\r\n يقول رينسون جاسيلا المتخصص الزراعي الناطق باسم فصيل منشق من حركة التغيير الديموقراطي المعارضة أن زيمبابوي ليس لديها العملات الأجنبية اللازمة لشراء الأسمدة والبذور والوقود وأدوات الزراعة وقطع غيار الجرارات وغيرها من المعدات الزراعية. ويؤكد أن النشاط الزراعي الموجود على أرض الواقع يكاد لا يذكر وذلك أن بعض المزارعين السود الذين حصلوا على قطع أرض زراعية من قبل الرئيس روبرت موجابي يكتفون بمطاردة الحيوانات البرية القليلة الموجودة في تلك المساحات بدلا من حراثة الأرض وزراعتها لإطعام الجياع من أبناء شعب زيمبابوي. ويحذر أن بلاده على وشك أن تعيش موسما زراعيا كارثيا. \r\n ويتفق معه في ذلك نيلسون شاميسا المتحدث باسم الفصيل الرئيسي لحركة التغيير الديموقراطي برئاسة مورجان تسافنجيراي ، ويضيف أن العدد القليل من اللوازم الزراعية التي تدخل زيمبابوي يتم توجيهها سريعا الى أنصار حزب موجابي. \r\n ويذكر شاميسا أن بلاده بحاجة الى تغيير إذا أريد لها أن تتفادى أزمة الجوع التي تحدث كل عام ، فالحكومة لا تملك الأموال اللازمة لشراء إحتياجات قطاع الزراعة الذي يعاني حالة من الفوضى في ظل اعتداء المسؤولون والموظفون في الحزب الحاكم على المزارع بدلا من ترك النشاط الزراعي لهؤلاء الذين يعرفون أعمال الزراعة. وتقدر الأممالمتحدة أن نحو 5.5 مليون شخص في زيمبابوي ( أي ما يناهز نصف إجمالي عدد السكان) سيكونون بحاجة الى مساعدات غذائية طارئة خلال السنة المقبلة. وتشير التقارير الحالية الى أن نحو 5.1 مليون نسمة هناك يحصلون الآن بالفعل على مساعدات غذائية من وكالات إغاثة دولية ومحلية. وتذكر شبكة نظم الإنذار المبكر ضد المجاعة التي يوجد مقرها في واشنطن أن زيمبابوي لا تملك سوى 19% فقط من بذور الذرة التي تحتاجها لتلبية احتياجاتها. في حين لا يتوفر لديها سوى 1% من الإحتياجات المتوقعة من الأسمدة. \r\n وفي الوقت نفسه فالعدد القليل المتبقي من المزارعين البيض العاملين في زيمبابوي يتعرضون لعملية طرد مستمرة من أراضيهم. وفي وقت سابق هذا الشهر تعرضت الأراضي الرئيسية التابعة لرئيس اتحاد المزارعين التجاريين للغزو من قبل ميليشيا الجبهة الوطنية الحاكمة التي منحته بضع ساعات فقط للفرار. كما يفقد آخرون مزارعهم بسبب الإشتباه في أنهم أعطوا أصواتهم لتسفانجيراي في وقت سابق هذا العام في الإنتخابات الرئاسية المثيرة للخلاف. \r\n ومن ناحية أخرى فقد رفضت جنوب إفريقيا تسليم حزمة معونات كبيرة من مواد الإغاثة تتضمن بذور الذرة والأسمدة وادوات الزراعة بسبب عدم توصل موجابي وتسفانجيراي الى اتفاق لتقاسم السلطة. \r\n وفي الشهر الماضي قال تريفور مانويل وزير المالية في جنوب إفريقيا أمام برلمان بلاده أن حزمة المساعدات لزيمبابوي لن تقدم إلا إذا تم تشكيل الحكومة ووكالات لأعمال الإغاثة الإنسانية تقوم بتوصيل المساعدات بحرية. \r\n وتقول وكالات الإغاثة أن الحكومة في زيمبابوي مستمرة في عرقلة الجهود التي تبذلها تلك الوكالات التي تسعى الى توصيل الغذاء الى الجائعين من أفراد الشعب هناك. \r\n ولا يلوح في الأفق آمال مؤشرات على أن الحكومة القائمة على التعددية الحزبية التي تنتظر جنوب إفريقيا تشكيلها في زيمبابوي يمكن أن تتحقق على أرض الواقع خلال المستقبل القريب المنظور. فموجابي يصر على الإحتفاظ بالسيطرة على جميع الأجهزة الأمنية في زيمبابوي بينما يطالب تسفانجيراي بقيام حزبه بالسيطرة على الشرطة فيما تؤول للجبهة الوطنية الحاكمة السيطرة على الجيش. \r\n ولا يبدو أن أيا من الجانبين على استعداد لتقديم تنازلات. \r\n \r\n جابو شاكو \r\n مراسل صحفي في زيمبابوي يكتب لمعهد تقارير الحرب والسلام \r\n خدمة ام سي تي خاص بالوطن \r\n