وتجد اسلام اباد نفسها تحت مجهر الاسرة الدولية وعلى الاخص واشنطن التي تعتبرها حليفا اساسيا لها في \"حربها على الارهاب\"، وسط مخاوف كبيرة في العالم حيال المنحى الذي تتخذه الاحداث في الدولة الاسلامية الوحيدة التي تملك القنبلة النووية. \r\n \r\n \r\n وكان الرئيس برويز مشرف الذي استولى على السلطة قبل ثماني سنوات في انقلاب عسكري ابيض، تحول الى احد اقرب حلفاء واشنطن بعد اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001. \r\n \r\n \r\n وما عزز موقعه هو النجاح الاقتصادي الذي تمكن من تحقيقه الى حد ما والذي لم تتضمنه حصيلة سلفيه رئيسي الوزراء السابقين بنازير بوتو ونواز شريف اللذين يتزعمان اليوم المعارضة. \r\n \r\n \r\n غير ان الوضع تبدل بشكل مفاجئ في اذار/مارس 2007 حين حاول مشرف اقالة رئيس المحكمة العليا، ما اثار موجة تظاهرات غير مسبوقة خلال ثماني سنوات وتفاقمت الازمة حين قدم طعنا امام القضاء في اعادة انتخابه بالاقتراع غير المباشر في السادس من تشرين الاول/اكتوبر. \r\n \r\n \r\n وازاء تهديد المحكمة العليا بابطال انتخابه، عمد الرئيس في الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر الى فرض حال الطوارئ وفي اليوم التالي استبدل اعضاء المحكمة العليا المعارضين له فعين مكانهم اعضاء موالين له وفي 22 تشرين الثاني/نوفمبر صادقت هذه الهيئة على اعادة انتخابه. \r\n \r\n \r\n \r\n وتحت وطأة ضغوط دولية مكثفة، رفعت حال الطوارئ في 15 كانون الاول/ديسمبر عشية افتتاح حملة الانتخابات التشريعية والمحلية المقررة في الثامن من كانون الثاني/يناير. \r\n \r\n \r\n وان كانت المعارضة تندد مسبقا بعمليات تزوير انتخابي، الا انها تخلت عن تهديدها الرئيسي الذي كان يثير مخاوف مشرف على ما يبدو وهو مقاطعة الانتخابات ومن المرجح ان تتوجه الى صناديق الاقتراع مشرذمة بفعل خلافات كبيرة في وجهات النظر في صفوفها. \r\n \r\n \r\n ولم يتمكن شريف وبوتو الخصمان السابقان في التسعينات اللذان سمح لهما مشرف خلال العام المنصرم بالعودة من المنفى، من التوصل الى توافق يفضي الى موقف موحد. \r\n \r\n \r\n ولم تتحسن صورة المعارضين لدى الباكستانيين بفعل الفساد الذي طبع عهديهما والمفاوضات التي سبقت عودة كل منهما الى البلاد لقاء وقف الملاحقات بحق شريف وابرام اتفاق لتقاسم السلطة مع بوتو والعفو عنها. \r\n \r\n \r\n ولا يزال الغموض يخيم على النتائج المتوقعة لهذه الانتخابات ويطلق الخبراء السياسيون والدبلوماسيون تكهنات متعارضة بهذا الصدد. \r\n \r\n \r\n فاما ان تعمد اوساط مشرف الى عمليات تزوير ليتمكن من الاحتفاظ بالسلطة ومن المحتمل عندها ان ينزل الباكستانيون بكثافة الى الشارع، واما ان يعقد تحالفات. \r\n \r\n \r\n وفي هذا الاطار طرحت مجددا بعد رفع حال الطوارئ فرضية ظلت لوقت طويل مرجحة وهي ان يعقد مشرف تحالفا مع بوتو تتولى بموجبه رئاسة الحكومة وفق تشكيلة للسلطة تحظى بتاييد صريح من الولاياتالمتحدة التي تعتبرها الحصانة الوحيدة في وجه الاسلاميين. \r\n \r\n \r\n اما السيناريو الاخير الذي يطرحه صحافيون وهو الاكثر تشاؤما، فيتوقع في حال تزايد مخاطر حصول فوضى في البلاد ان يتخلى الجيش عن مشرف بموافقة الولاياتالمتحدة ويحمل جنرالا جديدا الى السلطة، وهو امر لن يكون مستغربا في بلد يبلغ عدد سكانه 160 مليون نسمة وعاش اكثر من نصف عمره منذ تأسيسه قبل ستين عاما تحت سلطة جنرالات انقلابيين والنصف المتبقي في ظل حكومات مدنية يوجهها العسكريون. \r\n \r\n \r\n ويبقى الهم الاكبر بالنسبة لواشنطن قيام باكستان مستقرة تواصل الحملة ضد المتطرفين الاسلاميين القريبين من القاعدة وطالبان، ولا سيما بعدما حذر تقرير صدر عن الاستخبارات الاميركية في تموز/يوليو 2007 من ان التنظيمين الاسلاميين اعادا تشكيل قواهما في المناطق القبلية شمال غرب باكستان من حيث عادا يهددان الولاياتالمتحدة. \r\n \r\n \r\n واعلن اسامة بن لادن \"الجهاد\" على مشرف ونظامه فيما هدد قائد مقرب من طالبان بحسب الصحف الباكستانية بانه سيبذل كل ما في وسعه لمنع اجراء الانتخابات. \r\n \r\n \r\n ويشتبه بان هذا القائد يتزعم جيشا من الانتحاريين نفذ العمليات التي ادمت البلد خلال العام المنصرم. \r\n \r\n \r\n وسجل عدد غير مسبوق من الاعتداءات خلال العام 2007 نفذ غالبيتها الكبرى انتحاريون واوقعت حوالى 700 قتيل. \r\n \r\n \r\n