\r\n واضاف ميدفيديف قائلا\"اعتقد انه من الاهمية بمكان لهذا البلد ان يحتفظ بفلاديمير بوتين في منصب قيادي في السلطة التنفيذية وهو رئيس الوزراء. فهو يقود اكبر حزب سياسي في روسيا وهو روسيا موحدة الذي حقق فوزا كاسحا في انتخابات الدوما. ويمكن للسلطتين التشريعية والتنفيذية الجديدتين الا تعملان بشكل جيد بدونه\". \r\n فكرة عدم قدرة النظام على العمل بدون بوتين صارت فكرة مبتذلة. ففي الحقيقة لا شيء يمنع السلطات من القيام بمهامها بشكل جيد الان وسوف يكون من الصعب وجود ذلك في وقت لاحق.وربما تعني العبارة شيئا اخر وهو الرغبة في تعزيز رابطة الولاء القوية من خلال منح زعيم الحزب منصب رئيس الوزراء. ولكنه من الناحية الثانية فإن السلطتين التشريعية والتنفيذية تعملان بشكل اكثر سلاسة حتى من قبل بوتين. \r\n اذاً فإن روسيا متيقنة بشأن من سيتولى رئاسة الحكومة. فهل يعني ذلك ان النظام الحاكم سيكون بالتأكيد هو نفسه بعد الانتخابات الرئاسية في 2 مارس 2008؟ من الصعب ان يكون الامر كذلك. \r\n على الرغم من ان بوتين اعلن اكثر من مرة انه لا يستبعد احتمالات ان يصبح رئيسا للوزراء فإن لدي انطباع بان اطباء الادارة الروس ينهمكون في البحث عن افضل المخارج من الازمة التي يمكن ان تقع مع نهاية رئاسة بوتين. ولقب\"زعيم وطني\"الذي تم منحه له غامض بشكل كبير في الوقت الذي يكون فيه منصب رئيس الوزراء عمليا تماما. ومع ذلك فإن هناك معوقات او عراقيل واضحة هنا ايضا. \r\n حيث لا يمكن لقيادة البلد ان تقوى على تجاهل كيف تتابع عن كثب محطات التلفزة عملها. تخيل بثا حيا لاجتماع الحكومة المعتاد في يوم الاثنين في الكرملين والرئيس المستقبلي يترأس هذا الاجتماع والوزراء الرئيسيين والمسئولين التنفيذيين الرئاسيين حاضرين. سوف يجلس ميدفيديف في الوسط ويكون بوتين بصفته رئيس الوزراء على يمينه. مجرد صورة لبوتين يستعرض انجازاته! \r\n أو تقرير تلفازي بشن اجتماع وجها لوجه بين الرئيس ورئيس الوزراء - يدخل بوتين حاملا حقيبة مملوءة بالأوراق والاجابات على اسئلة الرئيس. \r\n حقيقي ان كاميرات التلفاز يمكن ان تتجنب الوضع المحرج من خلال تغيير شكل التطورات او التحديثات في الكرملين. لكن ماذا سيكون بشأن وجود المراسلين في الاجتماعات الحكومية يوم الخميس. ويمكن للمؤتمرات في مكتب الرئيس ان يكون لها نفس المصير. مع ذلك فقد يبدو من الغريب ان عمل قادة الدولة لا يتم تأريخه بشكل معتاد في نظام سياسي قائم على الظهور الدائم بمظهر الرعايه الابوية للسكان. \r\n بالطبع فإن هيكل السلطة ربما يتغير بشكل تام والتغطية التلفازية معه اذا جعلت التعديلات الدستورية روسيا جمهورية برلمانية برئيس يكون دمية وألعوبة. غير انه يبدو ان هذا النظام غير محتمل تماما في روسيا لأنه يسير في عكس اتجاه العقلية الشعبية العامة والتقاليد السياسية الوطنية. \r\n اخيرا وليس بآخر على الرغم من ان بوتين حصيف في الشئون الاجتماعية-الاقتصادية الحالية،الا انه يبدو غير راغب فيها بشكل كبير. حيث ان لديه ميولا اكبر تجاه السياسة الخارجية ولا سيما الجغرافيا السياسية. فهو في اوج قوته للترويج للمصالح الاستراتيجية للاقتصاد الوطني لروسيا. فقط انظر الى لقطة له وهو يصغي للوزراء في الوقت الذي يعلنون فيه بتوعك عن شيء ما يعاني من عجز في التمويل او شيء اخر خلاف جدول الاعمال. لقد سار على هذا النهج ورسخه منذ زمن بعيد. \r\n من المحتمل ان تكون التوقعات ببوتين رئيسا للوزراء هي مجرد شيء يتم عرضه على الدولة الروسية لتجد شيئا ما تخوض فيه قبل 2 مارس المقبل. او ان ذلك جزء من عملية اعادة تنظيم كبرى لما ستكون عليه روسيا. \r\n غير انه من الناحية الأخرى فإن بوتين لن يستقيل بشكل حقيقي. واعني انه لن يتخلى عن السيطرة على نظام السلطة المستقبلي الذي خوله به اقتراع 2 ديسمبر الجاري. ومن ثم فهل لكل هذه الجلبة اي معنى؟ \r\n \r\n اندريه فافرا \r\n معلق سياسي في وكالة الانباء الروسية. \r\n خدمة ام سي تي خاص ب(الوطن).