هل تصحو إدارة بوش من سباتها؟

ودون وجود حل فليس هناك فرصة أمام الولايات المتحدة لإنقاذ سمعتها في العالم الإسلامي، كذلك لن تكون هناك فرصة لتجميع القادة العرب إلى جانبها ودفعهم لمحاربة المتطرفين أو للتعاون في احتواء إيران.وأخيرا لن تكون هناك فرصة لإعطاء اسرائيل الأمن الدائم الذي تحتاجه.كل ما نأمله ونتمناه أن يعطي بوش جهود السلام التي أهملها طويلا أولوية مركزية خلال السنوات المتبقية من عمر إدارته.جابت كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الأميركية العديد من دول المنطقة والتقت كبار المسؤولين فيها، وليت الرئيس بوش اعطاها سلطة واضحة لممارسة الضغوط على إسرائيل وليس على الفلسطينيين فقط من أجل التوصل إلى حلول وسط حقيقية وليس مجرد اتفاقات سرعان ما يتم نقضها والتنصل منها تحت ذرائع كثيرة.
\r\n
\r\n
وليت الرئيس أيضا أعطاها السلطة لكي تتحدث إلى الخصوم وليس فقط إلى الأصدقاء من أجل جمع دعم الجهود التي تعتزم الإدارة بذلها.لسنوات ومستشارو بوش ينسجون خرافة ان الشرق الأوسط يحتاج لدبابات تسير نحو بغداد وليس لدبلوماسيين يركبون الطائرات إلى القدس ورام الله ودمشق.وعليه استغربنا كثيرا عندما سمعنا أحد أقرب المستشارين لرايس وهو فيليب زيليكو وهو يلقي محاضرة يقول فيها ان من الضروري احراز تقدم في حل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي من أجل حشد الزعماء العرب للوقوف مع الولايات المتحدة في الجهود التي تبذلها للتعامل مع المشاكل والمخاطر الكثيرة التي يواجهها الشرق الأوسط.وسط تفاؤلنا هذا فإننا نأمل أن يدرك الرئيس بوش ووزيرة خارجيته أهمية هذا الأمر وأهمية تقديم الدعم للرئيس الفلسطيني المعتدل محمود عباس وإطلاق العملية السلمية من جديد.
\r\n
\r\n
على رايس أن تلزم نفسها بإجراء مفاوضات تضمن التوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار، ويمكن لها أن تبدأ بإبلاغ الإسرائيليين بالتوقف الفوري عن عمليات قتل الفلسطينيين ووقف النشاط الاستيطاني، كذلك يتوجب عليها أن تبلغ الفلسطينيين بوضوح أنه يتوجب على الحكومة الفلسطينية وقف الهجمات التي تشن ضد إسرائيل إلا في حالة الدفاع عن النفس.
\r\n
\r\n
ان إدارة بوش تشجع إيهود أولمرت رئيس الوزراء الإسرائيلي على الالتقاء بعباس ويجب أن يكون الهدف من ذلك ليس مجرد تقديم الدعم بل استئناف المفاوضات السلمية، وعلى الرئيس أن يركز كثيرا على هذه الجهود من أجل التوصل إلى نتائج محددة خلال ما تبقى من فترة رئاسته.
\r\n
\r\n
يجب على رايس أن تعد نفسها للسفر إلى دمشق لإبلاغ الرئيس الأسد أن بالإمكان تحسين العلاقات بين البلدين.
\r\n
\r\n
ان الكوارث التي شهدها الشرق الأوسط خلال الصيف ممثلة في الحرب في لبنان والحرب في غزة تعني ان الوقت قد انتهى بالنسبة للكلام وجاء دور الأفعال.
\r\n
\r\n
إننا نأمل ان تكون تصريحات زيليكو بداية صحوة للإدارة الأميركية في الشرق الأوسط.
\r\n