هل طفلك يتعرض لنوبات اختناق وضيق في التنفس أثناء نومه؟ وهل يصدر أصواتا أثناء نومه؟ هل يستيقظ كثيرا أثناء الليل؟ هل يبكي كثيرا بدون سبب؟ إذا كانت إجابتك بنعم فطفلك يعاني من أحد الأمراض التنفسية الشائعة عند الأطفال، والتي يطلق عليها الشخير، وهو ما يتطلب منك أن تكوني واعية وحكيمة في التعامل معه، حتى لا يترك آثارا سلبية على طفلك. والشخير هو الصوت الصادر من خلال الأنف والفم أثناء النوم نتيجة انسداد جزئي في مجرى الهواء، وتختلف درجته بين صوت هادئ يحدث عندما يكون وضع الرأس بالنسبة للعنق غير مناسب، وصوت مزعج والذي قد يكون مصحوباً بتوقف متقطع في التنفس، واضطراب في النوم. ويعتبر التنفس عن طريق الأنف هو الأمر الطبيعي والصحي؛ لأنه يساعد الرئتين على القيام بوظائفهما، ويضمن وصول الهواء المكيف والنقي إليهما، حيث يتم توفير الأكسجين اللازم والتخلص من ثاني أكسيد الكربون، على عكس التنفس عن طريق الفم الذي يلجأ إليه الإنسان عند انسداد الأنف، والذي ينتج عنه الصوت العالي، وهو ما يسمى الشخير نتيجة وجود مقاومة لمرور الهواء، مما يسبب متاعب للرئتين، واضطراب في الأداء الوظيفي للجهاز التنفسي، ويؤدي إلى عدم تمدد الرئتين وتعرضهما للتفريغ والانكماش، وهو ما يسبب حدوث احتقان بهما، نتيجة لعدم مرور كمية كافية من الهواء للرئتين، كما يؤدي قلة الأكسجين المتوافر للدم إلى عدم تشبع الدم بالأكسجين، وعدم قدرته على التخلص الكامل من ثاني أكسيد الكربون، مما يؤثر على كل أعضاء الجسم، خاصة الجهاز العصبي والقلب عند صغار السن، ويظهر هذا في صورة قلة الذكاء، وهبوط النشاط، والتغير التشريحي للوجه والجسم. وفقا لجريدة الوقت البحرينية. أعراض وأسباب أشار الدكتور هشام توفيق - استشاري الأنف والأذن والحنجرة - إلى أن هناك مجموعة من الأعراض التي تصاحب تضخم اللحمية، منها النوم المتقطع، والفم المفتوح أغلب الأوقات، مع جفاف الفم والشفتين، وصعوبة في الرضاعة، والبكاء من دون سبب عند الأطفال الرضع. بحسب جريدة الاقتصادية. كذلك هناك مجموعة من الأعراض تصاحب الإصابة بالشخير، منها: نقص الأكسجين في الدم، مما يتسبب في عرق الطفل عند قيامه بأقل مجهود، كما أن الطفل المصاب بالشخير يشعر بالتعب والإرهاق أثناء النهار بسبب كثرة استيقاظه في الليل ليتنفس تنفساً طبيعياً. أرجع الأطباء سبب معاناة الأطفال من الشخير إلى مجموعة من الأسباب، والتي تختلف من مرحلة عمرية لأخرى، منها إصابة الطفل بتضخم اللوزتان، حيث يشعر الطفل بصعوبة في التنفس أثناء النوم، ووجود لحمية بالأنف، مما يصعب عملية التنفس أثناء الليل والنهار، مشيرين إلى أنه قد يحدث الشخير بسبب وجود تشوه خلقي في تجويف الأنف، وذلك في حالات قليلة. بحسب جريدة الرأي الكويتية. كذلك قد يحدث الشخير عند الطفل بسبب تضخم اللسان، كما هو الحال عند الأطفال المصابين بمتلازمة داون، مؤكدين على أن تضخم اللحمية الليمفاوية في البلعوم الفمي، وزيادة الوزن من الأسباب التي ترتبط ارتباطا وثيقا بالشخير، ناصحين الأمهات بمراقبة الأغذية التي يتناولها الأطفال، وضرورة توجيههم لممارسة الرياضة، كما أن الشخير يسبب نقصا في السمع وتأخرا في النطق. وفقا لجريدة الغد الأردنية. الآثار السلبية وأوضح الأطباء أن للشخير تأثيرا سلبيا على الطفل، حيث يقل تركيز الطفل المصاب بالشخير مما يؤثر على تحصيله الدراسي، كما أنه يؤثر على نمو الطفل الطبيعي، ويصيبه بالاضطرابات السلوكية، إذ تبين أن الأطفال الذي يعانون من الشخير تحت سن الثامنة هم الأكثر عرضة للإصابة باضطرابات سلوكية تتعلق بضعف التركيز والعدوانية وفرط النشاط الحركي، لأن الشخير يؤدي إلى حدوث مشاكل تنفسية تمنع الطفل من النوم المريح، وهذا يقلل من انتباهه ويزيد من نشاطه الحركي، وهو ما كشفته دراسة أمريكية نشرت مؤخرا. وأثبتت الدراسة أن الشخير المنتظم والإصابة باختناق النوم، تمثل ظواهر تساعد في التنبؤ بالإصابات المستقبلية بنقص الانتباه وفرط النشاط، وهو ما يعزز فرضية أن ترك المشكلات التنفسية التي تحدث أثناء النوم فى فترات الطفولة دون علاج يساهم في تطور سلوكيات فرط النشاط وقلة التركيز والانتباه. و أشار معدو الدراسة إلى أن الأطفال الذين يشخرون أثناء النوم قد يتعرضون للإصابة بحالة من فرط النشاط ونقص الانتباه أكثر بنسبة أربع مرات على الأقل من أقرانهم الذين لا يعانوا من هذه المشكلة. كما كشفت دراستان أجريتا في معاهد الصحة الوطنية الأمريكية عن أن الأطفال المصابين بمشكلات تنفسية أثناء النوم بسبب الشخير هم أقل ذكاء وأضعف تفكيرا من الأطفال الآخرين في نفس السن. فقد أشارت الدراسة الأولى إلى أن الأطفال الذين يبلغون من العمر عاما واحد ويعانون من نوبات اختناق قصيرة ومتعددة أو نبضات قلب بطيئة أو يصدرون أصواتا أشبه بالشخير أثناء النوم، قد سجلوا درجات أقل في اختبارات النمو العقلي من الأطفال الآخرين في نفس السن، فيما أوضحت الدراسة الثانية أن الأطفال في سن الخامسة، الذين يعانون من شخير متكرر أو نَفَس عال ومزعج أثناء النوم قد سجلوا درجات منخفضة في اختبارات الذكاء والذاكرة والمهارات الإدراكية، مقارنة بالآخرين في نفس العمر. كما بينت أن الطفل الذي يعاني من الشخير يكون عرضة للإصابة بأمراض القلب، فالأطفال الذين يشخرون يعانون من ارتفاع ضغط الدم في شرايينهم، وتكون شرايينهم أكثر صلابة من شرايين الأطفال الذين يكونون من نفس المرحلة العمرية ولا يشخرون، كما أن الشخير يزيد من مستوى التبول اللاإرادي عند الطفل. طرق العلاج وعن كيفية علاج الأطفال الذين يعانون من الشخير يذكر الدكتور محمد رخاوي - اختصاصي أنف وأذن وحنجرة بالمستشفي الدولي الحديث بالعراق- أنه يتم تشخيص سبب الشخير عند صغار السن عن طريق عمل أشعة لمعرفة حجم اللحمية، حيث يتم استئصال اللحمية خلف الأذن أو اللوزتين إذا كان حجمها كبيرا ويعيقان عملية التنفس، مشيرا إلى أن الشخير يسبب مشكلات اجتماعية عديدة للشخص حال تفاقم المشكلة، بسبب عدم إيجاد أشخاص واعين يتعاملون مع الموضوع بحكمة. بحسب جريدة "البينة" العراقية. فيما أشار أطباء آخرون إلى أن الأعراض التي تصاحب حالات الشخير البسيطة غالبًا ما تختفي مع الزمن، ناصحين الأم بضرورة مراقبة الطفل أثناء النوم، للتأكد من أن الطفل يعاني من توقف في التنفس واختناق أثناء النوم أم لا، حتى تبادر بحل المشكلة قبل أن تتفاقم ويحدث نقص في كمية الأكسجين الواصل للرئة. وأوضح الدكتور هشام توفيق - استشاري الأنف والأذن والحنجرة - أن الشخير عند الأطفال يعد عارضا شائعا جدا، إذا لم يعالج يصاب الطفل بمضاعفات خطيرة ناجمة عن نقص وصول الأكسجين إلى القلب والرئة وبقية الأعضاء، وأنه غالبا ما يصاحب التهاب اللوزتين وتضخمهما مع تضخم اللحمية عند الأطفال، فعند فحص المريض يجد الطبيب تضخماً في اللوزتين، إضافة إلى تضخم الغدد اللمفاوية تحت الفك، مبينا أنه يتم علاج هذه الحالة بأخذ أنواع من المضادات الحيوية، أما في حالات التهاب اللوزتين المزمن، والذي يصيب الطفل أكثر من أربع مرات سنوياً لمدة سنتين متتاليتين، أو في حال تضخم شديد مع صعوبة مزمنة في البلع ينصح الأطباء باستئصال اللوزتين و اللحمية.