وفي المؤتمر الصحفي المشترك كرسا اهتماما اكبر مما كان يتوقعه الصحفيون لمعاهدة السلام والجزر التي تدعي اليابان ملكيتها في شمال هوكايدو. واعلن الجانبان عن استعدادهما للاستمرار في البحث عن اتفاق مقبول للطرفين على اساس الاتفاقات السابقة. \r\n وكان الاعلان السوفيتي-الياباني عام 1956 قد وضع نهاية لحالة الحرب بين البلدين وتم التصديق عليه من برلمان البلدين. مع ذلك فان معاهدة السلام لم يتم التوقيع عليها بسبب الاراضي المتنازع عليها وهي جزر كيوناشير وشيكوتان وايتوروب وهابوماي ارشيبيلاجو. \r\n تعتقد روسيا ان هذا الاعلان يرتكز على نتائج الحرب العالمية الثانية، التي لا يمكن تغييرها. مع ذلك فالاعلان ينص ايضا انه بعد التوصل الى معاهدة سلام، تكون موسكو مستعدة لتسليم شيكوتان وهابوماي لليابان. ومما يزيد الامر تعقيدا هو ان اليابان لا تطالب بجزيرتين بل بأربع جزر وهذا الموقف يتناقض مع الاعلان. \r\n يشير المحللون ان روسيا مستعدة للتوقيع على معاهدة سلام مع اليابان اذا وافقت طوكيو على ان الجزر المتنازع عليها او على الاقل اثنتين منهم تخص روسيا. وبعد زيارة جزر الكوريل الجنوبية في 2007، اقترح لافروف عملية تنمية مشتركة للجزر غير ان اليابان لم تستجب. وابلغ مصدر في الحكومة اليابانية وكالة ريا نوفوستي ان طوكيو قلقة من انها اذا قبلت هذا المقترح، فان ذلك قد يتم تفسيره على انه اعتراف ضمني بأن الجزر هي أراض روسية وليست اراضي يابانية. \r\n في نفس الوقت، وافق الطرفان على تشجيع التبادل الحر للزيارات بين السكان اليابانيين السابقين للجزر والسكان الحاليين. وينطبق ذلك على افراد اسرهم ايضا. ولا تعترض اليابان على هذه الممارسة لانها بدون تأشيرات لمواطنيها. \r\n على الرغم من كل الخلافات في مواقف الجانبين بشأن الجزر، فانهما سوف يستمران في البحث عن حلول على هامش قمة مجموعة الثماني في هوكايدو في يوليو المقبل أو قبل القمة اذا زار رئيس الوزراء الياباني ياسو فوكودا موسكو. وثمة اتفاق على الزيارة من حيث المبدأ ولكن ليس كذلك الحال بشأن توقيتها. \r\n من المتوقع وصول فوكودا الى روسيا في شهر ابريل غير ان خطة زيارته يجب ان يوافق عليها الدايت (البرلمان) الياباني. ومن المهم للجانبين ترسيخ التقدم الذي تحقق في السنوات القليلة الاخيرة عند نقل السلطة الى الرئيس المنتخب دميتري ميدفيديف. \r\n على الرغم ان لافروف ابلغ نيهون كيزاي عشية زيارة كوميورا لموسكو ان روسيا لن تغير من موقفها، يأمل اليابانيون في ان تساعد زيارة موسكو رئيس الوزراء على ترسيخ اتصالات شخصية جيدة مع مديفيديف. وخلال الزيارة الحالية دعا كوميورا رسميا ميدفيديف الى المشاركة في قمة مجموعة الثماني في هوكايدو في الفترة من 7 إلى 9 يوليو المقبل. \r\n تعتبر روسياواليابان انه من المهم خلق افضل الاجواء الممكنة من اجل التوصل الى معاهدة سلام عن طريق تطوير التعاون في القضايا الدولية والمجالات الاخرى. وفي المؤتمر الصحفي اعلن كوميورا ان اليابان مستعدة للاخذ بعين الاعتبار لمخاوف روسيا بشأن تطوير منظومة الدفاع الصاروخية اليابانية-الاميركية في شمال شرق اسيا. وأكد ان هذا المشروع المشترك ليس موجها ضد روسيا. وموسكو قلقة من ان تطوير هذه المنظومة سوف يدفع الى سباق تسلح ويقوض الاستقرار الاستراتيجي في العالم. وتعتقد ان التعاون العسكري الياباني-الاميركي ينبغي ان يتم في اطار مشروع جماعي لتعزيز الامن الاقليمي. \r\n ثمة مشكلة اخرى في العلاقات الثنائية وهي مصير اسرى الحرب اليابانيين السابقين الذين قضوا في سيبيريا بعد الحرب العالمية الثانية، حيث كانت القوات السوفيتية قد اسرت حوالي 600الف اسير ياباني في منشوريا وكوريا الشمالية وجنوب سخالين وجزر الكوريل. وتشير الحكومة اليابانية إلى ان 60 الفا منهم قضوا في سيبيريا. ومصير 12 الفا اخرين لم يتم توضيحه، وتأمل اليابان في ان تحصل على قوائم الموتى الباقية من روسيا. وفي هذه المرة سلم لافروف كوميورا قائمة تضم 134 اسما الامر الذي وصفه الوزير الياباني بانه\"إشارة على اهتمام جاد من قبل روسيا بحل القضية.\" \r\n تحضر روسياواليابان عدة وثائق للتوقيع عليها في قمة مجموعة الثمانية المقبلة. وابلغ مصدر في الحكومة اليابانية ان هذه الوثائق تتضمن اتفاقات على التعاون في الاستخدامات السلمية للطاقة النووية وفي تسهيل اجراءات التأشيرات والجمارك وفي المساعدة المتبادلة في التحقيق في الجرائم. \r\n خلال جولته في روسيا زار كوميورا سان بطرسبورج التي باتت محور النشاط التجاري الياباني في روسيا والتقى وزير الصناعة والطاقة فيكتور خريستينكو- وكلاهما رئيسان للجنة التجارة والاقتصاد بين الحكومتين. \r\n في العام الماضي، تجاوز حجم التجارة بين البلدين 20 بليون دولار وهو ما يزيد خمسة اضعاف على ما كان عليه الحال في 2002، في حين وصل الاستثمار التراكمي لليابان في روسيا 3 بلايين دولار. وتعمل 302 شركة يابانية في روسيا. \r\n اليابان مهتمة بالتعاون مع روسيا في مجال صناعة النفط والغاز وفي تحديث سكة حديد عبر سيبيريا. ومن المتوقع ان يتم تدشين رحلات مباشرة بين سان بطرسبورج وناريتا(مطار دولي قرب طوكيو) في نهاية هذا الشهر. \r\n يحفز التطور السريع للعلاقات الثنائية على حوار سريع-ويجب ان يكون للشريكين الاقتصاديين الاقوياء اقل ما يمكن من الخلافات. وعلى الرغم من اختلاف وجهات النظر حول الجزر الاربع، الا ان موسكو وطوكيو تفضلان الاستمرار في نقاش هادئ حتى تصلا في النهاية الى حل مقبول للطرفين فيما يتعلق بمشكلة الاراضي المتنازع عليها والتوقيع على معاهدة سلام. \r\n \r\n ايفان كاخارشينكو \r\n معلق مختص بالشئون الخارجية في وكالة الانباء الروسية. خدمة ام سي تي خاص ب(الوطن).