والواقع هو أن أزمة اللاجئين في تصاعد مستمر، يوما بعد يوم. فتشهد شوارع ضواحي العاصمة صفوف الحافلات التي أجرها العراقيون للفرار من بلادهم. وتقدر مفوضية الأممالمتحدة لإغاثة اللاجئين أن ألف عراقي، على الأقل، يدخلون سورية، يوميا. \r\n \r\n \"أنا أنظر إلى الموضوع كالاتى: هنا الآن المزيد من المستهلكين، وراج المال، وهذا جيد للاقتصاد\"، حسبما قال لوكالة \"آي بى اس\"، عمري الحلبي، 35 سنة، صاحب متجر للحلويات في سوق الحميدية، وهو الذي أقر في الوقت نفسه أن الأسعار ارتفعت إلى حد ما نتيجة لتوافد اللاجئين. \r\n \r\n ربما لهذا السبب، أي ارتفاع الأسعار، هنالك البعض الذين لا يشعرون بالارتياح. فيقول عادل الجبه، 74 سنة، صاحب متجر بهارات، \"الأسعار ترتفع، كل شيء يرتفع. سعر البيت الذي كان 15 مليون ليرة، صار الآن 40 مليون ليرة\". \r\n \r\n ويعتقد الجبه أن اللاجئين أغنياء \"فهم يدفعون السعر الذي يطلبه الملاك ومكاتب العقارات. يمكنك أن تحصل منهم على السعر الذي تريده\". وربما أراد بذلك التنويه إلى ممارسات بعض الملاك ورجال الأعمال انطلاقا من أن العراقيين في حالة من اليأس تدفعهم إلى دفع أي ثمن مقابل مكان آمن. \r\n \r\n وفى حديث ل \"آي بى اس\" قال ادهم ماريني، المعاون الاعلامى بمكتب مفوضية اللاجئين في دمشق، أن المفوضية تعمل مع الحكومة السورية والهلال الأحمر وغيرها لمساعدة الأعداد المتزايدة من اللاجئين العراقيين. \r\n \r\n وأفاد بأن المفوضية تفتقر إلى الموظفين والموارد المالية اللازمة، وأعرب عن أمنيته أن يترتب على مؤتمر الطوارئ المقرر عقده في جنيف في 16 و17 أبريل، الحصول \"على مساعدات لأنهم (اللاجئون العراقيون) يواجهون الكثير من المعاناة... إنهم في حالة يأس تام\". \r\n \r\n كما وصفت صحيفة البعث الحكومية الوضع في سورية بأنه \"أزمة حقيقة\" واشتكت من ارتفاع أسعار الطعام والإيجار نتيجة لهذا التدفق الضخم، حيث يمثل اللاجئون العراقيون الآن نحو 8 في المائة من تعداد سورية البالغ 18 مليون نسمة. \r\n \r\n ورغم الشكاوى من ارتفاع الأسعار، الواقع أن السوريين يتعاطفون مع اللاجئين ويلومون الحكومة الأمريكية أكثر من اللاجئين أنفسهم. فيقول عدنان، 51 سنة، أن الرئيس الأمريكي جورج بوش \"هو المسئول عن كل هذا. لقد حرق الشرق الأوسط وتسبب في كل هذه المعاناة. نحن ندعم العراقيين هنا، لكن الذنب ذنبه\".(آي بي إس / 2007)