د. مازن النجار \n توصلت دراسة طبية سويدية إلى أن الخيار العلاجي المزدوج بالإشعاع والعلاج الهرموني طويل الأمد لسرطان غدة البروستات يخفض احتمالات الوفاة بالسرطان إلى النصف، بحسب صحيفة \"هيلثداي نيوز. \n\nووجد الباحثون السويديون أن إضافة العلاج الإشعاعي أبقى المرضى بحالة صحية لفترة أطول. بل إن تلك الطريقة في العلاج أدت في الواقع إلى زيادة نسبة بقاء المرضى الإجمالي على قيد الحياة، مع زيادة طفيفة لآثار الإشعاع الجانبية.\n\nويعتقد الدكتور أندريس ويدمارك -الأستاذ بقسم الأورام وعلوم الإشعاع وقائد فريق البحث- أن نتائج هذه الدراسة ستغير الممارسة العلاجية لحالات سرطان البروستات المتفاقم محلياً. فهؤلاء المرضى ينبغي أن يتاح لهم إضافة العلاج الإشعاعي محلياً.\n\nويتفق مع هذا الاستنتاج خبراء أميركيون لجهة أن هذه الدراسة تثبت ما رجحه الأطباء طويلاً حول ضرورة الجمع بين العلاجين معاً للحصول على أفضل النتائج. \n\nوشارك في هذه الدراسة 875 رجلاً مصاباً بسرطان البروستات المتفاقم محلياً، وتم تقسيمهم عشوائياً بحيث يتلقون علاجاً هرمونياً بعقار فلوتاميد (إيولكسين) لاعتراض الأندروجينات (هرمونات الذكورة)، أو علاجاً هرمونياً إضافة للعلاج بالإشعاع.\n\nمؤشرات إيجابية\nو \"\nيعتقد أن هرمونات الأندروجينات أو منشطات الذكورة تشجع انتشار سرطان البروستات، لذلك فإنّ اعتراض تأثيرها الضار، يمثل معالجة شائعة لهذا السرطان ويمنع انتشاره\n\n\"\nيعتقد أن هرمونات الأندروجينات أو منشطات الذكورة تشجع انتشار سرطان البروستات، لذلك فإنّ اعتراض تأثيرها الضار، يمثل معالجة شائعة لهذا السرطان ويمنع انتشاره.\n\nووجد الباحثون -بعد متابعة المرضى لمدة ثماني سنوات في المتوسط- أن 79 مشاركاً من الذين تلقوا العلاج الهرموني وحده توفوا، مقارنة بحوالي 37 وفاة بين الرجال الذين تلقوا العلاج الهرموني إضافة للإشعاع.\n\nوبعد عشر سنوات من المتابعة بعد العلاج، تُوفي 24% من الرجال الذين تلقوا علاجاً هرمونياً فقط، بينما تُوفي 12% من الذين تلقوا علاجاً مزدوجاً من الهرمونات والإشعاع. كما كانت الوفيات الناجمة عن أي أسباب أخرى أعلى بين رجال مجموعة العلاج الهرموني وحده (39.4%)، مقارنة بوفيات مجموعة العلاج المزدوج (29.6%).\n\nوعلاوة على ذلك كانت نسبة معاودة سرطان البروستات بين أفراد مجموعة العلاج المزدوج (26%)، أي أقل من نسبتها بين أفراد مجموعة العلاج الهرموني فقط (75%). وخلص الباحثون بالدليل إلى أن إضافة العلاج الإشعاعي المحلي لسرطان البروستات يحسن فرص بقاء المرضى على قيد الحياة.\n\nمعايير جديدة\n\"\nالدكتور كريس باركر الخبير بمعهد أبحاث السرطان في بريطانيا يرى أن الجمع بين العلاج الهرموني والعلاج الإشعاعي ينبغي أن يصبح المعيار القياسي لمعالجة حالات تفاقم سرطان البروستات\n\"\nفهؤلاء المرضى قابلون للشفاء بدرجة عالية، و10% فقط سوف يموتون من سرطان البروستات في غضون عشر سنوات. لذلك لا ينبغي التخلي عن المحاولة بالعلاج المزدوج.\n\nويرى الخبير بمعهد أبحاث السرطان في سَتّون ببريطانيا الدكتور كريس باركر أن الجمع بين العلاج الهرموني والعلاج الإشعاعي ينبغي أن يصبح المعيار القياسي لمعالجة حالات تفاقم سرطان البروستات محلياً لدى الرجال.\n\nويعتبر باركر أن حصيلة هذه الدراسة محورية من حيث أنها تظهر لأول مرة أن إضافة العلاج الإشعاعي يحسن فرصة البقاء على قيد الحياة لمرضى سرطان البروستات الموضعي عالي المخاطر. ولم يعد مقبولا بالنسبة لعلاج سرطان البروستات أن يعتبر العلاج الهرموني وحده معياراً قياسياً للممارسة الطبية.\n\nويتفق مع هذه الرؤية خبراء آخرون، مع الإشارة إلى أن أطباء الأورام بالولايات المتحدة يصفون بالفعل هذا العلاج المزدوج كمعالجة قياسية لمرضى سرطان البروستات. فالجمع بين العلاجين الإشعاعي والهرموني ضروري للحصول على أفضل فرص البقاء على قيد الحياة الإجمالية للرجال المصابين بهذا المرض، وقد جاءت هذه الدراسة لتؤكد على هذا النهج.