د.مازن النجار \n\n وجدت دراسة غذائية جديدة أن الأطعمة منخفضة السكرية والكربوهيدرات، مثل الفاكهة والخضروات والبقول (الفول والحمص وأنواع الفاصوليا) والجوز (عين الجمل) والعدس والمعكرونة (المعجنات)، قد تفوقت كحمية غذائية على أطعمة الحبوب عالية الألياف، مثل خبز الأرز وخبز الجاودار (راي) والكينوا ورقائق الشوفان الكبيرة وطحين (دقيق) أو نخالة الشوفان؛ من حيث قدرتهما على خفض مستويات سكر الدم وغيره من عوامل مخاطر الإصابة بأمراض القلب لدى مرضى البول السكري.\nيقول الدكتور ديفيد جنكنز، مؤلف الدراسة ورئيس أبحاث التغذية والأيض (المتابولزم) بجامعة تورنتو ومستشفى سانت مايكل بكندا، أن هذه النتائج تتضافر مع فحوى ما ذهبت إليه دراسات سابقة. لكن مشكلة تلك الدراسات أنها كانت محدودة النطاق وقصيرة المدى الزمني. ويرى جنكنز أن حصيلة الدراسة الجديدة تدعم توصية باعتبار هذه الحمية أداة إضافية بحوزة مرضى السكري.\nويشير الدكتور جنكنز إلى أهمية محصلة الدراسة في ظل تفاقم انتشار مرض أو بالأحرى وباء السكري في العالم. وذكر أن احتمال تعرض النساء المرضى بالسكري للإصابة بأمراض القلب هي الضعف، وفي حالة الرجال هي أربعة أضعاف، مقارنة بغير المرضى بالسكري. ولفت إلى أن الأدوية المستخدمة للسيطرة على مرض السكري من النوع الثاني لم تظهر الفوائد المتوقعة بشأن الحد من أمراض القلب والأوعية الدموية. \nخضار وفواكه يومياً\nوتضيف الدكتورة سوزَنْ ستاينبوم، إخصائية القلب والناطقة باسم جمعية القلب الأميركية، أنه رغم عدم ورود تعبير غذاء البحر الأبيض المتوسط في الدراسة، إلا أن مكونات الحمية الموصوفة هي بنهاية المطاف من هناك.\nشارك في الدراسة الكندية 210 مرضى بالنوع الثاني من مرض السكري؛ حيث خضعوا بشكل عشوائي لحمية غذائية منخفضة الكربوهيدرات أو لحمية أخرى مرتفعة الكربوهيدرات. وقد شملت الحمية مرتفعة الكربوهيدرات مواد غذائية غير مقشورة مثل خبر القمح والأرز البني والبطاطس، بينما شملت الحمية منخفضة الكربوهيدرات أغذية مثل البقول والعدس والمعكرونة والأرز المسلوق وبعض أنواع الخبز، مثل خبز الشعير وطحين الشوفان أو نخالة الشوفان.\nواحتوت الحميتان الغذائيتان على كميات منخفضة من الدهون، كما أوصيت المجموعتان بتقليل استهلاك الطحين الأبيض وبتناول الخضار خمس مرات والفواكه ثلاث مرات باليوم الواحد.\nلاحظ المرضى الذين اتبعوا حمية الكربوهيدرات المنخفضة انخفاضاً مقداره نصف نقطة في نتائج اختبار (A1C) هيموغلوبِن، وهو مؤشر قياس سكر الدم في الأشهر الثلاثة قبل الفحص ويتراوح بين 6 نقاط (الأفضل) و9 نقاط (الأسوأ). لكنهم شهدوا أيضاً تحسناً ملحوظاً في نسبة الكولسترول النافع (عالي الكثافة) الذي يقلل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب، حيث ارتفع بمعدل 1.7 ميلغرام لكل عُشر لتر بالدم.\nأما المشاركين في مجموعة الحمية مرتفعة الكربوهيدرات، فقد شهدوا انخفاضاً أقل في نتائج اختبار (A1C) هيموغلوبِن، وكذلك انخفاضاً قليلاً في مستويات الكولسترول النافع مقارنة بالمجموعة الأولى.\nمخاطر وفاة بالسرطان\nوالحقيقة أن نتائج الدراسات السابقة حول فوائد الحمية منخفضة الكربوهيدرات لمرضى النوع الثاني من السكري، لم تفصح عن نتائج واضحة، مثل ما كشفت عنها هذه الدراسة الكندية. وتعد هذه الدراسة التي استغرقت ستة أشهر، إحدى أوسع الدراسات نطاقاً وأطولها زمناً، من حيث سعيها إلى رصد وقياس مدى تأثير حمية الأطعمة التي تنخفض فيها نسبة الكربوهيدرات على مرضى النوع الثاني من مرض السكري.\nوكان بعض الخبراء بتغذية وتوعية مرضى السكري في بوسطن قد لاحظوا أن محصلة هذه الدراسة الجديدة تناقض ممارسات كثير من الاختصاصيين الذين دأبوا على نصح مرضى السكري بتناول حبوب الغلال الغنية بالكربوهيدرات، لدى تقديم المشورة لهم، رغم أن الدراسات الحديثة قد أثبتت عكس ذلك، وأن الفائدة أكبر في تناول الأغذية منخفضة الكربوهيدرات.\nلكن خبراء آخرين قد رأوا أن اتباع حمية البحر المتوسط المقترحة هنا أمر بالغ الصعوبة، ذلك أن مؤشر انخفاض الكربوهيدرات يعتمد في الأصل على الكيفية التي يتم بها إعداد وتناول الوجبات الموصى بها بحد ذاتها، فضلاً عما يشكو منه الناس من أن اتباع الحمية أمر شاق بشكل عام.\nوكانت دراسة أخرى ذات صلة قد وجدت أن مرضى النوع الثاني من البول السكري (غير المعتمد على الإنسولين) الذين يشخصون بالسرطان يواجهون مخاطر وفاة أكبر من مثيلاتها لدى نظرائهم المشخصين بالسرطان دون الإصابة بمرض البول السكري. وقد نشرت الدراستان بالعدد الأخير من دورية \"مجلة الجمعية الطبية الأميركية\" (JAMA).\nمشكلات الرؤية لمرضى السكري\nمن ناحية أخرى متصلة، وجدت دراسة طبية أميركية أن مرضى البول السكري أكثر تعرضاً للمعاناة من مشكلات الرؤية، حيث يتعرض مرضى السكري لمخاطر الإصابة بإعتام عدسة العين وارتفاع ضغط الشبكية وانحراف النظر، أكثر من غيرهم غير المصابين بمرض السكري.\nأجرى هذه الدراسة في أتلانتا بولاية جيورجيا باحثون من \"مركز السيطرة على الأمراض\" التابع لحكومة الولاياتالمتحدة، ونشرت حصيلتها مؤخراً ب\"مجلة إيرزتي تسايتونغ\" الطبية الألمانية. وقد شارك في هذه الدراسة الاستقصائية ما ينوف على 1200 مشاركاً مريضاً بالسكري، وكذلك حوالي 12 ألفاً من غير المصابين بالمرض، بغرض الضبط والمقارنة.\nوجد الباحثون أن حوالي 11 بالمائة من مرضى السكري يعانون من محدودية قدراتهم البصرية، مقارنة بنسبة 6 بالمائة فقط من غير المرضى بالسكري. وعلى وجه الإجمال، خلص الباحثون كذلك إلى أن ما يقرب من نصف مرضى السكري يعانون من مشكلات إبصار غير قابلة للعلاج، في حين أن حوالي ثلث المشاركين غير المصابين بالسكري يعانون من نفس هذه المشكلات.\n\n أطعمة الشرق الأوسط والمكسرات تقي من أمراض القلب 9. 12. 08 يوبي آي\nقال باحثون إسبان إن تناول الأطعمة الشرق أوسطية التقليدية والمكسرات (فستق وبندق وجوز وغيره) يومياً قد يقي البالغين من خطر الإصابة بأمراض القلب.\n وأجرى الدكتور جوردي سالاس سلفادو من جامعة روفيارا إي فرجيلي في إسبانيا وزملاؤه تقييماً للحالة الصحية ل1224 شخصاً شاركوا في الدراسة تتراوح أعمارهم ما بين 55 و80 سنة ممن هم عرضة للإصابة بأمراض القلب والأوعية أكثر من غيرهم. \n وقسم الباحثون المشاركين في الدراسة بشكل عشوائي إلى ثلاث مجموعات، تلقت الأولى نصائح حول أهمية الأطعمة الشرق أوسطية، في حين أعطيت المجموعة الثانية لترا من زيت الزيتون (أول عصر) وإلى الثالثة 30 غراماً من خليط المكسرات يومياً. \n وطبقت في بداية الدراسة مجموعة معايير التحول الغذائي على 61.4% من المشاركين فيها من حيث البدانة في منطقة البطن وارتفاع ضغط الدم والكولسترول ومستويات الغلوكوز في الدم، وهي عوامل تؤدي عادة إلى الإصابة بأمراض القلب والأوعية. \n وقال الدكتور سلفادو إن معايير التحول الغذائي تراجعت بنسبة 13.7% بين الأشخاص الذين تناولوا الحمية الشرق أوسطية التي احتوت على خليط المكسرات، كما تراجعت بنسبة 6.7% عند الذين تقيدوا بحمية شرق أوسطية، و2% عند الذين اتبعوا نصائح عامة حول خفض الدهون في أطعمتهم. \n ووجدت الدراسة التي نشرت في سجلات الطب الداخلي أن أوزان المشاركين فيها تغيرت خلال تلك الفترة، كما لوحظ تراجع واضح في قياس خصور الأشخاص فيها، وانخفاض لا يقل أهمية في نسبة التريغليسيرين وضغط الدم بعد تناول الحمية الشرق أوسطية، مقارنة بالمجموعة التي اكتفت بتطبيق مبادئ خفض الدهون بشكل عام في أغذيتها ولم تغير عاداتها الغذائية بشكل كبير. \n