ويضع بوش وحكومته الاميركيين امام خيار من اثنين: اما دعم الوجود العسكري الاميركي في العراق واما تحمل مسؤولية الفوضى الناتجة عن الانسحاب. \r\n \r\n وقبل شهرين من الانتخابات البرلمانية الاميركية، بات بوش وادارته يستخدمان خطابا اكثر وضوحا من اجل تبرير المهمة الاميركية في العراق. \r\n \r\n ومن العبارات التي استخدمها الرئيس الاميركي الخميس في وصف الحرب في العراق: \"صراع القرن الواحد والعشرين الايديولوجي الحاسم\" ضد \"خلفاء الفاشيين والنازيين والشيوعيين وغيرهم من الداعمين لايديولوجية التسلط في القرن العشرين\". \r\n \r\n ويحاول بوش قدر المستطاع عدم تسييس الجدل القائم في الولاياتالمتحدة، الا انه يقول بشكل اكثر وضوحا لمواطنيه بأنه من الافضل لهم ان يفكروا بهذه الطريقة عندما يقررون الاختيار بين الجمهوريين والديموقراطيين في السابع من تشرين الثاني/نوفمبر. \r\n \r\n وبدأ بوش الخميس حملة علاقات عامة جديدة في مواجهة حركة اعتراض متزايدة على التدخل الاميركي في العراق تهدد بخسارة الجمهوريين الغالبية التي يتمتعون بها في مجلسي الشيوخ والنواب. \r\n \r\n وقال الاربعاء ان هذه الحملة لن تكون \"سياسية\"، معربا عن \"امل جدي بالا يعمد احد الى تسييس المواضيع التي ساتكلم عنها\". \r\n \r\n ورغم ذلك، اختصر بوش في خطابه الاول الخميس السياسة الاميركية في الشرق الاوسط ب\"خيار بسيط\": الابقاء على الواقع الراهن في الشرق الاوسط، \"وبحلول الجيل المقبل، سيواجه اطفالنا منطقة تسيطر عليها الدول الارهابية والمتطرفون الدكتاتوريون الذين يملكون اسلحة نووية\"، او تطبيق خططه \"من اجل الحرية\" وشن \"حرب شاملة على الارهاب\" و\"اعطاء الناس في الشرق الوسط مستقبلا مليئا بالامل\". \r\n \r\n وقال في ما يشبه معادلة الانتخابات المقبلة \"هنا، في بلادنا، علينا ان نقوم بخيار في ما يتعلق بالعراق\"، في وقت يعبر بعض الجمهوريين عن القلق من ان تتحول الانتخابات الى استفتاء حول العراق. \r\n \r\n وقد خسر السناتور الديموقراطي النافذ جوزف ليبرمان، الداعم للحرب في العراق، الانتخابات التميهدية في ولاية كونيتيكت في بداية آب/اغسطس، مسددا بذلك ثمنا لتأييده الحرب. \r\n \r\n وقال بوش في سالت لايك سيتي ان الانسحاب الاميركي من العراق سيشكل \"كارثة حقيقية\". واضاف \"لن تخرج الولاياتالمتحدة قبل ان تحرز النصر\". \r\n \r\n وعرض بوش البديل الآتي: الابقاء على القوات الاميركية في العراق كل الوقت اللازم من اجل انشاء عراق يشكل نموذجا لكل الشرق الاوسط، او الانسحاب وتسليم العراق الى \"ألد اعدائنا\" وتحويله الى \"معقل جديد\" لارهابيي العالم اجمع اكثر خطورة من افغانستان في ظل حركة طالبان بسبب موارد النفط التي سيفيدون منها. \r\n \r\n وقال الرئيس الاميركي \"اذا تخلينا عن القتال في شوارع بغداد، فسنواجه الارهابيين في شوارعنا\". \r\n \r\n وعاد خوف الاميركيين على امنهم بالفائدة على بوش وادارته في الانتخابات البرلمانية في 2002 والرئاسية في 2004. الا انه قد لا ياتي بالنتيجة نفسها هذه المرة بعد مقتل اكثر من 2600 اميركي في العراق منذ آذار/مارس 2003. \r\n \r\n ولم يتردد بوش في تسمية اي من الديموقراطيين او الجمهوريين قادر بشكل افضل على حماية الاميركيين: الذين يطالبون بانسحاب غير مشروط من العراق بالنسبة اليه \"لا يمكن ان يرتكبوا خطأ اكبر من هذا الخطأ\". \r\n \r\n علما ان العديد من الديموقراطيين يطالبون ببرنامج زمني للانسحاب من العراق لا يبدو بوش مستعدا لتقديمه حاليا. \r\n \r\n وبات الجمهوريون يصفون الديموقراطيين ب\"الانهزاميين\". \r\n \r\n واثار وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفلد فضيحة بين الديموقراطيين عبر وصف منتقدي الحرب بانهم يشبهون اولئك الذين افادوا من صعود النازية. \r\n \r\n كذلك رد بوش مباشرة على حجة الديموقراطيين القائلة بان الحرب في العراق تحول دون استخدام اموال كبيرة لمكافحة الارهاب في اماكن اخرى، فقال \"خبر اول يزف الى اسامة بن لادن الذي اعلن ان العراق مسرح للحرب العالمية الثالثة\". \r\n \r\n ويتهم الديموقراطيون بوش بزرع الانقسام وجعل البلاد \"اقل امنا\" مما كانت عليه قبل 11 ايلول/سبتمبر. ويريد الديموقراطيون الساعون الى استعادة الغالبية على الاقل في مجلس النواب، اقناع الاميركيين بان لا علاقة للحرب في العراق مع \"الحرب الشاملة على الارهاب\". \r\n \r\n ويبدي عدد من اعضاء الحزب الجمهوري نفسه الذي يعاني من انقسام بين الرغبة بالابتعاد عن الساحة العراقية ومصالح الولاء لبوش، قلقهم من الراديكالية التي باتت تطبع الخطاب الحكومي.