\r\n وتشهد المزارع ايضا تركيزا دبلوماسيا من قبل المبعوث الخاص للأمم المتحدة تيري لارسون المسؤول عن مراقبة تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1559. ويسعى لارسون لاقناع سوريا ولبنان بالتحديد الكامل للحدود المشتركة بينهما حيث تنتهي حدود الجنوب في مزارع شبعا. \r\n \r\n فرض السيادة اللبنانية على المزارع ينظر اليه كأمر ضروري لانهاء الاحتلال الاسرائيلي على هذه الارض وتوقف اسرائيل عن ارسال طيرانها الى الاجواء اللبنانية واطلاق سراح آخر مجموعة من المعتقلين اللبنانيين القابعين في السجون الاسرائيلية وذلك مقابل نشر الجيش اللبناني على طول الحدود التي خططتها الأممالمتحدة مع اسرائيل ونزع سلاح حزب الله. \r\n \r\n وتبدو فرص النجاح في اتمام هذين الأمرين كئيبة للغاية وذلك للأسباب التالية: \r\n \r\n أولا: تبدي سوريا ترددا واضحا في التعاون مع اللبنانيين في تخطيط الحدود وهذا الشيء هو نتاج طبيعي للتوتر القائم بين البلدين منذ اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري قبل 16 شهرا مضت، واشار الرئيس السوري بشار الأسد الى هذا الموضوع في مقابلة اجرتها معه صحيفة «الحياة» اللندنية حيث قال «ان تخطيط الحدود لن ينطلق من مزارع شبعا الواقعة في ظلال الاحتلال الاسرائيلي. وعليه فإن هذه المزارع ستبقى من الناحية الرسمية ارضا سورية. \r\n \r\n ثانيا: ان الحكومة الاسرائيلية لن تعطي الاوامر للانسحاب من مزارع شبعا على الاغلب الا اذا شملت ضمانات بأن يحل الجيش اللبناني محل مقاتلي حزب الله على الحدود في الجنوب اضافة الى تفكيك المقاومة الاسلامية. \r\n \r\n ثالثا: ان الانسحاب الاسرائيلي من مزارع شبعا لن يؤدي الى نزع سلاح حزب الله، والحقيقة انه اذا ما انسحبت اسرائيل من هناك فإن ذلك سيعطي حزب الله الفرصة لاعلان نصر ثاني وسيعمل مقاتلوه على اقامة مواقع جديدة لهم على طول الحدود الجديدة. \r\n \r\n البعض يطالب بنزع سلاح حزب الله بمجرد ان يتم الانسحاب الاسرائيلي باعتبار انه لم يعد هناك ذريعة يأخذ بها هذا الحزب لاستمرار حمله السلاح. في المقابل نجد حزب الله يصر على الابقاء على سلاحه طالما بقيت اسرائيل تشكل تهديدا للبنان. في ظل هذه الظروف يرى البعض بالابقاء على الوضع الراهن في جنوب لبنان على حالة باعتباره اهون الشرين بانتظار تحرك المنطقة ككل رسميا نحو استئناف العملية السياسية الاقليمية. \r\n \r\n هذه المنطقة منعزلة وغير مسكونة وامكانية حدوث اصابات في صفوف المدنيين لدى الطرفين تعتبر محدودة للغاية. \r\n \r\n وطالما بقي حزب الله يحظى بدعم وتأييد غالبية الشيعة اللبنانيين ودعم سوريا وايران فإنه سيكون قادرا على الوقوف في وجه الضغوط الداخلية والخارجية الداعية الى نزع سلاحه. \r\n \r\n ان نزع سلاح حزب الله بصورة سلمية يتطلب مفهوما عالميا من خلال استئناف العملية السلمية في المنطقة، فالسلام مطلوب ليس مع الجيران الشماليين في لبنان بل ايضا مع الجيران الفلسطينيين. \r\n