\r\n \r\n ناك وقت لم يكن أي من السؤالين ليطرح . لقد فهم أعضاء الكونغرس أنهم لديهم التزامات يفرضها الدستور وأن تلك الالتزامات تفوق أي تحالف لحزب أو لرئيس . فعلى سبيل المثال : عندما حاول الرئيس فرانكلين روزفلت أن يملأ المحكمة الأميركية العليا بقضاة أكثر تحبيذا ومحاباة لبرامجه , عارض الخطة نائبه ( نائب الرئيس ) , جون نانس غارنر , وهزمها كونغرس يسيطر عليه الديمقراطيون . وقد تم التحقيق مع وزارة حرب روزفلت من قبل سيناتور ديمقراطي , هو هاري ترومان . وبعدها بعقود , عندما عارض الرئيس الديمقراطي كارتر تخفيض الإنفاق على مشاريع المياه الفيدرالية , تم توبيخه من قبل كونغرس ديمقراطي . وعندما اقترح الرئيس الجمهوري ريغان زيادة ضرائبية , كانت المعارضة يقودها أعضاء مجلس النواب الجمهوريون . \r\n وفي كل حالة , كان أعضاء الكونغرس مستعدين للوقوف والتصدي لرئيس من حزبهم هم لعمل ما كانوا يعتقدون أنه كان صحيحا . قارنوا ذلك بردة الفعل الهزيلة الحالية من الكونغرس - من كلا الحزبين ( الجمهوري والديمقراطي ) - حيال مزاعم الرئيس بوش في سلطة رئاسية ممتدة ومتسعة واحتقار إدارته الواضح للفرع التشريعي من السلطة . \r\n ففي النظام البرلماني - أي نظام برلماني- تستقر السلطة مع الفرع التنفيذي , وتعمل الأغلبية التشريعية كدور داعم . ولكن الكونغرس الأميركي مقصود منه ألا يكون كالخاتم المطاط في يد الرئيس ولكن يكون مراجعا فاحصا لسلطة الرئيس ومهندسا رئيسيا أساسيا للأولويات الوطنية . \r\n وبوصفه \" الفرع الأول \" من الحكم , فإن الكونغرس لديه كل السلطة التشريعية ومنوط به تحديد ما الذي سيكون عليه القانون , وكم سينفق , إن كان هناك شئ ينفق على الإطلاق , على أي مشروع مقترح . \r\n غير أنه عندما يهزأ بوش بالكونغرس ويحتقره - معلنا سلطته في تجاهل أو الاستخفاف به أو عدم الاكتراث بالتشريع , سامحا لمسئولي الحكومة بالكذب على الكونغرس ومغادرة جلسات الاستماع فجأة مقاطعين إياها , ومتجاهلا المتطلبات القانونية الأساسية الواضحة - يغمغم ويتمتم أعضاء الكونغرس ويمصون شفاههم ولا يفعلون شيئا . \r\n إن الكونغرس الأميركي خائض في ما هو بعيد الصلة عن الموضوع , والأمر متروك للناخبين الأميركين هذا الخريف في أن يسألوا ممثليهم المحتملين عما إذا كانوا ينوون أداء واجباتهم الدستورية . \r\n والسؤال الثاني للمشرعين مهم بقدر مساو . فأحد الأسباب التي أعطيت لمعارضة الديمقراطيين لسيناتور كونيكتكت جو ليبرمان في الانتخابات الأولية في شهر أغسطس هو فشله في أن يكون \" لاعبا في فريق \" ؛ فاستعداد ليبرمان لإيجاد أرضية مشتركة مع الجمهوريين تم رؤيته على أنه خيانة وعدم ولاء للحزب . \r\n إن الاستقطاب المرير الذي يشتكي منه كثيرون جدا من المراقبين ليس مجرد استقطاب أيدلوجي ؛ إنه حزبية وتحزب وصل إلى منتهاه . فبدلا من الانتقال من كونهم مرشحين إلى كونهم أعضاء في الكونغرس في اليوم الذي يقسمون فيه اليمين , ينخرط المشرعون في حملات دائمة . وأي من الحزبين غير مستعد للسماح للآخر بكسب المصداقية والثقة على إنجاز قد يساعده في الانتخابات القادمة , ولذا فإن الممر المركزي الذي يفصل الديمقراطيين عن الجمهوريين في المجلس يصبح جدارا . \r\n ولكن يأتي وقت , بعد عد وحساب الأصوات , يفوق كون المرء أميركيا كونه عضوا في حزب سياسي معين . \r\n إن المسائل التي تواجه هذه الأمة صعبة ومعقدة . وعلى سبيل المثال , لا يحتاج المرء إلى أن ينظر إلى ما هو أبعد من مشكلة الهجرة أو مشاكل الاعتماد على الطاقة . هناك حاجة ضاغطة بالنسبة لأعضاء مجلس النواب الأميركي ومجلس الشيوخ الأميركي , بصرف النظر عن الحزب , للعمل معا لإيجاد حلول يمكن أن يتفق عليها كلا الجانبين . ويجب أن يصر الناخبون الأميركيون على أن يفعل الحزبان ذلك . \r\n وسيقوم مرشحو مجلسي النواب والشيوخ بنداءات ومناشدات عاجلة للناخبين في الشهرين القادمين ونيف . وخلال ذلك الوقت , يمكن أن يوجه المواطنون نداءات قليلة خاصة بهم . إحداها لكونغرس يعترف بمسئولياته ويتولاها بجدية . وإذا لم يحصل المواطنون على توكيدات مرضية , فإنهم يمكنهم أن يحجبوا أصواتهم . إن الشكوى ليست كافية ؛ وحان الوقت للناخبين الأميركيين أن يطالبوا بكونغرس يؤدي وظيفته . \r\n \r\n ميكي إدواردز \r\n أستاذ بكلية \" وودرو ويلسون \" للشئون العامة والدولية بجامعة برينستون الأميركية \r\n خدمة \" لوس أنجلوس تايمز \" - خاص ب \" الوطن \"