\r\n النفط الغالي يعني مزيد من المشاكل الغذائية.حيث سيكون لدينا في وقت قريب ازمة في سوق الغذاء بعد سنوات الوفرة عندما كانت الدول الصناعية تسعى الى وسيلة مناسبة للتخلص من الفائض الغذائي مما يمهد الطريق امام سنوات عجاف. من ناحية اخرى فانه سيكون هناك مشاكل في سوق الغذاء العالمي حتى لو ان اسعار النفط لم ترتفع الى تلك المستويات.اولا،الاراضي الصالحة للزراعة مورد محدود. والسكان العالمي يتزايد بشكل كبير في الوقت الذي تشغل فيه المشروعات والاسكان مساحات من هذه الاراضي الزراعية. \r\n في العقد الماضي،تقلصت مساحة الاراضي الزراعية في الصين بما يقترب من 20 مليون اكر.ومساحة الاراضي الصالحة للزراعة في روسيا التي تتمتع ب10% من اجمالي مساحة العالم،تقلصت من 290 مليون اكر الى 384 مليونا خلال السنوات الثلاثة الماضية.وخلال نفس الفترة خسر ثلاث منتجين زراعيين رئيسيين- روسيا واوكرانيا وكازخستان- 59 مليون اكر من المساحة المزروعة بالحاصلات. \r\n من غير المحتمل تقريبا ان يتم زيادة الاراضي الصالحة للزراعة والتي يمكن ان تعزز كفاءة زراعة المحاصيل بسبب نقص المياه.باختصار،فان العالم لا يستطيع زيادة انتاج المحاصيل،على الرغم ان المحاصيل عنصر حيوي في قاعدة الهرم الغذائي.فانتاج كيلو جرام واحد من لحوم الابقار يحتاج الى 7 كيلوجرامات من الحبوب.غير ان انتاج كيلو جرام واحد من الحبوب يحتاج الى 900 لتر من المياه. والعنصر السلبي الثاني هو تغيير نظام الوجبات الغذائية في الصين والهند.حيث ان زيادة صغيرة في البروتينات في وجباتهم الغذائية اثارت انفجار للطلب على المواد الغذائية؛حيث يحتاجون الان الى المزيد والمزيد من الحبوب من اجل انتاج اللحوم التي باتت الطبقة الوسطى في البلدين تعشقها بشكل كبير. \r\n للطلب المتزايد على المواد الغذائية-والاسعار-اثره الاولي على الصين.ففي 19 فبراير الجاري اعلن البنك المركزي الصيني عن معدل تضخم قياسي بلغ 7.1% تم تسجيله في يناير الماضي وهو الاعلى من نوعه على مدى 11 سنة.وقد زكى هذا الارتفاع الزيادة في اسعار المواد الغذائية المحلية بنسبة18%(زيت الطهي زاد بنسبة 37%والخضراوات بنسبة 14%). \r\n وللحد من التضخم تستورد السلطات الصينية مزيد من الحبوب.ووفقا لتقرير صادر في 21 فبراير الجاري من قبل المركز الصيني للمعلومات الغذائية فان استيراد الصويا قد زاد بنسبة الضعف في فبراير الجاري مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي ليصل الى 2.5 مليون طن.بشكل عام،فان الطلب الهندي الصيني يدفع اسعار الحبوب العالمية للارتفاع ويستنفد الاحتياطيات من الحبوب.والعنصر الاخير في زيادة اسعار المواد الغذائية هو التغير المناخي،اي الجفاف والفيضانات والقضاء على الغابات.وسوف يزيد الوضع تعقيدا جراء زيادة اسعار النفط.فخوفا من الارتفاع الكبير في اسعار النفط شرع البعض في انتاج وقود حيوي والذي كان حلما فقط قبل عقد من الزمن.ويتم استخدام الحاصلات الزيتية في انتاج ديزل حيوي في الوقت الذي يعد فيه البنجر وقصب السكر والذرة مادة خام للايثانول.غير اننا اذا بدأنا في استخدام مصانع لانتاج الديزل الحيوي فانه لن يكون لدينا اي زيت نخيل وبذور لفت لوقود الطهي وذرة الطحين للطحين وبنجر وقصب سكر للسكر. \r\n ان الحالة بالنسبة للجزء من السكان الذي ينظر الى الحبوب بوصفها غذاء لم تصبح كارثية بعد.حيث يقدر المجلس الدولي للحبوب ان 107 مليون طن فقط من الحبوب(6.5%) من ال 1650 مليون طن من الحبوب المزروعة في الموسم الزراعي 2007-2008 سوف يتم استخدامها في انتاج وقود حيوي.ومع ذلك فان هذه الحصة الصغيرة يمكن ان تزيد الى 30% خلال سنتين او ثلاث سنوات. ويستطيع سماسرة الحبوب زيادة الطلب على الحبوب كما يحدث الان مع النفط الذي لا تعكس اسعاره المرتفعة بشكل كبير التوازن بين العرض والطلب بقدر ما هو توازن لخوف وجشع تجار النفط. \r\n وقد عاين المتعاملون في البورصات قدرات سوق الحبوب بالفعل. وتتزايد اسعار الغذاء بشكل سريع لدرجة ان 100 دولار لبرميل النفط تبدو مضحكة.فوفقا لبلومبيرج فان اسعار الصويا في البورصات العالمية زادت بنسبة 17% منذ بداية 2008 بينما زادت اسعار القمح بنسبة 18% والذرة 14%.واعلنت وزارة الزراعة الاميركية ان احتياطيات الحبوب العالمية قد انخفضت الى ادنى مستوى لها منذ 1960 عندما بدا العالم يراقبها. \r\n وبأخذ كل هذه العناصر مع بعضها،فانها تعني الجوع ان لم يكن المجاعة بالنسبة للكثيرين.فهناك من يذكر ان التطور السريع لصناعة الوقود الحيوي يمكن ان تترك 1.2 بليون جائع بحلول عام 2025.لكن هناك اخبار جيدة وهي ان بالنظر الى المساحة الشاسعة من الاراضي الصالحة للزراعة في روسيا فضلا عن موارد المياه المستدامة فان روسيا يمكن ان تنجو من شرك ازمة الغذاء المقبلة. \r\n \r\n يلينا زاجورودنيايا \r\n معلقة سياسية في وكالة الانباء الروسية.خدمة ام سي تي خاص ب(الوطن).