وقف التاريخ على أعتاب حمص يسألها عن أمنيتها، أجابت أريد لسوريا السلام و ألا أري ذئاب الأسد في الشوارع يذبحون الأطفال ويستحيون النساء، و ألا أري نحيب الشيوخ فوق جثامين الشهداء، ومواكب الفتيات تمر في جنائز الزفاف إلى القبور, وأتمنى أن أستيقظ فلا أري دبابة تطحن طفلاً تحتها يصرخ في شهقته الأخيرة..إرحل إرحل يا بشار . ربما تكون هذه أمنية مدينة حمص الآن قبل أن يتحرك الجيش السوري لاقتحام قلب الثورة السورية، حيث يحاصرها الجيش اليوم الأحد 11/12/2011 بنحو 300 دبابة، بانتظار لحظة الإقتحام. وتتوالي الأنباء عن إجتياح وشيك لها على يد زبانية الأسد، فهل يكرر بشار ما قام به والده حافظ الأسد في حماة عام 1982؟، وبعبارة أدق هل يعطي بشار إشارة الذبح ويعيد سيناريو عصابات جزاري الهوتو في رواندا. بشار الأسد الذي يواجه انتفاضة غير مسبوقة من شعبه قرر أن يقتحم حمص بحجة القبض على المنشقين من جيش الجزارين، وبات واضحاً بأن بشار وأخوه هامان لا يقلان وحشية عن القائد المنغولي هولاكو الذي كان معروفا بدمويته خلال اجتياحه لعدد من الدول الإسلامية والآسيوية خلال القرن ال13. بلقنة سوريا: سُئل أكاديميا أميريكا مختصا في شؤون الشرق الأوسط عن مدى صعوبة تكرار بشار الأسد لما فعله والده حافظ الأسد في حماة عام 1982 في عصر اليوتيوب وتويتر، فكان رده "لماذا تتساءل؟ هل تعتقد أن تصوير جريمة ونشرها في وضح النهار سيمنع دكتاتورا مثل بشار الأسد من تكرار ما فعله أبوه؟" وأوضح أن الأسد استعد لشهر رمضان باقتحام مدينة حماة التي تحتفظ بذكريات مجازر 1982، فقتل عام 2011 عشرات الأشخاص عندما استخدمت الدبابات قذائفها ضد السكان المدنيين، واستهدف القناصة الناس في الشوارع. وذكر أنه علم من مصادره أن خطة النظام السوري تتمثل في محاصرة المدن الثائرة تدريجيا بدل مهاجمتها مرة واحدة، وفي الوقت نفسه تركيز القوة الأمنية والعسكرية في الموالين من الطائفة العلوية، وبعبارة أخرى يعني هذا التصرف بلقنة لسوريا. في غضون ذلك يؤكد مراقبون أن إن الفريق بشار الأسد يشكل حوله نظاما شبيها بعصابة جزاري الهوتو في رواندا، بينما يظل الغرب صامتا، ولذا فلا عجب أن كان أحد شعارات الجمع الماضية يحمل عنوان "صمتكم يقتلنا". اقتحام حمص : تجمعت الأخطاء كلها في حجر بشار، عادى سوريا كلها، وورط الطائفة العلوية كلها، بالثمانينات كمقارنة لم يعاد الأسد الأب كل سوريا، حتى وهو يرتكب المجزرة تلو الأخري حرص أن تكون حوران ذراعه القوية، وتجار دمشق كانوا سنده، حتى العشائر والقبائل عرف الأب كيف يستميلها، تفادي الأب الخطأ الإستراتيجي الذى سيهدم السقف على الجميع وهو أن يظهر العلويين يقتلون السوريين كما هو اليوم. أما بشار فقد عادى الجميع، لم يترك لنفسه أحدا، جعل التجارة والمال حصرا للدائرة الضيقة المحيطة به، خسر حوران وما أدراك ما حوران، وحمص التي فقد السيطرة عليها تماما، وهي التي لم تنتفض ضد أبيه يوما. حوران مع حمص، كانتا سند الأسد الأب ، بالإضافة لرجال المال بدمشق وحلب، واليوم خسر بشار كل هؤلاء، يضاف لهم أعداء أبيه، حماة وسنة الساحل ودير الزور وشيئا من حلب ، تقريبا لم يعد له قاعدة بسوريا، اعتماده على الطائفة العلوية وحدها لا يكفيه إطلاقا للسيطرة على سوريا، الأسد الأب كان مدركا لذلك ولكن إبنه قتله الحمق. أين إنسانيتكم: في الوقت الذي تطوق فيه الدبابات حمص من جهاتها الأربع استعداداً لمذبحة وشيكة، دعا الداعية السعودي المعروف الشيخ عائض القرني بوضع حد لهذا الظالم الذي يُعيد تصرفات هولاكو الوحشية من قتل الأطفال وبقر بطون الحوامل ودهس على جماجم الشيوخ والعلماء، وذلك في الوقت الذي لا يزال فيه الجولان محتلاً من قبل الصهاينة. وقال القرني :"ألا يستحي هذا النظام وأرضه محتلة ومع ذلك يدخل بآلياته ودباباته إلى مدن آمنة من أربع جهات مثل حماة ودير الزور". وخاطب القرني الجيش السوري متسائلا: "أين إنسانيتكم؟ أين عروبتكم؟ أين دينكم؟ تقتلون شعبكم وأطفالكم وتقتلون نساءكم.. لن يكون لكم أي احترام ما لم توقفوا هذه المجازر وتنحاوزا إلى شعبكم". وطالب الشيخ السعودي من المسلمين عدم الاستهانة بالدعاء لأشقائهم في سوريا ، داعياً الأمة" أن تقوم قومة صادقة..أنقذوا المعذبين والأطفال". كما دعا هيئة كبار علماء المسلمين أن تصدروا طلباً للقنوت في الصلاة إذا رأوا ذلك، وتخصيص خطب الجمعة في دعم الشعب السوري، محذراً من اليأس ومبشراً السوريين بنصر قريب لأن بلادهم قريباً "ستتحرر من احتلال آل الأسد" ليحصلوا على استقلالهم الثاني بعد أن حصلوا على استقلالهم الأول من الاستعمار الفرنسي. جاء ذلك فيما يواصل الجيش السوري اقتحام عدد من المدن مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى خلال الانتفاضة التي يقوم بها الشعب السوري منذ منتصف مارس الماضي، قتل فيها ما يزيد عن 4000 شخص وفق نشطاء ومنظمات حقوقية .