\r\n \r\n \r\n وتشير السيدة كاسترو إلى المدى الذي يمكن أن تذهب إليه كوبا في مرحلة ما بعد كاسترو على طريق سياسة التحرير الاقتصادي والاجتماعي؛ حيث يُعتقد في وقت تتوارى فيه زعامة الحرس القديم في البلاد، أن الجيل الجديد -وهو مؤلَّفٌ بالدرجة الأولى من أبناء وبنات قادة الثورة الشيوعية عام 1959- يبدي تعاطفاً أكبر مع الإصلاحات الاقتصادية والسياسات الاجتماعية الأكثر ليبرالية. \r\n \r\n والحال أن الخبراء والمراقبين الدوليين يستبعدون تحولاً جذرياً إلى اقتصاد السوق لما ينطوي عليه ذلك من خطر إضعاف إرث البلاد، باعتبارها معقلا للسياسات الشيوعية التقليدية، غير أنهم لا يستبعدون حدوث تطور في المواقف الاجتماعية والتي يتوقعون أن تصبح أكثر ليونة مع مرور الوقت. لكن لا أحد يشك في أن التغيير جارٍ على قدم وساق. وفي هذا الإطار، يقول \"ريتشارد غوت\"، المحلل الأميركي اللاتيني والمراسل السابق لصحيفة \"الغارديان\" اللندنية في هافانا: \"لقد بدأت عملية الانتقال في كوبا، والواقع أن للجيل الجديد دوراً مهماً يضطلع به\"، متوقعاً أن يكون \"كارلوس لاخي على رأس الحكومة الجديدة؛ وهو الذي سيعمل إلى جانب خوليو سوبيرون في البنك المركزي، على رسم مسار اقتصادي جديد\". \r\n \r\n والواقع أن بعض أفكار ابنة راوول كاسترو بدأت تجد صدى لها في سياسات والدها منذ الآن؛ حيث وجه راؤول نداءً إلى الطلبة، في خطاب له بالجامعة، يدعوهم فيه إلى أن \"ينخرطوا بدون خوف في نقاش عام وصريح\"، وذلك حسب ما نقلته صحيفة \"غرانما\" الناطقة باسم \"الحزب الشيوعي الكوبي\". \r\n \r\n وتعد كوبا واحدة من دول أميركا اللاتينية التي تبنت في الماضي سياسات تضيِّق على الشاذين جنسياً؛ غير أن مارييلا كاسترو، والتي هي أيضاً عضو تنفيذي في \"الجمعية العالمية للصحة الجنسية\"، تشدد على أن التمييز في العمل ضد الشواذ والاعتقالات الجماعية بحقهم، باتا شيئاً من الماضي. \r\n \r\n من جهة أخرى، ظهر الكاتب ووزير الثقافة الكوبي \"آبيل بريتو\" على واجهة الأحداث أيضاً، باعتباره فاعلاً مؤثراً في كوبا التي تعيش مرحلة انتقالية. فمنذ انضمامه إلى بيروقراطية الدولة واللجنة التنفيذية للحزب الشيوعي، مازال هذا الوزيرُ المعروف بشعره الطويل، يُظهر عشقاً كبيراً للثقافة واللمسة المشتركة. ورداً على سؤال حول تعارض المصالح الذي يمكن أن يحدث بسبب منصبه كوزير في الحكومة وبين وضعه ككاتب في الوقت نفسه، قال بريتو مازحاً: \"أشعر أحياناً بأنني صاحب شخصية انفصامية، ولكنني أتمنى أن يشعر الفنانون والكتاب بأنني مازلت واحداً منهم\". ويتميز \"بريتو\"، خلافاً للعديد من أعضاء الحكومة، بصراحته أثناء الحديث عن الاتهامات بشأن الرقابة التي تفرضها الحكومة الكوبية على المواقع السياسية على شبكة الإنترنت. وفي هذا السياق، يقول في إشارة إلى المواقع الإلكترونية المناوئة لكاسترو: \"من الوهم الاعتقاد بأننا نستطيع إخفاء كل هذا السيل من المعلومات\"، مضيفاً: \"ولذلك، فالطريقة الوحيدة تكمن في مقارعتها بمفهوم أفضل للحياة\". \r\n \r\n كما دافع \"بريتو\" أيضاً عن اعتقال الكاتب المعارض \"راوول ريفيرو\" عام 2003. وحول هذا الموضوع، قال بريتو: \"إن الكاتب المعارض لم يُعتقل بسبب آرائه، وإنما لأنه تلقى تمويلاً أميركياً ولتعاونه مع بلد حاصر جزيرتنا\"، في إشارة إلى الحظر التجاري الذي تفرضه الولاياتالمتحدة على كوبا منذ 45 عاماً. \r\n \r\n ومن المعروف كذلك عن \"بريتو\" أنه أحد الوزراء القلائل الذين تجرؤوا على تحدي الرئيس؛ حيث يتذكر الكوبيون مشهداً ظهر فيه كاسترو وبريتو جنباً إلى جنب، عاتب خلاله كاسترو وزيرَه بسبب هجرة كثير من الفنانين الكوبيين بحثاً عن العمل في الخارج؛ غير أن \"بريتو\" دافع عن نفسه أمام وسائل الإعلام. كما يتذكر العديدون كيف أن الزعيم اعترف بخطئه واعتذر ل\"بريتو\". \r\n \r\n وتقول \"جوليا سوينغ\"، مديرة الدراسات الأميركية اللاتينية في \"مجلس العلاقات الخارجية\" بواشنطن \"إن بيرتو مهم جداً؛ فقد دافع عن حرية التفكير والتعبير لفائدة الفنانين والكتاب الكوبيين منذ أصبح وزيراً للثقافة\". وفي مقال نشرته في دورية \"فورين أفيرز\"، بعد زيارةٍ طويلة لها إلى كوبا في نوفمبر الماضي، أشارت \"سوينغ\" إلى أن الآمال كبيرة في أن تتقدم البلاد نحو الأمام بعد كاسترو، حيث كتبت تقول: \"إن المسؤولين على جميع المستويات الحكومية الكوبية وفي الحزب الشيوعي الكوبي، واثقون للغاية من قدرة النظام على الصمود بعد رحيل كاسترو\". \r\n \r\n والواقع أن تلك الثقة كانت واضحة وجلية في الخطاب الذي ألقاه راؤول كاسترو أمام الجلسة الافتتاحية للبرلمان الجديد الأسبوع الماضي؛ حيث ناشد رئيسُ البلاد بالنيابة وزراءه -حسب جريدة \"خوبينتود ريبيلدي\"- قائلاً: \"لنُسمِّ الأشياء بأسمائها، ولِنقلْ الحقيقة بدون تبرير، لأننا ضقنا ذرعاً بالتبريرات في هذه الثورة\"! \r\n \r\n توم فوثروب \r\n \r\n مراسل \"كريستيان ساينس مونيتور\" في هافانا \r\n \r\n ينشر بترتيب خاص مع خدمة \"كريستيان ساينس مونيتور\" \r\n \r\n