\r\n \r\n إذا قامت كوريا الشمالية ببيع أسلحة نووية الى أسامة بن لادن أو الى الرئيس الايراني احمدي نجاد يكون على اي منهما أن يتوقع أن تذهب الولاياتالمتحدة الى الاممالمتحدة وتتفاوض لفرض مزيد من العقوبات ؟ وهل إذا نجحت القاعدة في تسريب قنبلة الى داخل الولاياتالمتحدة فإننا قد نستيقظ على كابوس الرئيس الذي رأى فيه أن نباتا ضخما للغاية من عيش الغراب قد ابتلع داخله واشنطن أو لوس انجلوس ؟ فإذا كانت هناك ثمة احتمالات فعلية على أرض الواقع لهذه الافتراضات فإن الولاياتالمتحدة تجازف بوضع نفسها ضحية لكارثة \" فشل الردع \" . \r\n وكان مفهوم الردع وكبح الجماح قد احتل بؤرة الاهتمام في استراتيجية الحرب الباردة والمقصود منه إقناع الخصم أن الثمن الذي سيتحمله جراء اقدامه على خطوات غير مقبولة سوف يتجاوز الى أبعد نطاق ما يسعى لتحقيقه من منفعة له فكيف تسنى للولايات المتحدة أن تمنع السوفيت من احتلال برلين ؟ جاء ذلك عن طريق اقناع القادة السوفيت ان مثل هذا الهجوم سوف يتمخض عن رد مزلزل ومدمر لبلدهم . \r\n والردع الفاعل يتطلب ثلاثة مقومات وهي الوضوح والقدرة والمصداقية. فالوضوح يقصد به الخطوط الواضحة والعواقب التي لا يمكن تحملها ، والمصداقية يفهم منها أنها سمت صاحبها وشعاره الذي يتمسك به فالتدريبات والاتصالات التي قامت بها القوات الأميركية كان الغرض منها إقناع القادة السوفيت أنهم ليس بمقدورهم الإقدام على خطوة التجربة . \r\n وحتى هذه اللحظة فشلت إدارة بوش في ممارسة قواعد الردع ضد كيم جونغ إل ، ولم تجد المطالب الأميركية المتعاقبة ألا يقوم كيم جونغ بإجراء التجربة النووية وألا يجري اختبارات على الصواريخ من تجاوب لدى النظام الكوري الشمالي سوى التحدي والعناد وفي كلتا الحالتين كان بوش يؤكد ان ذلك أمرا لا يمكن تحمله وبعد الضغط عليه لتحديد فحوى كلمة التهديد على وجه الدقة اختار بوش أن يرفض الإجابة وذهب الى القول بأنه لا يعتقد أن أحدا لا يمكن ان يقدم مواعيد قاطعة للديكتاتوريين والمستبدين . \r\n وذهب ستيفن هادلي مستشار الأمن القومي الى أبعد من ذلك عندما ذكر أن الخطوط الحمراء عديمة الجدوى عند التعامل مع كوريا الشمالية وذلك لأن \" الكوريين الشماليين يسيرون الى تلك الخطوط ثم يطأونها ويمرون الى ما وراءها ألا يحتمل أن كيم جونغ بعد ان تحدى بوش والعالم في اقدامه على بناء ترسانة نووية واجراء اختبار على صواريخ بعيدة المدى فانه قد يتخيل أن بمقدوره الآن بيع تلك الأسلحة النووية ؟ \r\n التحدي الأميركي يرتكز على منع وقوع ذلك باقناع كيم انه سيكون مسؤولا عن أي سلاح نووي يكون مصدره من كوريا الشمالية وهذا الامر يتطلب وضوحا ومصداقية حول قدرتنا على تحديد هوية مصدر قنبلة تكون قد انفجرت في واحدة من المدن الأميركية ( بصرف النظر عن طريقة إدخالها ومن الذي سيقوم بذلك) وكذا يتطلب تهديدا يكتسب مصداقية وقابلية أن يكون هو رد الفعل . \r\n فيجب أن يقتنع كيم بالفعل أن خبراء الأسلحة النووية الأميركيين قادرين على تحديد هوية المواد النووية ومصدرها وما إذا كانت قد جاءت بالفعل من مفاعل بوينغ يانغ كما يجب أن يصبح على قناعة تامة انه في حالة وقوع انفجار بقنبلة نووية على الأراضي الاميركية او على أراضي أي من حلفائها فإن الولاياتالمتحدة سوف ترد منتقمة كما لو أن كوريا الشمالية هي التي قامت بمهاجمة الولاياتالمتحدة بصواريخ محملة بأسلحة نووية وبرد فعل شامل يضمن ألا يتكرر مثل ذلك في المستقبل على الإطلاق. \r\n وهنا يمكن للرئيس بوش أن يستفيد من درس تعامل الرئيس جون كينيدي مع أزمة الصواريخ الكوبية ففي عام 1962 عندما قام السوفيت بنصب صواريخ محملة برؤوس نووية في كوبا وعبر البعض عن خشيتهم أن مثل تلك الأسلحة قد تتحول الى ايدي ثوري صغير السن وقتها يسمى فيدل كاسترو وأطلق كنيدي تحذيرا واضحا تمام الوضوح الى نكيتا خروشوف جاء فيه أن سياسة الدولة \r\n ( الولايات التحدة ) هي أنه في حالة اطلاق اي صاروخ من كوبا ضد أي دولة في نصف الكرة الأرضية الغربي فسيتم التعامل معه على أنه هجوم من الاتحاد السوفيتي على الولاياتالمتحدة يتطب ردا انتقاميا واسعا ضد السوفيت وقد أدرك خروشوف حينئذ أن تلك لن تكون سوى حرب نووية. \r\n \r\n مساعد سابق لوزير الدفاع في عهد كلينتون ومدير مركز بيلفير للعلوم والشئون الدولية بكلية الحكم جامعة هارفارد كينيدي. \r\n خدمة واشنطن بوست ولوس انجلوس تايمز خاص بالوطن \r\n غراهام أليسون \r\n