواطن تحظى بأولوية قصوى لدى الحكومة    نظر محاكمة 86 متهما بقضية خلية النزهة اليوم    لماذا لم يعلن "يمامة" ترشحه على رئاسة حزب الوفد حتى الآن؟    جوتيريش يحذر: استهداف قوات حفظ السلام في جنوب كردفان قد يُصنَّف جريمة حرب    استمرار لقاءات رئيس شركة الصرف الصحي للاستماع لشكاوى العاملين ومقترحاتهم    الداخلية تنفى وجود تجمعات بعدد من المحافظات.. وتؤكد: فبركة إخوانية بصور قديمة    مواقيت الصلاه اليوم الأحد 14ديسمبر 2025 فى المنيا    وزيرا خارجية مصر ومالي يبحثان تطورات الأوضاع في منطقة الساحل    الصحة: تقديم 19.2 مليون خدمة طبية بالمنشآت الطبية في محافظة القاهرة    اليوم..«الداخلية» تعلن نتيجة دفعة جديدة لكلية الشرطة    الشرطة الأمريكية تفتش جامعة براون بعد مقتل 2 وإصابة 8 في إطلاق نار    مواقيت الصلاه اليوم السبت 13ديسمبر 2025 فى المنيا    محافظ الغربية يهنئ أبناء المحافظة الفائزين في الدورة الثانية والثلاثين للمسابقة العالمية للقرآن الكريم    تشيلسي وإيفرتون في مواجهة حاسمة بالبريميرليج.. متابعة كاملة للبث المباشر لحظة بلحظة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نظم أوقاتك لتضمن النجاح


لا نجاح من دون أن يعرف المرء كيف يصرف وقته.
فالوقت ليس شيئاً يمكنك توقيفه حتى يتسنى لك معرفة ما تفعل به.
ولا هو مثل المال يمكن ادخاره، أو تخزينه لوقت الحاجة، وإنما هو العمر الذي لا بدّ من أن ينقضي سواء استعملناه في خير أم في شر، أو تركناه حتى يمرّ وينتهي.
إن الوقت لغز عجيب، كما هي الحياة..
يقول أحد الحائزين جائزة نوبل وهو :" ريتشارد فينمان" " نتعامل، نحن، علماء الفيزياء. مع الوقت يومياً، ولكن لا تسألني عن ماهيته، إنه أصعب مما نستطيع إدراكه...".
إنك لا تملك وقتك أبداً، وإنما فقط تملك حق التصرف فيه... فإذا لم تتصرف فيه فهو الذي سيتصرف فيك.
فأنت والوقت مثل عدوّين في حالة مواجهة : كل واحد منهما يوجه سلاحه إلى الآخر فأيهما يقتل صاحبه ينجو، وإلاّ فإنه يقتل على يديه.
فإذا أنت لم تقتل الوقت بالعمل، فإنه سوف يقتلك بكل ما لا ينفعك.
ولكي نعرف أهمية الوقت فلا بدّ من الاقتراب إلى فهمه، وإن كان ذلك أمراً صعباً..
لكي يضبط التعامل معه، ولكي يعرف متى يعمل هذا، أو ذاك، ومتى يفترض أن يكون هذا الشيء في هذا المكان دون غيره. ومما لا شك فيه أن الشمس المتقوسة فوق الرؤوس يومياً، كانت المقياس الأول للوقت، وتلا ذلك ربما، ظل عصا زرعت في الأرض- ساعة شمسية بسيطة.
إن العوامل الخارجية كثيراً ما تكون سبباً لمشكلات الوقت. ففي أعمالنا نجد أنفسنا عادة مضطرين إلى تحديد مواعيد وتعيين لقاءات ضرورية.
لكن مشكلات الوقت تنجم عن مخاوفنا ورغباتنا وليست نتيجة الحظ التعس. إنها من صنعنا، على الأقل جزئياً. نحن نقع دائماً في الأشراك التي ننصبها حين نبالغ في إثقال أوقاتنا بالمواعيد والساعات المحجوزة، ثم بعد هذا نغضب لأن حادثاً غير منتظر أوقعنا في ورطة.
وهكذا فإن الجواب عن السؤال: كيف نمدّد الوقت؟ هو : بحسن التعامل معه... وذلك يتطلب أولاً – دراسة أوضاعنا معه. وثانياً- التخطيط السليم للاستفادة منه...
إننا أحياناً نمدّد أعمالنا في الوقت.. بدل أن نختزنها فيه.. ولذلك نشعر وكأن الشغل يملأ كل الوقت، بينما هو ليس كذلك.
لنفرض أن أمامك ست ساعات عمل في هذا اليوم وأن في وسعك إتمام عملك في أربع. هل تُتّمه بسرعة وتستمتع بالوقت الباقي؟ الأرجح لا.
فرئيسك أو ضميرك يحسب هذا التصرّف تكاسلاً. ولكن إذا أنفقت الساعات الست في إتمام الوظيفة بأن مددت الأعمال فستشعر بأنك مجتهد وناجح.
في ما يلي مجموعة نصائح تجعل وقتك واسعا، وتجعلك قادرا على صرفه بنجاح.
أولاً: حدد الساعات التي تريد أن تقضيها في الأعمال المختلفة.
وحاول أن تتقيد بها ولو بنسبة 70% فسرعان ما تجد أنك أنجزت الكثير وزاد لك وقت إضافي:
مثلاً حدّد عدد ساعات العمل، وعدد الساعات التي تريد قضاءها أمام التلفزيون وعدد الساعات التي تريد قضاءها مع أصدقائك وعدد ساعات الترفيه مع العائلة. وتقيد بذلك ما استطعت لمدة أسبوعين فقط، فسوف تجد ما يلي:
أ*- وقف الانجرار غير المقصود وراء النزاهات والأمور التافهة.
ب*- وقف تداخل الأمور والأعمال بعضها في بعض، وفي الحقيقة فإن التخطيط يعطيك وقتا إضافي كما يريح أعصابك أيضا.
ولو لم تخطط لوقتك فإنك في الحقيقة لا تضيع وقتك بل تضيع أعمالك. إن الطلاب الذين يتوجب عليهم أن يدرسوا لامتحان أو يعدوا رسالة فصلية يزعمون أنهم لا يقدرون على الدرس إلا إذا كانوا في حال نفسية ملائمة. وغالبا ما تكون النتيجة أنهم يؤجلون الشغل إلى ما شاء الله ولا يستمتعون بأوقات فراغهم لأنهم دائمو القلق على الشغل الذي ينتظرهم.
أخيرا يدهمهم الوقت ويرغمهم على الجهد المضني، وعلى رغم التجارب التي يمرون بها فلا يخطر لهم أن التخطيط المتقن هو أقرب إلى الصواب، بل ينتهون إلى الاعتقاد أنهم لا يستطيعون العمل إلا تحت تأثير الضغط.
إن الذين يكرهون التخطيط هم الذين يتخيلون صورتين: الأولى صورة المخطط المفرط في الدقة الذي يحاصره التفكير في الموعد الأخير لإنجاز العمل، والثانية صورة المتهاون المنكر للتخطيط الذي يعمل طوال الليل حين يطيب له العمل لكنه لا يحجم عن ترك عمله فجأة ليذهب في نزهة تدعوه إليها شمس مشرقة.
كلتا الصورتين تفتقر إلى الدقة والصواب. فالمخطط الصالح هو الذي ينظم أوقاته وفقا لحاجته ويقيم توازنا حسنا بين العمل والفراغ والاسترخاء.
ومنكر التخطيط يخسر حريته تماما عند اقتراب المواعيد والاستحقاقات.
وتذكر دائما: أن التخطيط السليم هو المفتاح لتوفير وقتنا الضائع وتنظيمه.
حقا، إن من حاز على عادة التنظيم فهو يكتسب وقتا أطول، أما الذي يعتمد على الفوضى فهو قد يرى نفسه مشغولا طوال الوقت ولكنه ليس كذلك.. فهو مشغول بصرف الوقت، وليس بإنجاز الأعمال.
إن مدة أربع وعشرين ساعة في اليوم الواحد مدة كافية للكثير من العمل، والكثير من الإنجاز، ولكن تضييع ساعات كثيرة هي التي تجعلها ضيقة..
وكل من يشعر بأنه بحاجة إلى وقت إضافي لإنجاز ما عليه يعاني فقط مشكلة التنظيم.
إن الوقت هو الحياة بعينها، ومن تركه بدون تنظيم أهدره في مجالات سخيفة، وتبقى عليه واجباته الأساسية، فيشعر دائما بضيق الوقت..
إن معظم المحن هي من نتائج الوقت الذي يساء استخدامه.. بينما تعود كل الإنجازات إلى الاستغلال الجيد للوقت..
ثم إنك سوف تجد الوقت الكافي لإنجاز كل حاجاتك إذا أنت نظمته، وهذا يتطلب وضع جدول بعين الاعتبار ما يجب عليك عمله مقسما على الزمن..
إن البعض قد يكون دقيقا في صرف أمواله، فيحسب دائما حسابا للحاجة، والإنفاق. كما يحسب حسابا دقيقا للواردات والصادرات، ولكنه يكون مهملا في ما يرتبط بوقته، فالخسارة في الأموال قد تعوض، ولكن خسارة الوقت لا يمكن تعويضها، فكل دقيقة تضيع لا تعود أبدا، ولهذا فإن عليك أن تصرف أوقاتك ضمن جدول زمني محدد، وميزانية دقيقة.
والمطلوب هنا هو تقسيم الأفعال على الزمن عبر وضع خطة لما تريد فعله في غدك، وتقدير متوسط الوقت الذي يتطلبه كل فعل منها.
وإنه من الأهمية بمكان أن تعرف أنه لن يستطيع أحد أن ينظم وقتك إلا أنت، فحاجاتك تختلف عن حاجات الآخرين، وانتظامك الداخلي صفة خاصة بك مثل بصمات أصابعك، فلربما تكون من أصحاب الإيقاع البطيء، بينما يكون غيرك من أصحاب الإيقاع السريع وقد يملك أحدنا مخزونا عظيما من الطاقة يعينه على ساعات العمل المتصلة بينما يجد آخر أنه لا يحتمل الاستمرار إلا قليلا، مع أن هذا الاختلاف لن يغير من مقدار الإنجاز الكلي على المدى الطويل.. لكن المهم أن يقوم كل واحد منا بوضع جدول زمني مناسب لإيقاعه الداخلي..
إن المهم إذن هو مراعاة الانتظام الداخلي في أبداننا، ووضع ميزانية متناسبة معه لصرف الوقت لإنجاز الأعمال.
أي أنه ليس من المهم أن تلتزم بتنظيم معين لوقتك مثلما ينظمه صديقك، ولكن المهم أن تكون لك طريقة معينة ترتضيها في ما يتعلق بتنظيم الوقت. ولسنا بجانب الصواب إذا قلنا إن الوقت هو الوعاء الذي تتعاطى نشاطك من خلاله. فلا غنى لك على الإطلاق عن ذلك الوعاء. لا بد إذاً من تحديد شكل هذا الوعاء والعناية به. وهو من صنعك أنت وطريقة استخدامه من وضعك وهي خاضعة لمشيئتك. فلا بد لك إذاً من تنظيم الوقت ولكن بالطريقة التي ترتضيها بحيث تكون لك عادة وقتية، أو جدول زمني أو تقسيم ليومك بحيث تعتبر الوقت بمثابة ميزانية يومية تقوم أنت برصدها وتوزيعها على بنود معينة.
وطبيعي أنك في تنظيم وقتك ستظل مالكا لناصية ذلك التوزيع، فلا تخضع له خضوعا أعمى غير قابل للتعديل، بل إنك تدخل التعديل المناسب كلما وجدت لذلك ضرورة. ولكن لا تترك نفسك ووقتك خاضعين للتلقائية ونهبا للمصادفات. وعليك بتوجيه أنظار أسرتك وأصدقائك إلى ضرورة احترام الروتين الزمني الذي وضعته لتسيير دفة حياتك. فالواقع أنك ما لم تحمل غيرك على المحافظة على احترام نظامك الزمني الذي ارتضيته لنفسك، فإنك ستكون خاضعا لكثير من التشتيت وتضييع الوقت سدى.
ثم هناك أيضا طريقة تنظيم للعمل وإعطاء أولويات لأعمالك. والواقع أنك إذا حللت حياتك اليومية، لوجدت أنها بمثابة سلسلة من العمليات التي يتكرر معظمها كل يوم، فليس من بأس إذا من وضع تلك العمليات في سلسلة متجانسة بحيث تأخذ شكل تقليد يمارس كل يوم بالطريقة نفسها.
قد يقول لك قائل: "أليس في هذا جمود؟" الإجابة بالنفي، إذ إن الجمود هو أن تكون أسير تلك السلسلة من التقاليد حتى ولو تعارض الروتين الذي وضعته لنفسك مع مصالحك الحيوية التي تنشأ فجأة وبغير توقع. ولكننا لم ننصحك بأن تعطل مصالحك الحيوية ملتزما بالروتين، بل قلنا لك إن الروتين يساعدك على إنجاز أعمالك بحيث يكون خاضعا لإمرتك وبحيث تكون على استعداد لإدخال التعديلات المناسبة فيه، لأنه من صنعك أنت وهو خادمك المطيع برغم أنك تستهدي به وتلتزم بتربيبه. ذلك أن ذلك الالتزام ما دامت الحياة تسير سيرا طبيعيا سيجعل حياتك أسلس كما سيجعل إرادتك بقوتها متجهة إلى ما هو أعلى وأخطر شأنا من تلك الأعمال. إنك ستوفر ذكاءك ونشاطك الابتكاري لما هو أعلى مستوى من تلك الأعمال الروتينية.
وتأكد أنه مع وضع قائمة يومية بأعمالك، فإن أقل جهد تبذله سيعود عليك بأضعاف من الفوائد. وتذكر في هذا الصدد قول تورو: "لا يكفي أن يكون المرء مشغولا، بل إن السؤال المهم هنا هو: ما هي المهمات التي تشغلنا".
ثانيا: لا تلتزم بما يتجاوز طاقتك
إن كثيرين يلتزمون بأعمال لا ارتباط لهم بها، ولا يرغبون فيها، وربما يتحملون مسؤوليات تتجاوز طاقاتهم، فقط لأنهم يعجزون عن أن يقولوا: "لا". وهم إذ يفعلون ذلك، لا لرغبة ذاتية في المساعدة، بل لأنهم يخافون إغضاب الآخرين أو لأن شعورهم بعدم الاطمئنان يجعلهم متكلين على رضا الناس. فهم مستعدون لتلبية كل طلب مهما يكن مزعجا. ولشدة رغبتهم في كسب المدح والتقدير، فإنهم يغفلون الإشارة إلى ما كلفهم العمل المطلوب من وقت ومشقة.
إن مشكلة العاجزين عن قول "لا" هي أنهم يرتبطون بالتزامات ووعود يعجزون عن تنفيذها، فيشعرون بالغبن والإرهاق وينقمون على أنفسهم وعلى الآخرين. إنك تستطيع أن تتعود على التفكير المسبق قبل أن تقبل تكاليف الآخرين لك. يمكنك أن تقول لكل من يطلب منك القيام ببعض الأعمال:
"اسمح لي، فإن علي التفكير في الأمر قبل إعطائك جوابي" حتى لا تنهمك في أعمال لم يجدر بك القيام بها أصلا.
ثالثا: استغل الفراغات بين الأعمال
نحن غالبا نسارع إلى الانتقال من نشاط إلى آخر، لكن الفترة القائمة بين عملين كثيرا ما تضيع. ونقول لأنفسنا: "لا فائدة من بدء عمل جديد بين هذا وذاك" فإذا كان علينا مثلا كتابة تقرير يستغرق في نظرنا أربع ساعات، فلا يخطر لنا أن نعالج هذه الوظيفة بتجزئة الوقت ثمانية أنصاف ساعة ونبرر موقفنا بالادعاء، أن الاندماج في العمل يتطلب أوقاتا أطوال. وننسى أنه سبق لنا برمجة النشاط التالي الذي قد يكون الاستماع إلى نشرة الأخبار أو حضور برنامج مثير في التلفزيون. إن أكثر الذين يشكون من ضيق الوقت، على رغم ازدياد أوقات الفراغ، هم الذين لا يحسنون الإفادة من الأوقات العارضة والفرص الضائعة في حياتنا العصرية. ينقضي الكثير من الوقت في الانتظار، ولو أحسنا استغلال ثلث الحالات لأضفنا الكثير إلى وقتنا. فإذا تعودت أن تحمل قلما وظروفا للرسائل، فإن بإمكانك أن تكتب رسائل إلى أصدقائك كلما كنت في عيادة طبيب، كما يمكنك حمل كتاب لمطالعته أو حمل دفتر وكتابة كتاب.
رابعا: إبدأ العمل في الوقت الذي تقرره بلا تأخير
إن الشروع في العمل، هو أصعب مراحل العمل.. ولذلك فإننا ما إن نتجاوز مرحلة الشروع فورا في العمل نتمهل في تناول الفطور ثم نقرأ الجريدة من أولها إلى آخرها. نراجع راسئلنا واحدة واحدة لنرى أيها يحتاج إلى جواب عاجل، ثم نجري مكالمة هاتفية، وأخيرا نقرر أن الإسراع في كتابة رسائلنا أمر غير ضروري يمكن تأجيله إلى سبت آخر. ولكن حين نجلس للعمل نجده لا يستغرق سوى وقت يسير، فنأسف لأننا لم نباشره من قبل.
المشكلة ذاتها تعرض لنا حين نتورط في عدد من الوظائف الصغيرة قبل التركيز على الوظيفة الرئيسية. وفي توزيع جهودنا على هذا المنوال نضيع وقتا كثيرا.
خامسا: ليكن الحفاظ على وقتك أهم من مجاملة الآخرين
أحيانا تبتلى بشخص يريد أن يسرد لك حديثا تافها لا يرتبط بدنياك ولا بآخرتك. ولأنك لا تريد مقاطعته، فإنك تخسر الكثير من وقتك وأعمالك، وتخسر مواعيدك أيضا.
فتعلم كيف تقاطع الطرف الآخر بتهذيب كأن تقول له: "أعذرني لأن علي الانصراف" فهذا أفضل بكثير من الاستماع بنرفزة، وضيق صدر إلى متحدث يستمر في الكلام مثل سيل دافق من خرطوم ماء.
سادسا: رتب أشياء الدار
تراكم الأشياء بلا ترتيب يأكل الوقت من دون أن نحس بذلك، كما يرهق الأعصاب ايضا.
إن التفتيش عن مطرقة أو فتاحة علب لفترة من الوقت يضيع عليك وقتك كما أن فيه عذابا مبرحا، ولا فرق إن كنت تسكن دارا كبيرة من عشر غرف أو شقة من غرفة واحدة، فأنت تخسر كثيرا من وقتك عندما لا تجد ما تبحث عنه. وأحد أجمل الأقوال المأثورة عبر العصور
هو: "ليكن مكان لكل شيء، وليكن كل شيء في مكانه".
والتراكم يعني في الواقع عملا غير منجز يستهلك الكثير من الوقت.
فكلنا يحتاج إلى ترتيب يبقي الأشياء في أمكنتها ويجعل حياتنا منظمة.
سابعا: نظم أوقات مشاهدة التلفزيون
بعض الناس يصلبون أعمارهم على شاشة التلفزيون، فهذا الصندوق السحري يجرك إليه ساعات طويلة وأنت لا تحس بها.
قد يكون التلفاز مسليا ومثقفا، إلا أنه يسلبنا الوقت. ومراجعة جدول البرامج هي الترياق الناجح للمشاهدة العشوائية لكل ما يظهر على الشاشة.
فاختر بعناية ما تنوي مشاهدته لتصرف وقتك على نحو أكثر إفادة.
وفي الختام، فإن أهم ما يرتبط بالوقت هو تنظيمه. فالذين عندهم وقت لا يعملون عادة أقل من الذين ليس لديهم وقت، لكنهم يعرفون كيف يميزون الأوليات ويتقيدون بما يتخذونه من قرارات. ونحن لو تعلمنا حسن استعمال وقتنا لالتزمنا منهجا يبدل حياتنا بكاملها ويساعدنا على حسن إنجاز أعمالنا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.