\r\n \r\n إنني أشير إلى بي نظير بوتو, الزعيمة السياسية الباكستانية الموجودة في المنفى والتي كانت في وقت من الأوقات واحدة من أكبر القيادات النسائية البارزة في العالم. ويقال إنها تتفاوض حاليا مع الرئيس الباكستاني برويز مشرف حول ما إذا كان يمكنها العودة إلى الوطن والمشاركة في السلطة. \r\n وبوتو ليست قديسة .. ففترتا حكمها كرئيسة للوزراء كانتا مليئتين بالفساد وخيبت آمال كثيرين كانوا معجبين بها. ولكن مسألة ما إذا كانت هي ومشرف يمكنهما إبرام اتفاق أو صفقة قد تحدد ما إذا كانت باكستان يمكن ان تواجه تهديدا متزايدا من الإسلاميين. وهذا التهديد يؤثر على أميركا أيضا. \r\n إن مشرف, وهو حليف مقرب للولايات المتحدة لديه رؤوس نووية, يواجه تحديا شديدا من \" المتشددين الإسلاميين \". وفي إسلام أباد, اقتحم جنوده مؤخرا المسجد الأحمر لإزالة المسلحين الذين كانوا يحاولون فرض حكم الشريعة على المدينة. وكرد انتقامي, قام الإرهابيون بتنفيذ العديد من التفجيرات الانتحارية. \r\n وفي الوقت نفسه, تعد باكستان قاعدة محتملة لأسامة بن لادن. ويذكر تقرير الاستخبارات الوطنية الأميركية المنشور حديثا أن ملاذ أسامة بن لادن الآمن ليس هو العراق. ف \" القيادة العليا \" للجماعة و\" القائمون على العمليات\" متحصنون في المناطق الجبلية والقبائلية الوعرة في شمال شرقي باكستان على الحدود مع أفغانستان. وتلجأ \" طالبان \" الأفغانية أيضا إلى هناك وتقوم بشن هجمات عبر الحدود على بلدها. \r\n إن مشرف واقع أيضا تحت ضغط شديد وهجوم من حركة الطبقة الوسطى التي تشمل المحامين والمهنيين الآخرين. وهم يجب أن يكونوا حلفاءه الطبيعيين في الحرب ضد \" الإسلاميين \". ولكن مشرف - الذي استولى على السلطة في انقلابٍ - قد تلاعب في انتخابات متعاقبة, كما أن المعارضة ضجت بالحكم العسكري المستمر. \r\n وتلك المعارضة تدعم موقفها مؤخرا عندما أظهرت المحكمة العليا في باكستان قدرا كبيرا مذهلا من الاستقلال وحكمت ضد جهود مشرف لوقف قاضي القضاة افتخار شودري عن العمل. لقد كان شودري هو العقبة المحتملة أمام محاولة مشرف ضمان إعادة انتخابه كرئيس لباكستان في نفس الوقت الذي يحتفظ فيه بقيادة الجيش. وهذا الدور المزدوج من المحتمل أن يواجه تحديا من المحكمة. \r\n ويعتقد كثير من الباكستانيين عميقي الفكر أن \" الإسلاميين \" يمكن أن يواجهوا تحديا فقط إذا تحالف مشرف مع الأحزاب السياسية المدنية ضدهم. وذلك يمكن أن يعني السماح بعودة بوتو والزعماء السياسيين المدنيين المنفيين الآخرين. \r\n وقد يبرم مشرف اتفاقا أو صفقة للحفاظ على السلطة لفترة في مقابل خلع زيه العسكري واستعادة الحكم المدني. وكما كتب نجم سيثي, المحرر الشهير في صحيفة \" فرايداي تايمز \" بلاهور, في جريدة \" وول ستريت جورنال \" يقول : \" إن تحالفا انتقاليا للمؤسسة العسكرية مع العناصر الأكثر تقدما وعلمنة في البلد هو الحاجة المطلوبة في الوقت الحالي\". \r\n ومثل ذلك التحالف حيوي ومهم في مواجهة الإسلاميين داخل باكستان, وكذلك مواجهة \" القاعدة \". ولا يوجد خبير بالشأن الباكستاني ممن تحدثت معهم يعتقد أن هناك خطرا مباشرا وشيكا من استيلاء الإسلاميين على البلد. فمشرف قد طهر الجيش. كما أن الإسلاميين لم يحصلوا قط على أكثر من نسبة مئوية صغيرة من الأصوات على المستوى الوطني. \r\n ولكن زحف \" الأسلمة \" يمثل تهديدا خطيرا على مدى العقد الزمني القادم. وكتب سيثي يقول \" إن هناك أكثر من 20.000 مدرسة دينية تسيطر على أكثر من مليون طالب غاضب عبر البلد\" . وهذا , بالرغم من تعهد أميركي , بعد 11/9 , لمساعدة باكستان في إصلاح نظامها التعليمي المعطوب. \r\n إن مشرف والجيش لم يأخذا قط التهديد الإسلامي الداخلي مأخذ الجد بما فيه الكفاية. وعلاوة على ذلك, فإن الجيش يستخدم الإسلاميين الراديكاليين كمورد للقتال ضد الهند للسيطرة على كشمير. \r\n والسؤال المطروح بشدة الآن هو ما إذا كان اقتحام المسجد الأحمر يعني أن مشرف يفهم أن الإسلاميين يهددونه مباشرةً. والإجابة ليست واضحة بعد. \r\n لقد سألتُ الصحفي الباكستاني الشهير أحمد رشيد عما إذا كانت العودة إلى الحكم المدني من شأنه أن يمكن باكستان من طرد \"القاعدة \" من أراضيها. فما الذي سيحدث إذا حاولت الولاياتالمتحدة إرسال جنود إلى باكستان, كما أشار البيت الأبيض مؤخرا إلى إمكانية ذلك؟ \r\n يجيب رشيد بسرعة \" ليس ردا دمويا بالنسبة للولايات المتحدة أن تدخل في إقليم وزيرستان الحدودي.. لا بد من أن يكون هناك حل سياسي. من الضروري والحيوي حشد الأمة ضد \" الإسلاميين \" وأن تكون هناك حكومة مدنية تفعل ذلك. \r\n ويضيف : \" إن الناس ضد ذهاب الجيش الباكستاني إلى هناك لأن هذه الحكومة ليس لديها شرعية. فهي تُرى على أنها تذهب إلى هناك بناء على طلب أميركي. نحن نحتاج حكومة يمكنها أن تقول \" هذا من أجل باكستان\". \r\n إن عودة بوتو يمكن أن تساعد باكستان في مواجهة \"الإسلاميين\" و\"القاعدة\". ويجب أن يشجعها البيت الأبيض - وكذلك مشرف - للوصول إلى مثل تلك النتيجة. \r\n \r\n ترودي روبين \r\n كاتبة عمود وعضو هيئة تحرير صحيفة \" فيلاديلفيا إنكويرر \" الأميركية \r\n خدمة \" إم سي تي \" - خاص ب\" الوطن \"