د.مازن النجار \n\n اكتشف باحثون أميركيون أن قلة النوم تؤثر على الهرمونات المتحكمة في شهية تناول الطعام مما يؤدي إلى الإصابة بالبدانة حسب ما أوردته مجلة \"حوليات الطب الباطني\" الأميركية الصادرة الأسبوع الماضي.\n \nوأجرى فريق بحث من جامعة شيكاغو –بقيادة الدكتورة إيفا فان كوتر– دراسة على 12 متطوعا من الرجال الأصحاء، تتراوح أعمارهم حول بداية العقد الثالث تهدف إلى استكشاف أي علاقة بين اختصار فترة النوم والهرمونين المسؤولين عن إشعار المخ بحالة الجوع (غِريلين) أو حالة الشبع (ليبتين).\n \nورصد فريق البحث مستويات الهرمونين في الدم لدى المتطوعين على ثلاث مراحل، الأولى قبل إجراء الدراسة، والثانية بعد أن حصل كل متطوع على 4 ساعات نوم فقط في الليلة الواحدة على مدار ليلتين، والثالثة بعد أن حصل كل متطوع على 10 ساعات نوم في الليلة الواحدة على مدار ليلتين أيضا. \n \nولدى كل مرحلة، كانت تقدم للمتطوعين استبيانات حول مستويات شعورهم بالجوع أو الشبع وأنواع الأطعمة التي يشتهونها.\n \nوقد أكدت النتائج بوضوح على العلاقة بين مقدار النوم ومستويات هرمونات الجوع والشبع الموجودة في الدم.\n \nفقد أدى خفض فترة النوم لأربع ساعات إلى نقص مستويات هرمون الشعور بالشبع (ليبتين) بنسبة 18%، وزيادة قدرها 28% في مستويات هرمون الشعور بالجوع (غِريلين). \n \nكما لوحظت زيادة في الشهية لدى الأفراد المشاركين مقارنة بالأوقات العادية التي يحصلون فيها على قسط وافر من النوم، وتقدر هذه الزيادة بحوالي 24%.\n \nولاحظ الباحثون أيضا أن اختصار فترة النوم لم يؤثر فحسب على الشهية، وإنما أثر كذلك على نوعية الأطعمة المختارة. إذ ظهر لدى المتطوعين ميل لتناول الأطعمة عالية السعرات الحرارية والملوحة، بينما لم يظهر ميل مماثل لتناول الأصناف ذات القيمة الغذائية العالية كالخضروات والفاكهة.\n \nوعزى الباحثون الميل لتناول السكريات والأطعمة عالية السعرات إلى أحد سببين، أولاهما احتياج المخ للغلوكوز بصورة دائمة، مما يجعل الحصول عليه من مصدر نشوي أسرع منه من مصدر ليفي (الخضروات مثلا).\n \nوثانيهما تأثير قلة النوم على قدرة الشخص على اتخاذ القرار الصحيح فيما يخص اختيار الأطعمة المغذية، فيكون ميالا لاتخاذ قرارات تعتمد على المذاق وليس الفائدة الغذائية.\n \nوقدمت هذه الدراسة أول دليل بيوكيميائي لتفسير العلاقة بين نزعة تقليل أوقات النوم وبين الزيادة المطردة في نسبة البدانة في بعض المجتمعات. ففي ستينيات القرن الماضي كان الفرد الأميركي البالغ يحصل في المتوسط على 8.5 ساعة نوم يوميا، أما الآن فقد انخفض ذلك إلى أقل من 7 ساعات يوميا.\n \nكذلك حدثت زيادة في مستويات البدانة، ففي الستينيات كان هناك فرد زائد الوزن بين كل 4 أفراد، وفرد بدين بين كل 9 أفراد. أما الآن فهناك فردان زائدا الوزن من كل 3 أفراد، وهناك تقريبا فرد بدين بين كل 3 أفراد.\n \nيذكر أن هرمون غِريلين يفرز من المعدة، أما هرمون ليبتين فتنتجه الخلايا الدهنية، وقد اكتشفا كلاهما خلال العقد الأخير.