\r\n \r\n وعلى ما يبدو فإن الشخص المتحذلق الذي كتب تلك الرسالة يفترض الآن أنه بالإشارة إلى عمليات تعذيب السجناء على يد قوات المارينز سوف يضفي قدرا من المصداقية على ادعاءاته . \r\n حسنا ، ولم لا ؟ فبعدما شهده أبوغريب وغوانتانامو وعمليات تسليم المشتبه بهم التي تمت بطرق غير طبيعية والمواقع السوداء بات كثير من الناس يؤمنون يقينا بصورة الأميركي المحب للتعذيب وبالفعل فقد لقي 100 معتقل على الأقل حتفهم خلال تواجدهم داخل مراكز الاعتقال الأميركية في العراق وأفغانستان بالإضافة إلى تعرض الكثيرين إلى صنوف الضرب والإهانة والانتهاكات كما لا تزال عمليات تسليم المشتبه بهم تتم إلى أجهزة الاستخبارات في دول صديقة في الشرق الأوسط وعلى الرغم من أن الغالبية العظمى من أفراد القوات المسلحة والمسئولين الأميركيين يلتزمون بروح ونص القوانين الأميركية والدولية إلا أن مثل تلك الانتهاكات قد أجيزت من قبل مسئولين من بين أعلى القيادات في الحكومة الأميركية . \r\n وفي نوفمبر 2001 قال 71% من الأميركيين : إنهم لا يؤيدون السماح للحكومة باستخدام التعذيب ضد المشتبه بهم وعندما انتشرت الصور الخاصة بالتعذيب في سجن أبوغريب في ربيع 2004 كان تعامل وسائل الإعلام الأميركية معها على أنها فضيحة وكانت محقة في ذلك . \r\n وفي أكتوبر 2005 صوت مجلس الشيوخ ب 99 مقابل 9 لصالح تشريع تبناه السيناتور جون ماكاين يحظر المعاملة غير الإنسانية للمعتقلين إلا أنه وخلال العام الماضي كان يبدو أننا قد فقدنا شعور الغضب السابق الذي انتابنا فقد تم إدانة عدد من الأشخاص لمشاركتهم في ارتكاب الانتهاكات في أبوغريب وفي أماكن أخرى إلا أن السمكة الكبيرة ما تزال حرة تمارس نشاطها. \r\n وفي سبتمبر دافع الرئيس بوش في حديث له عن استخدام وسائل بديلة خلال عمليات الاستجواب والتحقيق وبعد ذلك بفترة وجيزة كشف استطلاع للرأي عن تدني المعارضة لاستخدام التعذيب إلى 56% وفي أكتوبر مرر الكونغرس قانون عسكري يجيز استخدام الشهادات القسرية خلال محاكمات من يشتبه أنهم من المقاتلين الأعداء إلى جانب أن القانون قصر صلاحية المحاكم الأميركية على التحقيق في ادعاءات الانتهاكات . \r\n وأصبح تلقي الأخبار عن عمليات التعذيب يجري في تثاقل وتثاؤب ففي 31 يناير أصدر الادعاء الألماني مذكرة اعتقال بحق 13 من عملاء السي آي إيه لتورطهم في اختطاف خالد المصري وهو مواطن ألماني تم اقتياده إلى أفغانستان لإخضاعه لاستجواب قصير ثم تركته السي آي إيه في ألبانيا بعد أن أدرك عملاؤها أنهم أخذوا الشخص الخطأ وفي 16 فبراير وجهت محكمة إيطالية اتهامات إلى 26 من عملاء الاستخبارات الأميركية ومقاولين باختطافهم إمام مسلم واقتياده إلى مصر حيث تعرض هناك للتعذيب على حد قوله. \r\n المفترض أن مثل تلك الأخبار التي تتعلق بطلب اثنين من حلفائنا الأوروبيين اعتقال عملاء تابعين للحكومة الأميركية كان يجب أن تثير زخما واسعا ومتابعة مكثفة إلا أن ما حدث هو أن هذه الأخبار قد توارت عن الصفحات الأولى لتتصدرها أخبار آنا نيكول سميث وأخبار أخرى أكثر إلحاحا تتعلق بالأمن القومي الأميركي! \r\n وإذا كان القارئ بحاجة إلى مزيد من الأدلة على أن الرأي العام الأميركي قد أصابته حالة من الفتور والتبلد فيما يتعلق بالتعذيب يمكنه تبين ذلك من برنامج \r\n \"24\" لدراما الحركة والإثارة على محطة فوكس حيث قدم عرضا تضمن 67 مشهدا من مشاهد التعذيب الذي استخدمه عملاء مكافحة إرهاب أميركيين \r\n \"أبطال\" لقد مضى بنا وقت طويل منذ أن وقف جون وينتروب أول حاكم لولاية ماساشوستس وخاطب المستعمرين في أربيلا قائلا : يجب علينا أن نتذكر أننا نعيش في مدينة فوق هضبة عالية وأن الناس سوف يرنون إلينا بأبصارنا فإذا أخفقنا في أن نكون على مستوى تلك المعايير السامية التي ارتضيناها لأنفسنا فسوف نكون حكاية يتندر بها الناس في أنحاء العالم وقد صدق تنبؤ وينتروب علينا الآن تماما ولنسأل أصحاب الرسائل الإلكترونية المخادعة. \r\n \r\n روزا بروكس \r\n أستاذة بمركز القانون جامعة جورج تاون \r\n خدمة لوس انجلوس تايمز وواشنطن بوست خاص بالوطن