رائعة الشاعر الكبير فاروق جويدة يخاطب بها شهداء مصر ويستنهض ثوارها ورجالها وأحرارها وحرائرها عودوا إلى مصر ماء النيل يكفينا منذ ارتحلتم وحزن النهر يدمينا أين النخيل التي كانت تظللنا ويرتمي غصنها شوقا ويسقينا ؟ أين الطيور التي كانت تعانقنا وينتشي صوتها عشقا ويشجينا ؟ أين الربوع التي ضمت مواجعنا وأرقت عينها سهدا لتحمينا ؟ أين المياه التي كانت تسامرنا كالخمر تسري فتشجينا أغانينا ؟ أين المواويل ؟.. كم كانت تشاطرنا حزن الليالي وفي دفء تواسينا أين الزمان الذي عشناه أغنية فعانق الدهر في ود أمانينا ***** هل هانت الأرض أم هانت عزائمنا أم أصبح الحلم أكفانا تغطينا جئنا لليلي.. وقلنا إن في يدها سر الحياة فدست سمها فينا في حضن ليلي رأينا الموت يسكننا ما أتعس العمر.. كيف الموت يحيينا كل الجراح التي أدمت جوانحنا ومزقت شملنا كانت بأيدينا ***** عودوا إلى مصر فالطوفان يتبعكم وصرخة الغدر نار في مآقينا منذ اتجهنا إلى الدولار نعبده ضاقت بنا الأرض واسودت ليالينا لن ينبت النفط أشجارا تظللنا ولن تصير حقول القار.. ياسمينا عودوا إلى مصر فالدولار ضيعنا إن شاء يضحكنا.. إن شاء يبكينا