ماريا زاريتش يرمم اعتقال زعيم صرب البوسنة السابق، رادوفان كاراجيتش، المتهم بارتكاب جرائم حرب في حرب بوسنية بين 1992و1995، الثقة بين محكمة لاهاي وصربيا. فرئيس الادعاء العام في محكمة لاهاي، سيرج براميرتز، قال ان اعتقال كاراجيتش يخدم العدالة الدولية. ولذا، تحظى المحاكمة المتوقعة باهتمام دولي واسع. وهي لن تكون سريعة. وينتظر أن تتناول جوانب كثيرة من الحرب، وتكشف عن مسائل مهمة. ولكن الاعتقال لا يعفي بلغراد من مواصلة التعاون مع محكمة لاهاي، وهو شرط تيسير انضمامها الى الاتحاد الأوروبي. فالمحكمة تطلب مثول المطلوبين الصرب جميعهم أمامها، قبل أن تمنح صربيا شهادة براءة ذمة في ما يتعلق بجرائم الحرب التي رافقت انهيار يوغوسلافيا السابقة. ويترتب على الطلب هذا، تكثيف الحكومة الصربية مساعي اعتقال قائد صرب البوسنة العسكري السابق، راتكو ملاديتش، وزعيم صرب كرواتيا السابق، غوران خاجيتش، الهاربين والمتواريين. وأعلن براميرتز أنه سيزور بلغراد للتفاهم مع الحكومة الصربية على خطوات متابعة تعاونها مع محكمة لاهاي، وفتح صفحة علاقات جديدة بينهما، تنهي اعتراض المحكمة على انضمام صربيا الى المؤسسات الأوروبية. وجليّ ان الحكومة الصربية عازمة على المضي قدماً في تنفيذ تعهدات قطعتها للاتحاد الأوروبي، والتزمت بموجبها تذليل مشكلاتها مع محكمة لاهاي، على رغم معارضة جهات قومية صربية. وهذه ترى ان المطلوبين بجرائم حرب هم أبطال دافعوا عن الحقوق الصربية. وتحظى الحكومة الصربية بتأييد شعبي كبير جراء انتهاجها موقفاً واضحاً من المطالب الأوروبية ودفاعها عن المصالح القومية الصربية، ورفضها الاعتراف باستقلال كوسوفو. وعلى الحكومة الصربية التوفيق بين مهمات متشعبة، دولية ومحلية، والعمل، تالياً، في مجالات لا تخلو من الصعوبة، وتفترض الحزم لتجاوز معوقات تحول دون انضمام صربيا قريباً الى الاتحاد الأوروبي. ويبدو أن الرغبة في انضمام صربيا الى الاتحاد الأوروبي مشتركة بين الطرفين. ويسعى الاتحاد في منح بلغراد حوافز، ومنها اعلانه بعد اعتقال كاراجيتش توسيع اطار التعاون التجاري مع صربيا، بينما تبذل الحكومة الصربية جهوداً كبيرة لتنفيذ إصلاحات اقتصادية وسياسية وقضائية تخولها تقديم طلب رسمي للانضمام الى الاتحاد في أواخر هذا العام. «غلاس يافنوستي» الصربية،