\r\n \r\n \r\n \r\n \r\n \r\n والذي ألاحظه في الحوار الجاري هنا أنه ليس ثمة سوى معسكرين في هذا الموضوع لا ثالث لهما، هما معسكر أنصار الحرب، وأعدائها... ويا له من غباء مفرط! ومهما يكن من أمر، فإنه لا شيء سوى الحقيقة يبقى، وهذا ما يتعين علينا الجهر به. ولذا فإن الحرب على العراق كانت خطأً استناداً على أكثر معايير الخطأ والصواب بداهة: فلو كنا علمنا حينها ما نعلمه الآن عن العراق، لما أقدمنا على شن الحرب عليه مطلقاً في عام 2003. وفي اعتقادي الشخصي أن الكونجرس كان محقاً -بما في ذلك أعضاؤه الديمقراطيون ومنهم هيلاري كلينتون وجون كيري وجي روكفيلر وجون مورثا- في تصويته لصالح شن الحرب اعتماداً على ما وصل إلى علمه، أو ما اعتقد أنه الصحيح عن العراق عام 2003. وللسبب عينه فإنني لأسخر أيما سخرية من مزاعم بعض الديمقراطيين بأنهم خدعوا بما بلغهم من معلومات عن العراق وقتئذ، وأن اقتراعهم لصالح الحرب إنما بني على أكذوبة محضة. \r\n \r\n أقول هنا إن الفشل في العثور على أسلحة الدمار الشامل المزعومة، يشكل جانباً لا يمكن تجاهله من هذه المسألة. غير أن هذا الفشل، كان امتداداً لفشل دولي عام، لم نكن نحن فيه استثناءً ولا حالة شاذة. كما أنه لابد من الإقرار بأن نعت الولاياتالمتحدة لصدام حسين بالمخادع، في أعقاب هجمات الحادي عشر من سبتمبر عليها، كان من أصوب ما فعلته واشنطن حينها. وإلى هنا أصل إلى مقتل الفشل الاستخباراتي الأميركي المتمثل في عجز أجهزتنا ووكالاتنا الاستخباراتية عما يجب فعله إزاء عراق ما بعد صدام حسين. ومن أوجه هذا الفشل، عجز واشنطن عن استقراء احتمال نشوب حرب أهلية محدودة هناك، وبالتالي فهي لم تخطط لمواجهتها ولم تخطر في ذهنها مطلقاً فداحة الثمن والخسائر المعنوية والمادية والبشرية التي طالتها هناك من جراء هذه الحرب. \r\n \r\n ووفقاً لمنطقي القائل بخطأ غزو العراق من حيث المبدأ والأساس، فمن الطبيعي أن يتوقع البعض أن أدعو هنا إلى الانسحاب منه. ولكن ما أفدح الآن هذا الخطأ إن فعلنا. فكما يحذرنا الطبيب من رعونة الإسراع بسحب السكين من صدر ضحية تعرضت للطعن لأن في ذلك ما قد يؤذي أكثر مما يفيد، فإن هناك كثيراً من الأسباب المنطقية والمقنعة جداً، التي تبرر استمرار وجودنا في الوقت الحالي في العراق. على أنه يظل هناك بديل ثالث بين معسكري وطريقي دعاة الانسحاب والبقاء في العراق. ويتلخص هذا البديل في استفتاء العراقيين أنفسهم في أمر بقائنا أو انسحابنا من بلادهم. فحتى الآن تشير استطلاعات الرأي العام العراقي إلى ميلهم لبقائنا. ومهما يكن فإنه لشرف لنا أن نبقى أو نذهب وفقاً لإرادة ورغبة العراقيين. وفيما لو تمكنا من إكمال مهمتنا هناك، فربما لا تذكر هذه الحرب على أنها خطأ لا أكثر، في تاريخنا، بل أكثر من ذلك بكثير! \r\n \r\n جونا جولبيرج \r\n \r\n \r\n كاتب ومحلل سياسي أميركي \r\n \r\n ينشر بترتيب خاص مع خدمة \"لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست\" \r\n