وتبرز في هذا السياق أن المدير العام لصندوق النقد الدولي «دومينيك ستروسكان» صرح أمام البرلمانيين الفرنسيين، أن الأزمة الماليةَ العالميةَ الحالية، كشفتِ الحاجةَ لاستحداث عملةِ احتياطٍ جديدة بديلة عن الدولار. وقد دعت روسيا منذ أيام قليلة إلى عقد مؤتمرٍ دولي لمناقشة استبدال الدولار بعملةِ احتياطٍ جديدة. \r\n \r\n \r\n علما بأن أول من أثار هذه القضية هو رجل الأعمال الأميركي الشهير جورج سوروس، الذي اقترح استخدام «حقوقِ السحب الخاصة« لهذا الغرض. وحقوقُ السحب الخاصةُ هذه، عبارةٌ عن عملة افتراضية، استحدثها صندوق النقد الدولي عام 69 من القرن الماضي. ويبدو أن فكرة سوروس لقيت استحسانا لدى روسيا وكازاخستان، لدرجة أن موسكو اقترحت مناقشتها في قمة العشرين، المقررِ عقدها في لندن مطلع الشهر المقبل. \r\n \r\n \r\n لكن الولاياتالمتحدة ترفض كل هذه الاقتراحات، فقد جاء على لسان الرئيس أوباما أنه ليس ثمةَ ما يدعو إلى البحث عن عملةِ احتياطٍ عالميةٍ جديدة. ذلك أن المستثمرين ينظرون إلى الولاياتِالمتحدةِ باعتبارها أكثر الأنظمة السياسية استقرارا، وتمتلك أقوى اقتصاد في العالم. \r\n \r\n \r\n و قد دعت روسيا على لسان النائب الأول لوزير الخارجية الروسي أندريه دينيسوف إلى عقد مؤتمر دولي على مستوى المسؤولين والخبراء، وذلك لبحث استحداث عملة عالمية موحدة. ولم يوضح دينيسوف المكان والزمان المقترحين لعقد هذا المؤتمر، لكنه أشار إلى أنه سيكون الخطوة التي تلي انعقاد قمة العشرين في لندن والمؤتمر الدولي تحت رعاية هيئة الأممالمتحدة حول مسائل الأزمة المالية العالمية بنيويورك في بداية يونيو المقبل. \r\n \r\n \r\n وبيّن الدبلوماسي الروسي أن هذه الفكرة قد تُطبَّق على أرض الواقع في حال إجماع رأي كافة الدول المشاركة في النظام المالي والاقتصادي العالمي، وستكون الخطوة الأولى على طريق إعادة هيكلة هذا النظام. \r\n \r\n \r\n وكانت الصين وروسيا قد دعتا الأسبوع الماضي إلى إنشاء عملة احتياطية عالمية جديدة تحل محل الدولار، لكن الرئيس اوباما رفض يوم 25 مارس هذه الفكرة وأكد أن الدولار ما زال قويا جدا. \r\n \r\n \r\n كما سبق أن استبعد رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين أن تحل عملات جديدة محل الدولار أو اليورو واصفا تلك الأنباء بمجرد شائعات. وأضاف بوتين خلال زيارته لمدينة بودولسك بمقاطعة موسكو أن السلطات المالية والسياسية في أميركا لن تسمح أبدا بتراجع الموقع الحالي للدولار في العالم. \r\n \r\n \r\n مشيرا إلى أن فترة الكساد العظيم في ثلاثينات القرن الماضي كانت عصيبة حيث انخفض فيها حجم الإنتاج في الولاياتالمتحدة بنسبة 40%، بينما سجل الانخفاض في الأزمة الحالية حتى الآن حوالي 2%، ومن المستبعد أن يصل حجم الانخفاض في الإنتاج الأميركي إلى ما وصل إليه في الثلاثينات من القرن الماضي. \r\n \r\n \r\n رئيس الوزراء الروسي بوتين الذي يتحدث بتفاؤل عن الإنتاج والاقتصاد الأميركي هو الذي سبق له أن وجه اتهاماته الحادة للسياسة الأميركية معتبرا أنها السبب وراء الأزمة المالية العالمية، وبينما ينكر بوتين الآن احتمال استبدال الدولار بعملة دولية احتياطية أخرى فإنه يسعى جاهدا مع دول أخرى. \r\n \r\n \r\n وعلى رأسها الصين، إلى استبدال احتياطي العملات المحلية للدول بعملة أخرى غير الدولار، الأمر الذي جعل الأميركيين أنفسهم يتشككون في سياسة بوتين وتصريحاته، لدرجة أن البعض في واشنطن يتحدث عن مؤامرة روسية صينية لتحطيم الدولار الأميركي، يقول أصحاب هذا الرأي أن بوتين لا يريد للدولار أن ينهار الآن بل يرجئ هذه النتيجة لوقت آخر عندما تستحكم الأزمة المالية العالمية في الاقتصاد الأميركي أكثر ويصبح لا مفر أمام الولاياتالمتحدة من الإقرار والاعتراف بعدم قدرتها على مواجهة الأزمة، وهناك سوف يتحدد مصير الدولار بشكل نهائي، ويبدو أن بوتين على ثقة من أن هذه النتيجة حتما ستتحقق في المستقبل القريب. \r\n \r\n \r\n خبيرة اقتصادية روسية \r\n \r\n