\r\n \r\n حيث الاخيرة تحصل على دفعة كبيرة لتنميتها من خلال تحويلات المهاجرين التي يرسلونها إلى أوطانهم في الوقت الذي لا تحصل فيه الدول المستقبلة على دفعة فقط في تعزيز إنتاجيتها بل ايضا دافع لاقتصادها ككل لان المهاجرين هم مستهلكون كما انهم منتجون ايضا. \r\n والشيء غير الملموس بشكل كبير وان كان على قدر من الاهمية هو المنافع التي تحصل عليها الدولة المستقبلة من سكان متنوعين ثقافيا بينهم عدد كبير من الاشخاص واسعي الحيلة الذين لهم علاقات بأجزاء اخرى من العالم.وبنفس القدر من الأهمية هناك المنافع التي تحصل عليها الدولة المرسلة من المهاجرين في العالم الشمالي الغني والذي يصبح اعداد من هؤلاء المهاجرين الناجحين مستثمرين في- ومدافعين عن - وطنهم الام السابق.وكثير من مثل هذه الدول تجعل من السهل على المهاجرين وذرياتهم الاحتفاظ بجنسية مزدوجة.ومع ذلك فإن كثيرا من الاشخاص في كل من اوروبا واميركا الشمالية ينظرون إلى موجة الهجرة الحالية بوصفها ازمة كبيرة.وفي الحقيقة فانهم يبذلون ما في وسعهم بغية ايقافها.حيث يتم بناء الاسياج الضخمة ليس على طول الحدود بين الولاياتالمتحدة والمكسيك فحسب بل ايضا على الحدود الاسبانية-المغربية.وهناك حراسات أمنية مكثفة على الحدود الشرقية للبحر المتوسط والاتحاد الاوروبي وغني عن الاشارة المطارات الاوروبية. \r\n ان العالم الشمالي يجب ان يكون ممتنا للمهاجرين الذين يستمرون في المجيء إليه والذين غالبا ما يدفعون رسوما باهظة للمهربين ويخاطرون بأنفسهم في قوارب صغيرة وغير مأمونة او في صناديق مغلقة في الشاحنات. وهم يشكلون الجيش الكبير لما يطلق عليهم \"غير الشرعيين\" الذين ينظفون المكاتب ويغسلون الصحون في المطاعم ويرعون كثيرا من الاطفال والاقارب المسنين.وليس لهؤلاء في الواقع أي حقوق لانهم لايستطيعون تحدي سوء المعاملة من قبل أصحاب العمل واصحاب الارض دون أن يخاطروا بترحيلهم. وينجح أغلبنا في البلدان الأكثر غنى في تجاهل ذلك وإن كان ليس علينا فعل ذلك. \r\n إذ كيف لمجتمع ان يعلن عن شيء ما بانه غير شرعي في الوقت الذي يستفيد منه كل يوم ويعتمد عليه في الواقع فهذا ليس غير اخلاقي فقط بل انه مشوش او متناقض ايضا.حيث يدفع ذلك إلى أن يفقد القانون سمعته الجيدة ويتخلى بشكل فعلي عن السيطرة على سياسة الهجرة لصالح المهربين والمتاجرين في البشر. \r\n يظهر المهاجرون حاليا في أعداد كبيرة في بلدان أو ولايات ليست معتادة عليهم.فلدى اسبانيا- التي كانت قبل 10 سنوات لاتزال بلد هجرة صافية- 4.5 مليون مهاجر وهو أكبر رقم لأي دولة غير الولاياتالمتحدة.في كثير من البلدان مثل اسبانيا حيث باتت الهوية الوطنية محل نقاش يذكر كثيرون انها متوقفة على توافق وتكيف المهاجرين.غير ان الهوية ليست خالدة اولا تتغير.فالاميركيون والاوروبيون الان مختلفون في كثير من الحالات عن اولئك الذين حاربوا في الحرب العالمية الثانية.واستيعاب او احتواء المهاجرين هو احد عناصر التغيير ولا يمكن ان تكون عملية من اتجاه واحد.وربما يجد الاميركيون انه من السهل عليهم تحقيق ذلك لان الولاياتالمتحدة دولة تشكلت بشكل واع من خلال موجات متلاحقة من المهاجرين ولديها مجموعة جاهزة من الاشارات والرموز التي يجتمع عليها مواطنون ذوي اصول مختلفة.اما في اوروبا فعلى العكس فان التعبيرات العامة عن النزعة الوطنية تمضي قدما لان الاوروبيين يتذكرون النزعات القومية التي تسببت في الحربين العالميتين.وايضا فان نسبة كبيرة من المهاجرين في اوروبا اتت من بلدان اسلامية.واعمال العنف من قبل متطرفين-تفجيرات لندن وقتل ثيو فان جوخ في هولندا-واعمال الشغب غير الدينية بشكل تام من قبل عناصر شابة معزولة ومهمشة في فرنسا قد دفعت كثير من الاوروبيين الى التخوف من سيطرة الاسلاميين على مجتمعاتهم والتساؤل عما اذا كان من الممكن للمسلمين ان يكونوا اوروبين ام لا.غير ان ذلك التساؤل قد تاخر كثيرا او فات اوانه كما يقول طارق رمضان المدافع المعروف عن اسلام اوروبي متحضر او معتدل.وذلك لان ملايين المسلمين قد ولدوا داخل الاتحاد الاوروبي ونموا وكبروا كاوروبيين بالفعل.وليس من مصلحة احد ان يجعل هؤلاء يشعرون بانهم غير مرغوب فيهم. \r\n \r\n أدوارد مورتيمر \r\n كاتب خطب سابق للأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي أنان ونائب رئيس سالزبورغ سيمنار.خدمة انترناشيونال هيرالد تريبيون-نيويورك تايمز خاص ب(الوطن).