قال الدكتور عبد الرحمن البر عضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين أن هناك حملات مشبوهة لتخويف الناس من السلفيين ويقابلها محاولات تفزيع الناس من وصول الإخوان للحكم. ونفي البر أن تكون هناك صفقات مع المجلس العسكري ، وأن من يثيرون هذا الكلام لا يملكون أى دليل عليه. وهذا نص الحوار: - بداية دكتور عبد الرحمن ما رأيك في المبادئ فوق الدستورية التي تنادي بها التيارات العلمانية والليبرالية ** المبادئ فوق الدستورية مجرد عبث، لأن الأصل أن الشعب هو الذي يمنح نفسه دستورا وفق هويته ، لكن أن تفرض ضوابط أو مبادئ معناه أنك تعيد صناعة الديكتاتورية، إذ ما الفرق بين ما كان يصنعه أى ديكتاتور أو بين أن تجعل مجموعة من نفسها وصية علي الشعب لتضع مبادئ فوق دستورية ؟ فإذا كان المقصود هو وضع مبادئ أخلاقية عامة علي سبيل الإرشاد فلا مانع، وكذلك من حق كل إنسان أن يطرح رأيه ويضع ضوابط لكن دون أن يلزم بها أحدا . - هل توجد صفقة بين جماعة الإخوان والمجلس العسكري ؟ ** هذا الكلام غير صحيح، لا توجد أى صفقات، فالشعب بما فيه القوي الإسلامية وكل القوي الوطنية هي التي تخرج لتعبر عن رأيها لتطالب باحترام إرادة الشعب وإلي سرعة وعلانية المحاكمات، والالتزام بخارطة الطريق التي أسفرت عنها نتيجة الاستفتاء، ليتم نقل السلطة إلي حكومة مدنية منتخبة من الشعب في أقرب وقت. - كيف ترد علي من أثاروا ضجة حول تصريحات الدكتور عاصم عبدالماجد المتحدث الرسمي باسم الجماعة الإسلامية عن تطهير ميدان التحرير من المعتصمين؟ ** الدكتور عاصم قال أنه لا يقصد الدعوة للعنف، وربما كان تحت تأثير ظواهر معينة، وليس في فكر الإسلامين عموماً أى ميل للعنف أو الصدام مع أحد، لأننا نعتبر أن الجميع أبناء هذا الوطن ومهما اختلفوا في الآراء والرؤي، فلا يمكن أن يصل ذلك إلي حد الصدام، وإن كنا ندعو كل المصريين بما فيهم المختلفين إلي التوحد وإعطاء فرصة للحكومة والمجلس العسكري لتحقيق المطالب التي نادي بها الملايين، وسيبقي ميدان التحرير موجودا في حالة عدم الاستجابة للمطالب. - لوحظ في الفترة الأخيرة كثرة الكتابات التي تتحدث عن تشكيل "مجلس الرئاسي مدني " لتولي شئون الحكم بدلا من المجلس العسكري .. كيف ترون هذه الكتابات ؟ ** إن الدعوة لتنحية المجلس العسكري عن الحكم دعوة خبيثة، لأن الشعب ارتضي بشكل توافقي واضح أن يقوم المجلس العسكري بتولي أمور البلاد في هذه الفترة الانتقالية ، ومهما اختلفنا مع المجلس العسكري أو انتقدنا شيئاً من آدائه وقراراته، فسيبقي المجلس العسكري صاحب الشرعية الشعبية في إدارة أمور البلاد، وقضية إنشاء مجلس مدني ستحدث التفرق والخلاف بين القوي السياسية وقوي الشعب المختلفة، وسيكون السؤال من الذي من حقه تحديد أسماء المجلس المدني ومن الذي من حقه أن يحدد التيارات التي تمثل فيه. - هل جماعة الإخوان تريد أن تحاكي النموذج التركي ؟ ** نحن في مصر متقدمون عن النموذج التركي ، ولا شك أننا نستفيد منه ، فنحن شعب متدين والمظاهر الإسلامية فيه قوية و واضحة ، ولا توجد فيه قوانين علمانية مثل الموجودة في تركيا ولا تزال حتي الآن تحرم الفتاة المحجبة من دخول الجامعة ، ولا تزال تصر علي علمانية الدولة ، وبالتالي نحن في مصر تجاوزنا هذه المرحلة بكثير . - هل الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح هو مرشح الجماعة في انتخابات الرئاسة وفصله مجرد مسرحية ؟ ** هذا الكلام مكرر وقد مللنا من سماعه، أبو الفتوح تم فصله ولا علاقة للجماعة به، والإخوان سيعلنون رأيهم في مرشح الرئاسة عقب انتهاء الانتخابات البرلمانية . - كيف تري الحملات التي تقودها صحف وفضائيات علمانية ضد الدعوة السلفية والسلفيين ** كلام لا معني له وحملات مشبوهة لتخويف الناس من السلفية ، فهم تيار مصري أصيل له الحق في الوجود والمشاركة . - كان للجماعة موقف قوي من اساءات نجيب ساويرس للإسلام .. ألا تخشون من وسائل الإعلام التي يمتلكها ساويرس لتقوم بهجوم مضاد ضد الجماعة؟ ** لا نخشي ذلك ، فلا شك أنه أخطأ خطأ كبيرا بحق الإسلام ، وما يلاقيه من اعتراضات وحملات مقاطعة يعطيه درسا بأن هذه الأمة لا يمكن أن تقبل مطلقا أن يتعرض أى إنسان لدينها بسوء. - تناثرت أقوال حول لقاء فضيلة المرشد العام للإخوان المسلمين بالأنبا شنودة الثالث ، وعده بعض المراقبين غزلا من الجماعة للنصاري.. ما رأيك ؟ ** هذا الكلام غير صحيح ، فإن كنا نريد مغازلة النصاري فكان من الممكن أن يكون ذلك قبل الثورة ، أما الآن فما هو مبرر المجاملة ، وما أريدك أن تعرفه أن الإخوان لم ولن يكونوا مجاملين لأحد علي حساب دينهم. - كيف تري دعوات نصاري المهجر لعمل دولة قبطية ومطالبة أمريكا بالتدخل لحماية الاقليات في مصر؟ ** من يطلقون هذه الدعوات أناس لا يقدرون مصلحة الأمة ، وعليهم أن يعلموا أن النموذج السوداني لا يمكن تكراره في مصر أبدا، ونحن نتعايش مع النصاري في سلام ووئام، ومن يتحدثون في المهجر لا يحبون مصر ولا النصاري لأن هذه الدعوات تجلب البغضاء وتشحن النفوس.