فليس سرا أن طهران تعمل في برنامج فضائي منذ سنوات عديدة مما يؤكد أن لديها طموحا استراتيجيا لأن تلعب دورا إقليمياكبيرا . \r\n أما ما يدعو للقلق الدولي هو حقيقة أن التكنولوجيا الإيرانية المتقدمة في إطلاق الأقمار الصناعية يمكن استخدامها في إطلاق صواريخ تحمل رؤوس بيولوجية أو كيميائية أو نووية. \r\n علاوة على ذلك، تواصل إيران إجراء التجارب وربما أصبحت تتوفر على ترسانة كبيرة من صواريخ شهاب-3 التي يمكن أن تستخدمها ضد أعدائها المحتملين في الشرق الأوسط مثل إسرائيل وضد بعض الأهداف المحددة في أوروبا. \r\n تمتلك إيران حاليا حوالي 3500 من أجهزة الطرد المركزي يجري تشغيلها أو اختبارها في منشأة نطانز لتخصيب اليورانيوم ، كما أنها تقوم حاليا بنشر المزيد من أجهزة الطرد المركزي وتشغيلها بكامل سعتها، فضلا عن أنها تقوم بتطوير المزيد من التصميمات المتقدمة. تشعر الولاياتالمتحدة ودول أخرى بالقلق من إمكانية قيام إيران بطرد مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية من منشأة نطانز، وبالتالي إعادة تصميم أجهزة الطرد المركزي لاستخدامها لإنتاج ما يكفي من اليورانيوم عالي التخصيب لاستخدامه في بناء قنبلة نووية في عام .2010 \r\n كما يواصل الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلقاء تصريحاته العلنية المتكررة التي ينكر فيها المحرقة اليهودية ويدعو إلى تدمير دولة إسرائيل. وسواء كان أحمدي نجاد يتحدث بناء على نصيحة من الزعيم الروحي علي خامنئي، أو كرئيس شعبوي يحاول حشد الدعم الجماهيري، ربما لا تجد إسرائيل خيارا غير ضرب المنشآت النووية الإيرانية- حسب وجهة نظر الكاتب. \r\n علاوة على ذلك، فإن تصريحات أحمدي نجاد التي سخر فيها من العرض الأخير المقدم من الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا و الصين لبدء المفاوضات حول إيجاد تسوية شاملة لبرنامج إيران النووي لا تؤدي إلا إلى إشعال حماس أولئك الذين يريدون قصف المنشآت النووية الإيرانية . إن العرض الذي تقدمت به مجموعة الخمس زائد واحد في يونيو الماضي يقضي برفع العقوبات المفروضة على إيران لفترة من الوقت مقابل قيام إيران بوقف بناء المزيد من أجهزة الطرد المركزي. وفي نفس الوقت يلتقي الدبلوماسيون لوضع جدول زمني للمحادثات في المستقبل. قال أحمدي نجاد، «لقد انخفض مستوى المطالب من الوقف الكامل لعملية تخصيب اليورانيوم إلى بدء المحادثات». \r\n تسعى القوى الكبرى حاليا إلى إعداد مجموعة رابعة من العقوبات في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ضد إيران بسبب استمرارها في أنشطة تخصيب اليورانيوم. كما قامت الولاياتالمتحدة و الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات أحادية على المنظمات والبنوك الإيرانية التي لها صلة ببرامج تخصيب اليورانيوم والصواريخ البالستية. \r\n كما تواصل إسرائيل التأكيد على أنها تحتفظ بحقها في القيام بأي عمل ضروري لوقف الأنشطة النووية الإيرانية إذا فشلت الجهود الدبلوماسية، على الرغم من أن كبار مسؤولي إدارة الرئيس بوش حذروا إسرائيل من أن ضرب المنشآت النووية الإيرانية من شأنه تقويض الجهود الأمريكية الرامية إلى إيجاد حل دبلوماسي لهذه القضية. \r\n تشير بعض التقارير إلى أن الولاياتالمتحدة رفضت طلبا إسرائيليا بتزويدها بمعدات ودعم عسكريين لضرب المواقع النووية الإيرانية. \r\n بيد أن واشنطن قد وافقت بالفعل على تمويل نظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي المعروف باسم أرو-3 الذي يهدف إلى التصدي لأي صواريخ تنطلق من إيران، كما أنها وافقت على تمويل منظومة «القبة الحديدية» التي تهدف إلى اعتراض أي صواريخ قصيرة المدى يطلقها حزب الله تجاه إسرائيل من لبنان. \r\n هل الوعد بتمويل هذه الأنظمة الدفاعية الجديدة والمطورة تعطي إسرائيل شعورا زائفا بالأمن؟ ربما لا تريد إسرائيل الانتظار طويلا بينما تسعى إيران إلى بناء المزيد من أجهزة الطرد المركزي. \r\n بل ربما تقرر إسرائيل القيام بعمل أحادي وتضرب المنشآت النووية الإيرانية في نطانز وأصفهان وآراك والعديد من المواقع النووية الإيرانية الأخرى. \r\n في الواقع ربما تشعر إسرائيل بثقة زائدة للقيام بهجوم من شقين، الأول يستهدف إيران والثاني يستهدف مقار قيادة حزب الله في لبنان بهدف تحسين النتيجة التي آلت إليها حرب لبنان عام 2006م، وإضعاف نفوذ حزب الله العسكري والسياسي في لبنان. \r\n سواء خضعت هذه الخطط لدراسة وتفكير عميقين أو لا، فحقيقة الأمر أنه لا يمكن إيقاف إسرائيل عن القيام بمثل هذه العمليات، ما لم تتصرف الدول الغربية بسرعة وبحسم لبدء محادثات شاملة مع إيران. \r\n إن الإعلان عن خطة تهدف إلى فتح قسم لرعاية المصالح الأمريكية في إيران يعد خطوة أولى جيدة، لكن هناك حاجة إلى بذل المزيد من الجهود في أقرب وقت ممكن. إذا ظل البرنامج النووي الإيراني بدون مراقبة، علاوة على التقدم الكبير الذي أحرزته طهران في برنامجها الفضائي، ربما تكون العاصفة قادمة لا محالة. \r\n \r\n \r\n واشنطن تايمز \r\n \r\n