اكد محللون الثلاثاء ان الولاياتالمتحدة قدمت تنازلات كبيرة لابرام اتفاق مع كوريا الشمالية للحد من برنامجها النووي وذلك من اجل التغطية على اخفاقات سياسات واشنطن الخارجية في اماكن اخرى من العالم. \r\n \r\n وقال المحللون ان الرئيس الاميركي جورج بوش الذي يواجه كونغرس معارضا وسلسلة من الانتكاسات الدبلوماسية العالمية في ايران والعراق، يحتاج الى تسوية المشكلة الكورية الشمالية. \r\n \r\n وقال بريان برديجز المحلل السياسي في جامعة لينغنام في هونغ كونغ ان احد العوامل الرئيسية التي سهلت التوصل الى اتفاق نووي كان السياسة الداخلية الاميركية وخاصة النصر الذي حققه الديموقراطيون في الانتخابات التشريعية النصفية في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي. \r\n \r\n وقال برديجز \"ان موقف بوش داخل البلاد هو الاضعف على الاطلاق، ومع تصاعد التوتر في الشرق الاوسط وبشان العراق وايران، فانه يتطلع الى تحقيق بعض النجاح الدبلوماسي\". \r\n \r\n وقد منحت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس بعض المرونة للمفاوض الاميركي كريستوفر هيل للتوصل الى اتفاق من خلال تسوية في المحادثات السداسية في بكين، حسب برديجز. \r\n \r\n واضاف ان بوش، الذي وصف كوريا الشمالية بانها من دول \"محور الشر\" اضافة الى ايران والعراق ابان حكم الرئيس السابق صدام حسين، منح الجانب الاميركي في المفاوضات الصلاحية بان يعرض على كوريا الشمالية اجراء محادثات ثنائية لمناقشة احتمال اقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين. \r\n \r\n وكان من بين بنود الاتقاق الذي اعلن الثلاثاء البدء في محادثات ثنائية بهدف اقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين. \r\n \r\n كما وافقت الولاياتالمتحدة كذلك خلال المحادثات السداسية على \"بدء عملية\" شطب كوريا الشمالية من قائمة الدول الراعية للارهاب. \r\n \r\n وكان بوش يتمسك بموقف متشدد برفض مكافأة التصرفات السيئة ورفض اجراء محادثات مباشرة مع بيونغ يانغ. \r\n \r\n وقال بريدجز \"من الواضح ان بوش خفف موقفه\". \r\n \r\n وفي الوقت ذاته فقد اظهر الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-ايل مرونة بهدف الحصول على مساعدات الطاقة في الوقت الذي تواجه فيه بلاده الفقيرة شتاء قاسيا اخر، وبعد ان باتت بلاده تعاني من اثار العقوبات الدولية، واصبحت تواجه تهديدات متكررة بان الوقت اخذ ينفد لاجراء المفاوضات. \r\n \r\n وبموجب الاتفاق المعلن الذي تم التوصل اليه بعد نحو اربع سنوات من المحادثات السداسية المتقطعة والتي تشارك فيها كل من الكوريتين والصين واليابان وروسيا والولاياتالمتحدة، فقد تعهدت كوريا الشمالية بالبدء باغلاق منشاتها النووية والسماح بعودة المفتشين الدوليين خلال 60 يوما مقابل الحصول على مساعدات الطاقة وغير ذلك من المزايا. \r\n \r\n وقال هيديش تاكيسادا كبير المحللين في المعهد الوطني لدراسات الدفاع في طوكيو ان الاتفاق يعد نجاحا واضحا لكوريا الشمالية على واشنطن. \r\n \r\n واشار الى ان الاتفاق لم يتطرق الى برنامج كوريا الشمالية لليورانيوم العالي التخصيب الذي اطلق الازمة النووية في تشرين الاول/اكتوبر 2002 عندما اتهمت واشنطن كوريا الشمالية بانتهاك الاتفاق السابق بتجميد مساعيها للحصول على اسلحة نووية. \r\n \r\n واضاف \"وبهذا المعنى، فان الاتفاق يعد مخففا للغاية لان اليورانيوم العالي التخصيب يمثل نحو نصف البرنامج النووي الكوري الشمالي\". \r\n \r\n كما اعرب بعض المحللين عن اعتقادهم بان الاتفاق سيشجع انتشار الاسلحة النووية. \r\n \r\n وقالوا ان ايران سترى في الاتفاق اشارة الى تسريع تطلعاتها النووية باكبر قدر ممكن قبل ان تخضع للضغوط الدولية. \r\n \r\n واوضح بريدجز ان \"الايرانيين يراقبون ما فعله الكوريون الشماليون طوال الاعوام الماضية\". \r\n \r\n واضاف \"واعتقد ان الاتفاق سيجعل ايران ترغب في تحقيق تقدم اكبر لتضمن ان لديها اوراقا اكثر للتفاوض عليها\". \r\n \r\n الا ان كيم سونغ-هان من معهد الشؤون الخارجية والامن القومي الحكومي في سيول وصف الاتفاق بانه مكسب لكافة الاطراف لانه اقوى من الاتفاقيات السابقة التي تم التوصل اليها في اطار المحادثات السداسية في عام 2005.