\r\n ومن منظور\" إيفانوف\"، فإنه لا يوجد سبب منطقي يدعو الولاياتالمتحدة لنشر راداراتها وصواريخها الاعتراضية المضادة للصواريخ في الدول التي كانت تدور في فلك الاتحاد السوفييتي السابق، والتي أصبحت الآن أعضاء في \"الناتو\" ومنها بولندا وجمهورية التشيك، التي دخلت واشنطن في محادثات معها لهذا الغرض. \r\n \r\n وأضاف \"إيفانوف\" أن كوريا الشمالية لا تستطيع ضرب المناطق التابعة ل\"الناتو\" والواقعة في القارة الأوروبية بالصواريخ الباليستية التي تمتلكها حالياً. كما أن مجرد نظرة سريعة على أي \"خريطة أو نموذج مدرسي للكرة الأرضية \" ستكون كافية لإدراك \"أن أوروبا لا تقع في مسار طيران أي صاروخ يتم إطلاقه من كوريا الشمالية إلى الولاياتالمتحدة\". \r\n \r\n وخلال اجتماع وزراء دفاع دول \"الناتو\" الذي استغرق يومين في هذه المدينة، أدلى \"إيفانوف\" بتصريحات أخرى قال فيها إنه لكي تتمكن الصواريخ الإيرانية من ضرب أراضي \"الناتو\" أو الولاياتالمتحدة، فإن الأمر سيستلزم عملية إعادة تنظيم صناعي كاملة لبرنامج الصواريخ الخاص بهذه الدولة. \r\n \r\n ثم انتقل \"إيفانوف\" بعد ذلك إلى التحذير من أن روسيا قادرة على اجتياح تلك المنظومة الدفاعية الصغيرة التي يجري بحثها في الوقت الراهن مع بولندا وجمهورية التشيك. \r\n \r\n في غضون ذلك قال مسؤولو إدارة الرئيس بوش إن أي منظومة دفاع صاروخي أميركية تقام في أوروبا لن تكون موجهة لروسيا، وإنما ستكون مصممة لمواجهة تهديدات أخرى. \r\n \r\n في هذا السياق أدلى وزير الدفاع الأميركي \"روبرت إم. جيتس\" بتصريح قال فيه مشيراً إلى الروس: \"لقد أوضحنا لهم بجلاء أن تلك الصواريخ لن تكون موجهة إليهم\"، وقال أيضاً: \"أعتقد أننا سنتجاوز هذه المسألة\". \r\n \r\n إلى ذلك أدلى مسؤول أميركي في \"البنتاجون\" يرافق \"جيتس\" في رحلته بتصريح قال فيه إن برنامج الدفاع الصاروخي الأميركي في أوروبا، سيصمم لمواجهة ترسانة إيران الصاروخية الآخذة في التحسن. وقال مشيراً في ذلك إلى الإيرانيين: \"إنهم يعملون على زيادة مدى صواريخهم، والمسألة مسألة وقت فقط\". \r\n \r\n وفي التعليقات التي أدلى بها \"جيتس\" حول هذا الموضوع كثيراً ما استشهد بتقارير تتعلق بالزيارة الأخيرة التي قام بها \"إيفانوف\" إلى الهند، والتي تضمنت تصريحات للوزير الروسي اعترف فيها بأن \"الخطط الأميركية لنشر منظومة دفاع صاروخي في أوروبا لا تهدد روسيا ولا منظومتها الخاصة بالردع الاستراتيجي\". \r\n \r\n ومن المتوقع أن يتم إجراء المزيد من المناقشات حول فرص التعاون العسكري بين روسيا وأميركا، ومجالات التنافس بينهما في مؤتمر أمني عالمي يعقد نهاية هذا الأسبوع في \"ميونيخ\"، والذي سيكون من أبرز فعالياته خطاب يلقيه الرئيس الروسي \"فلاديمير بوتين\" يوم السبت، وآخر يلقيه وزير الدفاع الأميركي \"جيتس\" يوم الأحد. \r\n \r\n ويناقش \"الناتو\" في الوقت الراهن الخطوط العريضة لكيفية وتوقيت التحرك قدماً إلى الأمام فيما يتعلق بمنظومته الإقليمية للدفاع الصاروخي، والتي لا تعترض عليها روسيا على اعتبار أنها ليست من الدول الأعضاء في الحلف، وإنما تشارك فقط فيما يعرف بمجلس \"الناتو\"- روسيا الذي يجتمع خلال جلسات الحلف. \r\n \r\n غير أن المسؤولين الروس يعربون عن خوفهم من منظومة الدفاع الأميركية من الصواريخ الباليستية، والملاحظ أن الحجج الروسية المضادة لتلك المنظومة، قد أصبحت أكثر بروزاً وأعلى صوتاً منذ أن دخلت الولاياتالمتحدة في محادثات ثنائية مع بولندا وجمهورية التشيك حول نشر أجزاء من منظومة الدفاع الصاروخي الخاصة بها في قواعد في هذين البلدين. يذكر في هذا السياق أن قادة \"الكريملن\" قد تبنوا دوماً رأياً يقول إن أي منظومة فعالة ومتقدمة للدفاع الصاروخي يجري إنتاجها يمكن أن تطلق سباق أسلحة نووية جديداً في العالم. \r\n \r\n كما يذكر كذلك أن المسؤولين الأميركيين يؤكدون أنه وإن كانوا لم يتوصلوا إلى اتفاقيات نهائية في هذا الشأن، فإن هناك محادثات فنية جدية تدور حالياً حول نشر رادارات مضادة للصواريخ في جمهورية التشيك ونشر صواريخ اعتراضية في بولندا. \r\n \r\n ولم يقم \"إيفانوف\" بوصف أي خيارات روسية لإحباط منظومة الدفاع المضادة للصواريخ، ولكن المتوقع أن تعمل المختبرات الروسية على إنتاج رؤوس وهمية وغيرها من مواد الإعاقة، من بينها على سبيل المثال ما يعرف ب\"الرقائق المعدنية\" التي تتسبب في إرباك المنظومات الدفاعية، أو حتى إصابتها بالعمى، والتي يتم إنتاجها بتكلفة متواضعة نسبياً. \r\n \r\n وقد ألمح \"إيفانوف\" إلى ذلك بقوله: \"لدينا القدرة على تجاوز أي نظام دفاعي مضاد للصواريخ، غير أن كلامي هذا لا يعني أننا نهدد الآخرين\". \r\n \r\n من جانبه اعترف\"جيتس\" بأن الولاياتالمتحدةوروسيا \"بينهما خلافات، ولا يوجد أدنى شك حول ذلك\". \r\n \r\n وخلال المناقشات التي دارت بينهما في جلسة \"الناتو\" قال \"جيتس\" إنه قد سأل \"إيفانوف\" عن سياسة روسيا في مجال تصدير الطاقة، وهو الموضوع الذي يحظى بأهمية بالغة في الدول الأوروبية التي تشعر بالقلق من احتمال لجوء روسيا إلى تحويل صادراتها من الغاز إلى سلاح سياسي، من خلال العمل على استمرار تلك الصادرات تارة وإيقافها تارة أخرى. \r\n \r\n ومما يذكر في هذا السياق أن \"جيتس\"، المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، والذي كان متخصصاً في الشؤون السوفييتية، لم يسبق له أن قابل أبداً من قبْل نظيره الروسي \"إيفانوف\" الذي شغل مناصب كبرى في السابق في أجهزة الاستخبارات الروسية العاملة في أفريقيا. \r\n \r\n وقال \"جيتس\" إنه قد ألمح إلى خلفيتهما هو و\"إيفانوف\" في العمل السري بقوله: \"لقد علقنا على أن كلينا كان يعمل في السابق في استخبارات بلاده، وأن الظروف قد شاءت أن نجتمع معاً\". \r\n \r\n توم شانكر \r\n \r\n \r\n مراسل \"نيويورك تايمز\" في إشبيلية - أسبانيا \r\n \r\n ينشر بترتيب خاص مع خدمة \"نيويورك تايمز\" \r\n