\r\n والآن لدى الناتو فرصة ليضع الأساس لثالث سلام أوروبي وهذه المرة في البلقان ولفتح حوار يمكن أن يؤدي الى سلام رابع وهو علاقة بنائة بشكل أكبر بين أوروبا وروسيا. \r\n يواجه الحلفاء عبر الاطلسي قضيتين محوريتين عندما يلتقون في قمتهم في بروكسل في ابريل المقبل.الاولى هو فيما اذا كان سيدعون البانيا وكرواتيا ومقدونيا للانضمام للحلف وهو القرار الذي يتوج جهود 15 سنة في انهاء الحروب التي اعقبت تفكك يوغوسلافيا.والقضية الثانية ستكون ما هي شكل العلاقة بين اوكرانيا وجورجيا مع الناتو في السنوات الاولى المضطربة من تطورهما:هل سيكونا على الطريق الذي يمكن ان يؤدي الى عضوية في الناتو في النهاية ام هل سيتم استبعاهدما؟ \r\n فيما يتعلق بالبلقان يذكر المنتقدون ان البانيا وكرواتيا ومقدونيا غير جاهزين لعضوية الناتو.وفي الشرق الابعد ينتابهم القلق بشأن هشاشة المؤسسات الديمقراطية في جورجيا واوكرانيا ولديهم مخاوف بشأن تأثير انضمامهم الى الناتو على العلاقات مع روسيا وعلى تخوف الجماهير الاوروبية من مزيد من التوسع للاتحاد الاوروبي. \r\n غير ان الحقيقة هي ان البانيا وكرواتيا ومقدونيا قد امضوا اكثر من ثماني سنوات في عملية استعداد محمومة لعضوية الناتو.واليوم فإن كرواتيا تتمتع بآداء اقتصادي متميز وأسعار عقارات مثلها في ذلك مثل اي بلد اخر في جنوب اوروبا. وفي السنوات الاخيرة اسهمت البانيا بقوات في العراق وافغانستان وحفظ السلام الدولية بشكل اكبر من اغلب حلفاء الناتو.ومنذ انتهاء الحروب البلقانية في 1999 قطعت مقدونيا شوطا في بناء مجتمع متكامل متعدد الاعراق في وقت قصير اكبر من اي بلد اوروبي اخر.ولدينا الان فرصة لدمج كرواتيا الكاثوليكية والبانيا الاسلامية-العلمانية ومقدونيا المتعددة الاعراق والارثوذوكسية في مجتمع ديمقراطيات الناتو.وهذا ليس بالامر السيء. \r\n بالطبع فإن امام هذه البلدان الكثير مما ينبغي عليها عمله اقتصاديا وسياسيا. لكن ليس لدينا ابدا مبرر للندم على قرار التوسيع. فتخيل لو اننا انتظرنا ريثما تكمل اليونان وتركيا نقاشاتهم الداخلية قبل دعوتهم للانضمام للناتو. \r\n ان أي تأخير لترشيحات البانيا وكرواتيا ومقدونيا سوف يقلص الاستقرار الاقليمي لاسيما في الوقت الذي تبدأ فيه كوسوفو فترتها الممتدة من الاستقلال المراقب وسوف تشوش وتقوض الاتحاد الاوروبي عندما تتسلم مسئولياتها الامنية الرئيسية من الولاياتالمتحدة والناتو في انحاء المنطقة. ويمكن لعدم القدرة على غلق هذا الفصل في البلقان ان يبطئ بشكل خطير اندماجنا مع شرق اوروبا. \r\n التحدي الثاني هو أن تأكيد اهتمامنا في نجاح اوكرانيا وجورجيا لا يحتاج الكثير. حيث ان هذين البلدين لا تطلبان عضوية الناتو على الرغم انهما يمكن ان يكونا سعداء اذا تعاملنا معهما بوصفهما اعضاء محتملين.فهما يطلبان الادوات التي يكملون بها اصلاحاتهم والتأهل في النهاية للنظر في العضوية.ولدى الناتو برنامج تعليمي لمثل هذه البلدان يطلق عليه خطة عمل العضوية. \r\n يتعين الاعتراف بشكل واضح بانه على الرغم من وتيرة الاصلاح المذهلة منذ الثورة الوردية في 2003 الا ان جورجيا تراجعت في نوفمبر الماضي عندما قمعت مظاهرة المعارضة.وعلى نفس الشاكلة فعلى الرغم من التعددية السياسية النشطة لاوكرانيا وانتخاباتها الحرة والنزيهة المتكررة الا انه احيانا ما يبدو ان البلد لا يستطيع التوصل الى قرار سياسي دون التشاجر في البرلمان او محكمتها الدستورية او كما تم في الشهر الماضي في مجلس الامن القومي.غير ان ذلك يعد امرا معتادا لديمقراطيات لا تزال في مهدها تتحسس طريقها في عالم ما بعد الاتحاد السوفيتي. ومساعدة هذين البلدين في تجاوز هشاشتهم المبكرة هذه هو سبب قوي لان يعرض عليهم علاقة تعاونية مع الناتو. \r\n لا تقدم خطة عمل العضوية اية ضمانة بعضوية مستقبلية في الناتو حيث تسمح بذلك فقط في الاتحاد الاوروبي. وللدقة يجب ان يكون هناك عملية منفتحة تقوم على توقع ان جورجيا واوكرانيا سوف تمضيان سنوات طويلة في حل قضايا امنية حيوية في الاستقرار ووحدة الاراضي والقدرة المؤسسية وحل الصراعات المتجمدة قبل اتخاذ قرار سياسي بالسعي للحصول على عضوية الناتو.كما لا يجب بأي حال من الاحوال الاضرار بالمصالح الروسية جراء إقامة علاقات اوثق بين الناتو وجيران روسيا.وعلى مر الوقت فإن اوكرانيا وجورجيا يمكن ان تصبحان اكثر استقرارا واكثر تقدما.بشكل ثابت فإن البلدان في عملية بناء علاقات أوثق مع الناتو تجد انها تستطيع ان تنزع سلاحها بشكل امن وتكرس مزيد من طاقاتها للحل المشترك للصراعات مع الجيران.وفي النهاية فإن علاقات اوثق بين اوروبا واوكرانيا وجورجيا يمكن ان تقرب روسيا بشكل اكبر مع اوروبا ويمكن ان تجعل الحوارات المطلوبة مع روسيا عن الديمقراطية والطاقة اكثر سهولة. \r\n السلام الاوروبي الثالث في المتناول والرابع يمكن وضعه على المسار من خلال القيام بالاجراء المناسب في قمة بوخاريست. أما إذا سوفنا فإننا يمكن ان نثير الشكوك فيما تسعى اليه اميركا وفي قوة ووحدة اوروبا التي يتم بنائها امام اعينا. \r\n \r\n بروسي جاكسون \r\n رئيس مشروع الديمقراطيات الانتقالية.خدمة لوس انجلوس تايمز واشنطن بوست خاص ب(الوطن). \r\n