\r\n وعبرت روسيا عن اهتمامات مماثلة.حيث أعلن قائد القوات الجوية الروسية الكسندر زيلين في مؤتمر في اكاديمية العلوم العسكرية في منتصف يناير الماضي بان التهديدات الاكبر بالنسبة لروسيا في القرن ال21 تاتي من الجو والفضاء. \r\n ويثير هذا الاهتمام بشان الفضاء عدة اسئلة.اولا،لماذا يتطلب حماية الاقمار الصناعية؟ ثانيا،هل دفاع الفضاء يعادل عسكرة الفضاء؟ثالثا،كيف يمكن حماية معدات الفضاء المعقدة والحساسة من التدخلات غير المرغوبة فيها؟ \r\n اليوم تتطلب الاقمار الصناعية الحماية.ولادراك لماذا،علينا ان ندرك ان طبيعة الحرب قد تغيرت.حيث تظهر الصراعات الحديثة ان الافكار التي كانت تهيمن على الفكر العسكري في القرن ال20 قد اصبحت افكارا بالية.ففي حروب عالم اليوم والمستقبل،صار الهدف هو توجيه ضربات جراحية ضد منشات حساسة للعدو وليس لمساحات واسعة من ارضه.والاستخدام الضخم للقوات البرية والمدرعات صار بالفعل من مخلفات الماضي.ودور الملاحة التقليدية يتناقص بشكل مماثل.ففي الاسلحة الاستراتيجية يتحول التركيز من الثالثوث النووي الكلاسيكي الى اسلحة عالية الدقة تنطلق من اشكال ثابتة مختلفة. \r\n هذه النوعية من الحرب الدقيقة تكون ممكنة فقط عن طريق الاليات التي تدعمها المدارات الفضائية-انظمة التجسس والانذار والتوقع والاستهداف المنصوبة في الفضاء. \r\n وقد تم انجاز الكثير في السنوات الاخيرة في تطوير الاسلحة\"الذكية\"-القنابل الموجهة والصواريخ التي تكون عالية الدقة على مدى مئات الاميال.ويذكر المحللون العسكريون انه بحلول عام 2010 فان القوى العسكرية الرائدة سوف يكون لديها من 30 الف الى 50 الف من هذه الاسلحة وانه بحلول عام 2020 سيكون لديها ما يتراوح بين 70 الف الى 90 الف منها.ومن الصعب تخيل عدد الاقمار الصناعية التي ستكون مطلوبة لدعم مثل هذه الترسانة الضخمة لكن بدونها فان قدرة الصواريخ العابرة القادرة على اصابة بعوضة على بعد مائة ميل سوف تكون غير مجدية تماما. \r\n ومن ثم فان مئات من نظم الفضاء \"الايجابية\" وغير الضارة على ما يبدو وغير المصممة في حد ذاتها لمهاجمة اي شيء سوف تكون عنصرا حاسما في الاسلحة عالية الدقة وهي الاسلحة الرئيسية للقرن ال21. \r\n غير ان هذه القوة الفعلية تجعل انظمة الفضاء موقعا حصينا في الجيش الحديث. حيث ان شل قدرة هذه الاقمار الصناعية يمكن ان تشل بشكل فعال الجيش الاميركي ولا يتم الدفاع عنها بشكل كامل تقريبا. \r\n وهنا يأتي طلب روبرت جيتس بالاموال.فعلى غرار بلدان اخرى تتبع الريادة الاميركية واندفاعا الى حماية اقمارها الصناعية من هجوم،سوف نرى تطور سباق اسلحة جديد.هل يجعل ذلك عسكرة الفضاء امر حتميا؟اذا كنا نتحدث عن نشر اسلحة هجومية قادرة على تدمير اهداف بشكل مستقل في الفضاء وفي الجو وعلى الارض،فان الاجابة تكون \"نعم\".غير ان ذلك لا يعني بالضرورة ان الفضاء سوف يتحول الى برج اسلحة في الكون كله على مرآى البصر. \r\n فالاسلحة التي تحملها الاقمار الصناعية هي كابوس مروع يتم تجنبها حتى الآن واعتقاد ان قد لا يزال من الممكن تجنبها.حيث ليس بالضرورة تماما وضع محطات قتالية في المدار الفضائي او اقمار التجسس العسكرية واقمار الطقس.ويمكن أن يتم حماية الاقمار الصناعية بشكل يعول عليه عن طريق النظم المنصوبة في الارض التي تطورها روسيا حاليا. \r\n في مطلع فبراير 2007حدد النائب الاول لرئيس الوزراء الروسي سيرجي ايفانوف لادارة الدفاع عنده مهمة تطوير منظومة متكاملة من الدفاع الجوي والفضائي والصاروخي.وحملت منظومة الدفاع الجوي اسم الماز-انتي المطور الرئيسي للمشروع. \r\n واعلن ايفانون ان المشروع مهم جدا ومكلف وفريد في استخدام تقنية مبتكرة. وتم تحديد جدول زمني لتنفيذه في اطار برنامج الاسلحة بحلول عام 2015.وتم توجيه الاوامر للوزارات والادارات المشتركة في المشروع بصياغة برنامج شامل لتطوير منظومة موحدة من صواريخ الدفاع الجوي. \r\n \r\n وسوف يتضمن ذلك منظومة متحركة من الدفاع الجوي والفضائي التي يجري تطويرها حاليا من قبل الماز.واضاف ايفانوف بانها\"سوف تتكون من منظومات قتال ومعلومات وغيرها من المنظومات التي يمكن ان تضمن في وقت واحد ثلاثة انواع من الدفاع-وهي الدفاع الجوي والفضائي والصاروخي.\" \r\n \r\n وبالوضع في الاعتبار للحاجة الى تعاون وثيق بين القوات الجوية والفضائية في استخدام منظومات دفاع جوية وفضائية موحدة،اقترح قائد القوات الجوية بان كل القوات الجوية والفضائية يجب توحيدها تحت قيادة اركان القوات الجوية. \r\n اما كيف ستختار الولاياتالمتحدة حماية اكثر من 5 الاف قمر صناعي فانه يظل سؤالا مفتوحا.غير انه قد يكون من الافضل للكل لو انه،واتباعا للنموذج الروسي، تم اطلاق منظومات الدفاع تلك من مواقع ارضية يمكن توقعها وليس من الفضاء. \r\n \r\n اندريه كيسلياكوف \r\n معلق سياسي في وكالة الانباء الروسية.خدمة ام سي تي خاص ب(الوطن).